人民网 2019:04:02.16:11:02
الأخبار الأخيرة

تقرير: تأخر سن الزواج او العزوف عنه لدى الشباب .. ظاهرة تهدد المجتمع الصيني؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:04:02.15:06

    اطبع
تقرير: تأخر سن الزواج او العزوف عنه لدى الشباب .. ظاهرة تهدد المجتمع الصيني؟

2 ابريل 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يشهد معدل الزواج في الصين تراجعا عامًا بعد عام منذ 2013، حسب ما اظهرته بيانات المكتب الوطني الصيني للإحصاء ووزارة الشؤون المدنية. في عام 2013، بلغ معدل الزواج على المستوى الوطني 9.9 ‰، والذي انخفض إلى 9.6 ‰ في عام 2014، و9 ‰ في عام 2015، و8.3 ‰ في عام 2016، و7.7 ‰ في عام 2017. وفي عام 2018، بلغ معدل الزواج في الصين 7.2 ‰ فقط، الذي يعتبر انخفاضا جديدا منذ عام 2013. بالإضافة إلى ذلك، يشهد معدل الزواج فجوة جغرافية كبيرة أيضًا، حيث أن معدل الزواج ينخفض كلما تطور الاقتصاد أكثر على مستوى المقاطعات والبلديات والمناطق ذاتية الحكم، على سبيل المثال، معدل الزواج في شانغهاي وتشجيانغ الأدنى في البلاد في عام 2018، حيث بلغ 4.4 ‰ و5.9 ‰ على التوالي، كما أن معدلات الزواج في قوانغدونغ وبكين وتيانجين منخفضة أيضًا. في حين، تشهد مناطق المنخفضة نموا نسبيا مثل التبت وتشينغهاي وآنهوي وقويتشو معدلات زواج مرتفعة، وبلغ معدل الزواج في قويتشو 11.1 ‰ في عام 2018، وهو معدل مرتفع على مستوى البلاد.

العزوف عن الزواج أحسن من الزواج غير المناسب

البيانات التي أصدرها المكتب الوطني الصيني للإحصاء ووزارة الشؤون المدنية لم تفاجئ الصينيين، بل على العكس، عبر الكثير من مستخدمي الانترنت عن تفهم الوضع، وعن أسباب دعمهم لفكرة التأخر في الزواج، والعزوف عن الزواج:

"تكلفة الزواج مرتفعة جدا!"

"عدم الزواج، يعني أكثر حرية وسعادة!"

"العزوف عن الزواج أحسن من الزواج غير المناسب"

ومن الواضح، أن الشباب بات يرى في الزواج أنه ليس "ضرورة " في حياة المجتمع المعاصر، بل إن الكثير منهم يستمتعون بحياة العزوبية.

الزواج ليس صيغة، لا يمكنك تطبيقه على الجميع

قالت يانغ لي (اسم مستعار) امرأة عزباء عمرها 30 عامًا:" لقد تغيرت نظرة المجتمع الى الفتاة التي تجاوزت سن الزواج، ولم يعد تأخر سن الزواج عند الفتيات مشكلة كبيرة، وأنا لا أشعر بالقلق لأنني لم أتزوج بعد." ولدى يانغ لي اليوم، دخل شهري ثابت، وغير مضطرة الى دفع الرهن العقاري، ويمكنها الذهاب الى صالة الألعاب الرياضية مرة واحدة في الأسبوع، والسفر والتسوق مع ثلاثة أو خمسة أصدقاء في العطلة. وتعتقد يانغ لي أنه بالمقارنة بأصدقائها من نفس العمر المتزوجين، فهي أكثر حرية وأقل عرضة لمشكلة توافه الحياة، ومع ذلك، أكدت يانغ لي انها ليست ضد الزواج وإنما ليست في عجلة من أمرها للزواج. مشيرة الى أن الزواج ليس أمرا قلقًا، وليس صيغة يمكن تطبيقها على الجميع. على سبيل المثال، لا يمكن تحديد أي سن للزواج وإنجاب الأطفال، وربما قد تكون العزوبية أفضل حالة بالنسبة لها في الوقت الراهن. وقد أصبحت نظرة يانغ لي تجاه الزواج الفكر الحقيقي الاعمق للعديد من الشباب، حيث لا يبدو للعديد من مواليد “ما بعد الثمانينيات" و "ما بعد التسعينات" حريصين على الزواج. ووفقا لـ "النشرة الإحصائية حول تطوير الخدمات الاجتماعية في عام 2017" التي اصدرتها وزارة الشؤون المدنية في عام 2018، فإن قبل عام 2012، أكبر نسبة تسجيل للزواج من مجموعة الشباب سنهم ما بين 20 إلى 24 سنة. وفي الوقت الحاضر، أصبحت مجموعة من 25 إلى 29 سنة القوة الرئيسية الجديدة لتسجيل الزواج. ووفقًا للنشرة، يمثل تسجيل زواج الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 أكبر نسبة من إجمالي عدد السكان عام 2017، وهو ما يمثل 36.9 ٪. وأن جيل من الشباب بات يفضل الزواج في سن متأخر.

المفهوم الاجتماعي يتغير اتجاه الزواج

يفسر خبراء وباحثو الاجتماع ظاهرة التأخر أو العزوف عن الزواج بين الشباب الى تغيير المفهوم الاجتماعي للزواج. ويعتقد لو جي هوا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بكين، أن مفهوم الزواج والانجاب يشهد تغيرا كبيرا بين الشباب مع تطور الاقتصاد والمجتمع، وأصبحت ظاهرة التأخر في الزواج والعزوف عن الزواج بالنسبة للعديد من مواليد "ما بعد الثمانينات" و "ما بعد التسعينيات" أكثر شيوعًا، والتفهم الاجتماعي يتزايد أيضا، ولم يعد الزواج هو الخيار الوحيد. ومن ناحية أخرى، فإن ارتفاع تكلفة المعيشة والزيادة في نفقات رعاية الأطفال في المجتمع الحديث هي أيضا واحدة من أسباب انخفاض رغبة الشباب في الزواج. ومن جانبه، يرى لو شياو ون، الباحث في معهد علم الاجتماع بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، أن الشخصية والوعي الفردي قوي للغاية عند العديد من الشباب، الذين ليسوا على استعداد لتحمل اعباء ومتاعب الأسرة، وإنما البحث عن المساكنة دون زواج رسمي.

التأثير السلبي لتراجع رغبة الشباب في الزواج

وبالإضافة الى اسباب ظاهرة تأخر سن الزواج او العزوف عنه لدى الشباب في الصين، يهتم الخبراء أيضًا بالتداعيات أو التأثير السلبي لتراجع رغبة الشباب في الزواج. ويرى ليو يوان جو، الباحث في معهد شنغهاي للقانون والتمويل، أن ظاهرة انخفاض معدل الزواج طبيعية في ظل التنمية الاقتصادية والتوسع الحضري ويجب أن يتعامل مع الظاهرة بعقلانية. ومع ذلك، فإن التأخر في الزواج أو العزوف عنه سيؤثر مباشرة في انخفاض نسبة عدد السكان وزيادة نسبة الشيخوخة في البلاد، ومن ثم يؤدي الى نقص الأيادي العاملة وتراجع النمو الاقتصادي. 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×