"اقتصاد الليل" .. فرصة للترفيه عن النفس وتعظيم اقتصاد الدولة

25 يوليو 2019 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/"إقتصاد الليل" .. هو جانب مهم من إقتصاد أي دولة، ويعتبر جزءا أساسيا من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو مصطلح اقتصادي أطلقته بريطاني في سبعينيات القرن الماضي، ويقصد بها الأنشطة الليلية التي يقوم بها المواطنون للخروج من ضغوط العمل والاستمتاع مع الأصدقاء لتهيئة النفس لدخول جو العمل مرة أخرى، والتي تتضمن التسوق وحضور فاعليات ثقافية أو الذهاب للمطاعم وتجربة تناول الأطعمة الشهية المتنوعة.

وفي المدن الصينية الكبرى، خصوصًا العاصمة بكين، عادة ما يشهد اقتصاد الليل رواجًا، ودائمًا ما تجد منطقة وسط المدينة مزدحمة بالناس، خصوصًا في المولات الكبيرة التي تقدم جميع أنواع السلع والهدايا، وفي المطاعم حيث الأطعمة المتنوعة الشهية، وفي المقاهي الثقافية التي تقيم ورش عمل وملتقيات ثقافية في مختلف أنواع الأدب كالشعر والرواية وغيرها.

وتؤكد الحقائق أن "اقتصاد الليل" بدأ ينتشر في الصين خلال مطلع تسعينيات القرن الماضي، حيث ظهرت كثير من المطاعم الليلية التي تقدم أشهى الأطباق المتنوعة، ذلك الاقتصاد الذي بدأ ينمو بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مع حركة النمو السريعة التي شهدتها المعدلات الاقتصادية، ما ترافق معه زيادة متوسطات دخول المواطنين، وبالتبعية زيادة ضغوط العمل التي تحتاج في العادة إلى إيجاد وقت للخروج من تلك الضغوط والاستمتاع بالحياة مع العائلة أو الأصدقاء.

وفي أواخر عام 2018، أصدرت الحكومات المحلية، في المدن الكبيرة مثل العاصمة بكين، وتيانجين وشانغهاي، مجموعة من الإجراءات لدعم تنمية الاقتصاد الليلي، وعن ذلك يقول وانغ شياو قوانغ وهو نائب مدير القسم الاقتصادي بإحدى مدارس الحزب الشيوعي الصيني، إن الاقتصاد الليلي يعد محركا جديدا لزيادة حيوية المدن ودفع التنمية الصينية.

وأضاف أن البيانات الصادرة من المكتب الوطني للإحصاء، الصادرة منتصف شهر يوليو الجاري، أظهرت أن إجمالي الناتج المحلي للنصف الأول من عام 2019 الحالي، ارتفع إلى ٦.٣٪ ، وأن حصة الاستهلاك من ذلك النمو وصلت إلى٦٠٪، ما يعني زيادة القيمة السوقية لذلك النوع من الاقتصاد، مؤكدًا أن ذلك يدفع الحكومات المحلية تعزيز الاهتمام بالاقتصاد الليلي الذى يعتبر جزءا مهما وواعدا من الاستهلاك.

ومن أجل دعم تنمية الاقتصاد الليلي، وزيادة جودة الخدمات المقدمة، طرحت مدينة تيانجين مجموعة من الإجراءات، مثل تمديد ساعات الدوام للمتاجر، مثل النموذج الذي شركة سلاسل سوبر ماركت (11-7)، التي تعمل على مدار الـ 24 ساعة في اليوم، وغيرها من سلاسل السوبر ماركت، فيما اقترحت حكومة مدينة بكين تمديد فترة دوام العمل في بعض المتاحف .

دينغ تشي، وهو صاحب المكتبة الخيرية في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان، قال إن الليل هو أفضل وقت لتذوق سحر المدينة، وأن الاقتصاد الليلي هو أفضل منصة لربط ثقافة المناطق والشوارع للمدينة بحاجة المستهلكين النفسية.

وأضاف أنه مما لا شك فيه أن هذه الجهود المتواصلة، انعكست بوضوح من خلال تبوء الدولة مكانة رائدة على العديد من مؤشرات التنافسية والتنمية العالمية، حيث تحل في المرتبة الحادية عشر عالميًا في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، والتاسع عالمياً في مؤشر الحرية الاقتصادية، والـ 27 في مؤشر التنافسية العالمية، والـ 23 في مؤشر تمكين التجارة.