مقالة : طائرات تركية بدون طيار تبدأ في مباشرة عملها شمالي سوريا في إطار اتفاق أمريكي - تركي حول المنطقة الآمنة

أنقرة 14 أغسطس 2019 (شينخوا) بدأت طائرات تركية بدون طيار عملها في شمال سوريا يوم الأربعاء في إطار اتفاق تم التوصل إليه مؤخرا بين تركيا والولايات المتحدة حول إنشاء منطقة آمنة هناك.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن طائرات بدون طيار بدأت في مباشرة عملها في المنطقة التي سيتم فيها إنشاء المنطقة الآمنة أو "ممر السلام" من أجل عودة اللاجئين. ولكن البيان لم يقدم مزيدا من المعلومات عن عمليات الطائرات بدون طيار.

وأضافت أن الجهود جارية حاليا لإنشاء مركز عمليات مشتركة في مقاطعة شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا في "أسرع وقت ممكن".

وقد وصل وفد أمريكي إلى شانلي أورفا يوم الاثنين لتأسيس المركز الذي سيشرف على إقامة المنطقة الآمنة.

جاءت هذه الخطوة عقب اتفاق تم التوصل إليه بعد محادثات مكثفة جرت في العاصمة التركية أنقرة في السابع من أغسطس بين مسؤولين أمريكيين وأتراك لمعالجة المخاوف الأمنية التركية طويلة الأمد والمتعلقة بحدودها الجنوبية.

وعلى الرغم من أن تفاصيل حجم المنطقة الآمنة وإدارتها مازالا غير محددين، إلا أنه من المتوقع أن يكون مركز القيادة مسألة محورية في المفاوضات التي ستحدد مستقبل المنطقة التي كانت نقطة احتكاك شديدة في العلاقات الأمريكية التركية.

فقد ظلت واشنطن وتركيا، الحليفتان بالناتو، على خلاف لفترة طويلة حول الخطط المتعلقة بشمال شرق سوريا، حيث يخوض حلفاء الولايات المتحدة معركة ضد مقاتلي تنظيم (داعش).

غير أن تركيا تنظر لوحدات حماية الشعب الكردي المدعومة أمريكيا باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

ورغم التوصل إلى اتفاق بين الحليفتين، لا تزال هناك انقسامات حول دور المنطقة العازلة المستقبلية وكيفية تنفيذها وتشغيلها، وفقا لما ذكره المراقبون.

وينظر بعض المحللين لإنشاء مركز العمليات المشتركة باعتباره آلية أمريكية لكسب الوقت وتأخير التوغل العسكري التركي الجديد المحتمل إلى داخل سوريا.

فمن جانبه، قال نعيم بابور أوغلو المحلل العسكري على قناة ((أن تي في)) التليفزيونية الخاصة إنه "لم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق التركي الأمريكي ولا نعرف شيئا عن عمق المنطقة الآمنة المخطط لها. فتركيا تريد منطقة عازلة يتراوح عمقها بين 30 و40 كلم داخل سوريا فيما لا يحرص الأمريكيون على إقامة منطقة يتجاوز عمقها خمسة كيلومترات، لذلك هناك في الوقت الراهن الكثير من أوجه عدم اليقين".

وأضاف الجنرال المتقاعد بالجيش التركي "يجب على تركيا ألا تسمح للولايات المتحدة بكسب الوقت ومحاولة منع التوغل التركي في شمال شرق سوريا، شرقي الفرات، من خلال الدخول في مفاوضات لا نهاية لها" حول معالم منطقة آمنة.

وتذكر بابور أوغلو أنه خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، أنشأت الولايات المتحدة منطقة آمنة ومنطقة حظر طيران في شمال العراق أدت بدورها إلى تقوية حزب العمال الكردستاني الذي أقام معسكرات هناك لا تزال تشكل تهديدا لتركيا.

وتفيد المعلومات المتعلقة بالمنطقة الآمنة والمنشورة في وسائل الإعلام التركية، بأن الولايات المتحدة تريد حصر وجود القوات التركية في المناطق الريفية فقط، وتولى القيادة الكاملة لجميع المناطق باستثناء قطاع طوله خمسة كلم على الحدود سيكون تحت السيطرة التركية.

وتنظر أنقرة للهوية الكردية باعتبارها تمثل تهديدا ليس فقط داخل تركيا وإنما أيضا في شمال العراق وفي شمال سوريا، حيث تخشى أن يقيم الأكراد هناك دولة ذات حكم ذاتي.

وتقول الصحافة الموالية للحكومة إن الخيار العسكري ضد وحدات حماية الشعب الكردي مازال مطروحا بشدة على الطاولة في أنقرة.

فقد قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "تركيا لن تسمح للولايات المتحدة بإيقاف مسيرة عملية شرق الفرات مثلما فعلت في منبج"، وهي بلدة تقع شمال شرقي سوريا حيث أنشأ الأتراك والأمريكيون بروتوكولا للدوريات المشتركة بعد أشهر من المماطلة الأمريكية.

وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يوم الاثنين من أنه إذا ما ترددت الولايات المتحدة في تلبية مطالب أنقرة بشأن المنطقة الآمنة التي تشمل ممرا بطول 32 كلم في عمق الأراضي السورية، فإن تركيا قد تواصل حلولها الخاصة في المنطقة التي نُشر فيها ما يصل إلى ألفي جندي أمريكي.

وسوف تسمح المنطقة العازلة المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن للاجئين السوريين بالعودة إلى ديارهم في شمال البلاد.

وتستضيف تركيا حاليا أكبر مجتمع للاجئين في العالم يضم 3.6 مليون سوري، ولكن منذ بداية الأزمة الاقتصادية في الصيف الماضي والتي تسببت في ارتفاع معدلات البطالة، تزايدت حالة الاستياء من وجود المهاجرين.