بلغ التسوق في الصين ذروته مع رنين جرس مهرجان التسوق" 11-11"، الذي بات يعد محركا للاستهلاك والتسوق في الصين والعالم. ويتسائل الكثير من الناس عن سرّ الدفق الاستهلاكي القوي الذي يميز السوق الصينية. والاجابة تأتي من العارضين المشاركين في الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد.
خلال معرض الاستيراد لهذا العام، بلغ حجم نوايا الصفقات 71.13 مليار دولار أمريكي، مسجلا زيادة قدرها 23٪ مقارنة بالدورة الأولى. وخلال هذه الدورة، أعلنت العديد من الشركات الصينية أيضًا عن احتياجاتها من المشتريات لمدة عامين إلى ثلاثة أعوام. وفي غضون أيام قليلة، فاق اجمالي الزائرين 910 الاف شخص، وبالإضافة إلى معاملات الشراء، تلقى العديد من العارضين عروض تعاون من مختلف دول العالم، وتجاوزت النتائج التطلعات السابقة.
إذا كانت القوة الشرائية للسوق الصينية مألوفة لدى العالم، فإن كل من زار المعرض قد تعرف على الجاذبية القوية للسوق الصينية.
إنها "الصدمة القادمة من المستقبل"، هكذا عبّر أحد الزائرين عن ماشاهده في المعرض. وفي المعرض نجد روبوت قادر على التقاط إبرة تطريز وسيارة طائرة، وطائرة مسيرة بامكانها إرسال ساعي بريد ومرحاض يمكنه قياس ضغط الدم، وروبوت يرتب القمامة وعدسة لاصقة يمكنها تغيير اللون، وأقنعة البشرة المصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد وأصغر وأنحف المسامير في العالم وأجهزة عد الأموال فائقة سرعة، وغير من المنتجات ذات التقنية العالية، التي شكلت فضاءا مستقبليا داخل المعرض.
من النطاق إلى المستوى، ثم من الجودة إلى مؤشر الابتكار، حققت الدورة الثانية للمعرض نتائج متميزة، وفتحت منصة للشركات الأجنبية للاستفادة من الفرص التي توفرها السوق الصينية. على سبيل المثال، بعد مشاركتها في الدورة الأولى للمعرض المعرض، قررت شركة "اليكتا" الطبية تأسيس مقرها الاقليمي العام في مدينة شنغهاي. كما شهدت الدورة الحالية من المعرض ظهور عدة منتجات لأول مرة، مثل روبوت التخزين الذكي وكسارات إعادة تدوير مخلفات البناء، والقفازات الواقية من المكنات وأنظمة العناية بالبشرة الدقيقة. حيث تحولت الصين إلى مركز اصدار بالنسبة للعديد من شركات التقنية العالية العالمية، بعدما اختارتها وجهة لانشاء مراكز بحث وتطوير. في هذا الصدد قال رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي لمجموعة لوريال، "إن الصين قد باتت فرصة بالنسبة للجميع الان".
لم تدخل علامة العناية بالبشرة "وايلد" بشكل رسمي بعد إلى السوق الصينية، في حين تعتمد بشكل أساسي على التجارة الإلكترونية العابرة للحدود. مع ذلك، أصبح معرض الاستيراد فرصة جيدة بالنسبة لها للتعريف بنفسها للصينيين. ويعد معرض الصين الدولي للاستيراد المنصة الأهم في الصين في الوقت الحالي، التي تفتح جسرا مباشرا بين الشركات الاجنبية والسوق الصينية. وبعد سياسات التخفيض في التعريفات الجمركية، كان المعرض مناسبة أخرى تؤكد على احترام والتزام الصين لتعهداتها بتوسيع حجم وارداتها. وخلال العام الماضي، تم تسريع عمليات التحقيق في الأدوية الجديدة واختصار المهلة الزمنية للتخليص الجمركي وتخفيض القائمة السلبية وتحسين النظام القانوني المتعلق بالخارج ، كما تم تحسين بيئة الأعمال بشكل مستمر.
عندما تستمر الصين في فتح ابوابها، فإن الطريق نحو المستقبل سيكون أكثر وضوحا. ولاشك في أنه لاتوجد شركة في العالم ترغب في تجاهل سوق بحجم 1.4 مليار شخص، والاستفادة من الفرص التي تتيحها الصين. وفي هذا الصدد، يقول سونغ وي تشون، رئيس فرع شركة جونسون آند جونسون بالصين ، "نجاحنا في الصين في المستقبل سيحدد نجاحنا في العالم".
في خريف 2019، تعرف مايزيد عن الـ 50 ألف مشتري أجنبي على امكانيات السوق الصينية، وباتوا يتطلعون بتفائل بآفاق المستقبل. وقد ردد العديد من العارضين نفس الانطباع، "سنأتي إلى هنا، طالما استمر معرض الاستيراد في فتح أبوابه للعارضين".