حكومة الوفاق الليبية تعلن "النفير العام" بعد تحرك قوات حفتر غربا

طرابلس 3 ابريل 2019 / أعلنت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا "النفير العام" بعدما قال "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر إن أوامر صدرت بالتحرك لـ"تطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها" بمناطق غرب البلاد حيث توجد العاصمة طرابلس.

وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في بيان نشره عبر صفحته على (فيسبوك)، إنه "يتابع بأسف، ومنذ فترة، ما يصدر عن بعض الأطراف من تصريحات وبيانات مستفزة، تتحدث عن التوجه لتطهير المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس"، معربا عن "تنديده بشدة بهذا التصعيد".

وفيما أشار المجلس الى التزامه بضبط النفس في السابق تجاه ما وصفه بـ"افتعال متعمد للأزمات" فقد أكد أنه "أمام هذا الإصرار على تبني هذا النهج العدائي، أصدرنا التعليمات وأعلنا النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية، بالاستعداد والتصدي لأي تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أي منطقة من بلادنا".

ولفت الى أن "هذا التصعيد الممنهج يأتي قبل أيام من عقد الملتقى الوطني الجامع، والذي يرى فيه الليبيون بصيص أمل ومخرجا من الأزمة وفرصة لتوحيد المؤسسات وطريقا يوصل للانتخابات" .

وجدد البيان التأكيد على أنه "لا حل عسكريا للأزمة الليبية ، وأن الحرب لا تجلب إلا الدمار للبلد والشعب"، داعيا الى الكف عن "لغة التهديد والوعيد" والاحتكام الى "لغة العقل والحكمة".

وقبل ذلك، أعلن مكتب الإعلام للقيادة العامة القوات المسلحة الليبية بقيادة حفتر في بيان عبر حسابه الرسمي على (فيسبوك)، عن تحرك وحدات عسكرية لـ"تطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية".

وجاء في بيان مكتب الاعلام "بإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة الليبية وتنفيذا لأوامره، تحركت العديد من الوحدات العسكرية إلى المنطقة الغربية لتطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية".

وقال المتحدث باسم اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي، إن "الجيش ملتزم مع الشعب الليبي بتحرير البلاد من الإرهاب"، مضيفا أن "أهالي طرابلس سيسعدون حينما يسمعون أزيز مقاتلات سلاح الجو في سماء العاصمة".

وحذر اللواء المسماري مما وصفها بـ "محاولات بث الشائعات حول نوايا القوات المسلحة من تحركاتها العسكرية الأخيرة"، مؤكدا أن الجيش "أصبح قويا وجاهزاً بكل المعايير والمقاييس الدولية".

وفرض الجيش الليبي سيطرته على معظم مدن الجنوب بعد أن أطلق عملية عسكرية منتصف شهر يناير الماضي لتطهيرها "من الإرهاب والجريمة".

وتأتي التطورات الاخيرة قبل أقل من أسبوعين من انعقاد مؤتمر ليبي جامع في مدينة غدامس جنوب غرب طرابلس منتصف أبريل الجاري ضمن مساعي الحل السياسي للأزمة في البلاد.

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة الوفاق المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية يدعمها مجلس النواب والجيش الليبي في شرق البلاد، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.