أمير قطر يؤكد أن بلاده أصبحت "أقوى بكثير" منذ الأزمة الخليجية

الدوحة 27 مارس 2019 /أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم (الأربعاء) أن بلاده أصبحت أقوى بكثير منذ الأزمة الخليجية والمقاطعة التي فرضتها عليها أربع دول عربية في يونيو العام 2017، وأنها ملتزمة ببرامج العمل المعدة لاستضافة مونديال 2022.

وقال الشيخ تميم، خلال افتتاحه مساء اليوم متحف قطر الوطني، "أصبحت قطر أقوى بكثير منذ يونيو العام 2017، مواطنوها والمقيمون فيها يعملون سوية من أجل بناء البلد وتقوية الاقتصاد والحفاظ على كرامة الإنسان والدفاع عن الحقيقة".

وأضاف أن قطر حققت العديد من الإنجازات لصالح مواطنيها وذلك في مستوى الحياة ونوعيتها وفي مجالات التعليم والصحة والبيئة وغيرها، مشيرا إلى أن هدفها هو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية البشرية.

وأكد أن بلاده ملتزمة ببرامج العمل المعدة لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، التي قال عنها إنها "بمثابة احتفال بالرياضة والفنون والثقافة وروح الجماعة بالتضامن والوحدة التي تربط جميع محبي كرة القدم والأشخاص ذوي النوايا الحسنة من جميع أنحاء العالم".

وذكر أن قطر بافتتاحها للمتحف الوطني، تضع اليوم لبنة أخرى في بناء مشروعها التنموي والحضاري ومن ضمنه الوعد الذي قطعته العام 2010 "بتقديم بطولة رائعة لكأس العالم 2022".

وأفاد بأن المتحف يروي قصة شعب قطر ويشجع على التعرف على طبيعة البلد وآثاره التاريخية واقتصاده ونهضته العمرانية وغيرها، كما يوفر فضاء للتأمل في ما قامت به قطر، وما تطمح إلى القيام به.

ولفت إلى أنه "من خلال مشاركتنا لهذه المعلومات مع الزوار فإننا نريد عبر المتاحف والمؤسسات الثقافية الأخرى توفير مناخ للحوار مع الذات ومع الآخر، بما يمنح شعبنا صوتا مستنيرا في رسم مستقبلنا".

وقد حضر حفل افتتاح المتحف نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ورئيس الوزراء الفرنسي ادوارد فيليب والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح ووزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق آل سعيد ووزير الدولة للسياسة الثقافية في وزارة الخارجية الألمانية ميشيل مونتيفيرنغ.

كما حضره أيضا الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وعدد من الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدوحة وعدد من كبار الشخصيات في مجال السياسة والثقافة والفن والإعلام ورؤساء الشركات والمؤسسات العالمية ومدراء المتاحف والأكاديميين والمخرجين السينمائيين والمشاهير والمهتمين بمحال التراث من مختلف دول العالم.

واستغرق بناء هذا المتحف الذي يعد المتحف الرئيسي للدولة، قرابة عقد من الزمان بتكلفة تقدر بحوالي 434 مليون دولار، ويفترش مساحة 40 ألف متر على الطرف الجنوبي من كورنيش الدوحة ليكون أول معلم يراه المسافرون والقادمون من المطار.

وبحسب الإعلام المحلي فإن المتحف يضم أكبر عدد من المقتنيات والقطع الأثرية والأعمال الفنية التي تروي فصول قصة نشأة قطر جيولوجيا منذ أكثر من 700 مليون عام، وسيكون بفضل تصميمه إحدى الواجهات السياحية المميزة في قطر والمنطقة، لما يضمه من شواهد وآثار ترصد حياة الأسلاف، وتوثق التطور الذي شهدته الدولة.

وقد قام بتصميم المتحف المعماري الفرنسي العالمي جان نوفيل الذي استوحى شكله من وردة الصحراء أو وردة الرمال المنتشرة في منطقة الخليج، وهي عبارة عن بلورات رملية تكون تشكيلات زخرفية وفنية على شكل زهور تحت الرمال بسبب التفاعلات بين المعادن وبخار المياه الجوفية.

وتواصل الدوحة تطوير بنيتها التحتية لا سيما تلك المتعلقة بمونديال 2022، رغم الأزمة المستمرة بينها وبين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والتي فرضت بموجبها الدول الأربع مقاطعة اقتصادية على قطر وأغلقت منافذها أمامها ضمن إجراءات عقابية أخرى، بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

وتسببت الأزمة في قطع الامدادات بالمواد الانشائية لمختلف مواقع البناء حيث كانت قطر تستعين بالمنفذ البري الوحيد عبر السعودية في مد مواقع التشييد بالمواد المختلفة لمواصلة مشاريعها المونديالية.

لكن الدوحة سارعت إلى إيجاد بدائل جديدة من خلال خلق شرايين بحرية جديدة عبر عمان وتركيا وإيران والكويت لضمان استمرار تزويد السوق القطرية بالمواد الإنشائية اللازمة سعيا للوفاء بالالتزامات المبرمة مسبقا بالانتهاء في الجدول الزمني المحدد قبل المونديال.