تعليق: لماذا يركز منتدى بوآو الآسيوي 2019 على بيئة الاستثمار الأجنبي في الصين؟

صرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال الجلسة الافتتاحية للقمة السنوية لمنتدى بوآو الآسيوي يوم 28 مارس الجاري في بلدة بوآو الساحلية بمقاطعة هاينان الجزيرة جنوبي الصين، بأن الحكومة الصينية بدأت في صياغة لوائح وقوانين مطابقة التي يحددها تنقيح قانون الاستثمارمن أجل ضمان التنفيذ الفعال لقانون الاستثمار الأجنبي. مضيفا، أن القوانين الداعمة المعنية ستدخل نطاق التنفيذ سوية مع بدء تطبيق قانون الاستثمار الأجنبي في أول يناير من العام 2020.

قال تشن يونغ لان مدير عام مجموعة صندوق Eurazeo الفرنسية ورئيس فرع منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالصين:" نتطلع الى الحصول على قواعد وبيئة شفافة ومفتوحة، والصين تتسارع الآن نحو هذا الهدف."

تعاونت شركة Eurazeo التي يعمل فيها تشن يونغ لان مؤخرا مع بنك ''بي إن بي باريبا'' الفرنسـي BNP Paribas وشركة الصين للاستثمار (CIC) أكبر صندوق الثروة السيادية الصينية لتشكيل صندوق تعاون صناعي صيني ـ فرنسي بمليار إلى 1.5 مليار يورو، لمساعدة الشركات الأوروبية من قطاعات الصحة والسلع الاستهلاكية، وTMT وصناعات التكنولوجيا الفائقة وغيرها من الصناعات تدخل السوق الصينية. وبصفته الشخص المسؤول عن مؤسسة ذات تمويل أجنبي، قال تشن يونغ لان أن ما ذكره رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية للقمة السنوية لمنتدى بوآو الآسيوي، يبين أن الحكومة الصينية قد وضعت بدقة جدول زمني محدد للانفتاح على العالم الخارجي، وهو ما يعكس تصميم الصين على فتح الباب أمام "النظام المفتوح"، مما يعني أن الصين ستنفذ إصلاحات أكثر فأكثر.

يشعر ميشيل جيراسي، نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي بعمق الانفتاح الذي تشهده الصين خلال العام الأخير، ويعترف بأنه في العقد الماضي أو نحو ذلك، مقارنة بألمانيا والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، فقد تخلف التعاون الاقتصادي بين إيطاليا والصين، لكن التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين تطور بسرعة كبيرة في العام الماضي."نريد تعويض الوقت الضائع."

عقد قادة الصين وإيطاليا يوم 23 مارس بالتوقيت المحلي محادثات، ووقع البلدان رسميا مذكرة تفاهم حول "مبادرة الحزام والطريق"، وهو أول اتفاق مع دول مجموعة السبع. كما وقعت الصين وإيطاليا 29 اتفاقية تعاون أو خطابات نوايا للتعاون، والمشاركة في بناء البنية التحتية، والأعمال المصرفية، والتجارة والسياحة ومن بين هؤلاء 10 منهم التعاون مع شركات إيطالية.

"نحتاج إلى مزيد مثل هذه الاتفاقيات." قال جيراسي:" إيطاليا هي البلد الرئيسي في الاتحاد الأوروبي ونريد أن نكون قدوة." مضيفا: " سيكون هناك المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي مع تسريع وتيرة الصين للانفتاح على العالم الخارجي." ووفقا للتقارير، فإنه بعد توقيع مذكرة التفاهم "الحزام والطريق" للتعاون بين الصين وإيطاليا، هناك دولتان أخريان ترغبان في السير على نفس الطريق."

لا تزال الشركات المتعددة الجنسيات مهتمة بأبواب الصين الكبرى المفتوحة. وقال أوليفر بات، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة أليانز للتأمين، أنهم على استعداد للتعاون مع الشركات الصينية للقيام باستثمارات أكبر.

أعلنت الحكومة الصينية في المؤتمر السنوي لمنتدى بواو لآسيا 2018 عن سلسلة من التدابير المحددة للتوسع والانفتاح. وبعد سنة واحدة من التطوير، حققت هذه التدابير المفتوحة نتائج ملموسة وأثارت المزيد من التحديات للإدارة الحكومية وبيئة الأعمال.

يدرك أوليفر بات أيضًا أن توسع الصين في الانفتاح على هذا النطاق الكبير يختبر أيضًا تنفيذ وكفاءة الوكالات الحكومية. ووفقا له، فإن التطور الحالي لشركات التأمين الأجنبية في السوق الصينية لا يزال يواجه العديد من التحديات، واحدها هو أن الحصول على الترخيص لا يزال بطيئا نسبيا.

كما أجاب ممثلو الحكومات المحلية أيضًا في المنتدى على "نقاط الألم" التي اقترحها رؤساء الشركات ذات التمويل الأجنبي وآمال الخبراء والباحثين. قال يين يونغ، نائب عمدة بكين، إنه باعتبارها المدينة الوحيدة في الصين التي توسع نطاق الاختبار في قطاع الخدمات، ستنفذ الدوائر الحكومية في بكين خدمات أكثر اكتمالا وانسيابية في مجالات الملكية الفكرية والقانون، ونظام القائمة السلبية لصناعة الخدمات.

بالإضافة إلى ذلك، ستشجع بكين 177 اجراء توسيع الانفتاح، والعديد منها غير متاح في أي مكان آخر في البلاد. وقال ين يونغ رداً على العديد من القضايا التجارية مثل بيئة الأعمال: “أن الحكومات المحلية مستعدة أيضًا للترويج التدريجي للحلول في مشاريع رائدة شاملة مثل افتتاح صناعة الخدمات."