تونس 7 مارس 2019 /تباينت آراء الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في تونس، إزاء تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، الذي أعلنته في وقت سابق، الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة نبيل بافون.
وأعربت حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي، التي تُعتبر الحركة الأبرز في البلاد، وتحتل المرتبة الأولى في البرلمان الحالي من حيث عدد النواب، عن "ارتياحها الكبير" لإعلان الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، عن جدول المواعيد النهائية للانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019.
واعتبرت الحركة، في بيان وزعته اليوم (الخميس)، في ختام الاجتماع الدوري لمكتبها التنفيذي، أن هذا القرار "يعكس احترام المواعيد الانتخابية التي نص عليها الدستور ويعزز الثقة في مؤسسات الدولة والفاعلين السياسيين".
وشددت على ضرورة أن يكون "التنافس الانتخابي بين الأحزاب، مبنيا على برامج ومشاريع واقعية تساعد على النهوض بواقع البلاد".
وبالتوازي، وصف خالد شوكات القيادي في حركة نداء تونس، برئاسة حافظ قائد السبسي، إعلان هيئة الانتخابات عن جدول المواعيد الانتخابية، بأنه "انتصار للديمقراطية، وقرار شجاع يؤشر على مصداقية الهيئة، ومصداقية العملية الديمقراطية في البلاد".
ودعا شوكات، في تصريحات بثتها اليوم، إذاعة "موزاييك أف ام" المحلية التونسية، الأحزاب السياسية إلى الاستعداد الجيد لهذه المحطات والسير في طريق تطوير وتنمية المسار الديمقراطي.
وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة الانتخابات نبيل بافون، قد أعلن أمس (الأربعاء) أنه تقرر إجراء الانتخابات التشريعية داخل البلاد، يوم الأحد 6 أكتوبر 2019، فيما سيكون موعد الانتخابات بالنسبة إلى التونسيين المقيمين بالخارج أيام 4 و 5 و 6 من نفس الشهر.
وأضاف أنه تقرر أيضا إجراء الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولي يوم الأحد 10 نوفمبر 2019 داخل البلاد، وأيام 8 و 9 و 10 نوفمبر 2019، بالنسبة إلى التونسيين المقيمين بالخارج.
ولفت في هذا السياق إلى أنه في صورة عدم حصول أي من المرشحين للرئاسية على الأغلبية المطلقة من الأصوات المصرح بها في الدورة الأولى، يتم تنظيم دورة ثانية خلال الأسبوعين التاليين للإعلان عن النتائج النهائية للدورة الأولى، على أن يُضبط موعدها بقرار يصدر عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فور التصريح بالنتائج النهائية للدورة الأولى.
وعلى عكس الترحيب الذي عبرت عنه حركتا النهضة ونداء تونس، استنكر عدد من الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، إعلان هيئة الانتخابات عن هذه المواعيد الانتخابية، دون اشراكهم وتوسيع النقاش حولها.
وفي هذا الصدد، أعربت وطفة بالعيد، رئيسة المجلس المركزي لحركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق، في تصريحات بثتها اليوم (الخميس) اذاعة "موزاييك اف أم" المحلية التونسية، عن استغرابها من إعلان هيئة الانتخابية المواعيد النهائية للانتخابات دون التشاور مع الأحزاب، حسب تعبيرها.
وأعرب النائب عن حزب آفاق تونس وليد سفر، في تصريحات بثتها اليوم نفس الاذاعة، عن تخوفه من تأثير المناخ السياسي الذي وصفه بـ"المتوتر"، على سير العملية الانتخابية في مواعيدها المعلنة.
ودعا إلى العمل على تنقية الأجواء والقطع مع استعمال موارد الدولة في العمل الحزبي حتى تكون نتائج الانتخابات معترفا بها من الجميع.
إلى ذلك، انتقد غازي الشواشي الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، في تصريحات لنفس الإذاعة ما وصفه بغياب المشاورات المسبقة بين الهيئة والأحزاب حول جدول المواعيد.
واعتبر أن موعد 6 أكتوبر المقبل لإجراء الانتخابات التشريعية القادمة "هو موعد قريب جدا لا يسمح للأحزاب بالاستعداد الجيد لهذا الاستحقاق في ظل تقاربه مع فترة الامتحانات وشهر رمضان والعطلة الصيفية".