人民网 2019:07:30.10:56:30
الأخبار الأخيرة

مقابلة خاصة: رجل أعمال لبناني يروي قصة حصوله على الجنسية الصينية في العصر الجديد

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2019:03:06.13:40

    اطبع

بدأ تاريخ الهجرة اللبنانية الى الصين منذ ان هاجر اليها الطبيب اللبناني جورج شفيق حاتم) ما هاي دو (عام 1910، الذي انضم الى الجيش الأحمر والجيش الثامن، ومنه الى الحزب الشيوعي الصيني، وشارك في الثورة الزراعية في الصين، وناضل في حرب التحرير الصينية وبناء الاشتراكية الصينية، كما تولى منصب كبار العسكريين في جيش التحرير، وأول أجنبي يحصل على الجنسية الصينية بعد تأسيس الصين الجديدة. ولا يزال اللبنانيون المهاجرون الى الصين يصنعون تاريخ العلاقات الصينية ـ اللبنانية فهي حقيقة تتجسد في رجل الاعمال اللبناني أسامة ياسين ) أو يي شوان ( الذي طلبنا منه إجراء حوار صحفي خاص مع صحيفة الشعب اليومية أونلاين، وبدون تردد رحب بنا ... فيما يلي نص الحوار:

هل يمكن الحديث عن ظروف مجيئك إلى الصين والإستقرار بها؟

إسمحي لي أولاً أن أتكلم عن حادثة ما زالت في ذاكرتي منذ ريعان الشباب:

عام 1987، كنت شاباً يافعاً جالسا أنا وزملائي في مركز عملي في بيروت، عندما دخلت علينا إمرأة عجوز، يظهر على وجهها علامات الطيبة والحِكمة، تريد أن تبيعنا كتباً مستعملة، تَجمعنا حولها.... هذا يريد قصة حب، وذلك يريد قصة مغامرات، وتلك تريد قصصاً بوليسية.

إلتفتت إلي وسألتني أي كتاب أريد، فقلت لها: هل لديك كتاب عن الحضارة الصينية؟ سادت لحظات من الصمت، ونظر زملائي إلى مندهشين: عن الصين؟؟؟ فأعتذرت المرأة العجوز بسبب عدم وجود هكذا كتاب معها، ولكن وعدتني إن تجلب لي مثل هذا الكتاب في الأيام القليلة القادمة.

وبعد حوالي أسبوع، عادت تلك المرأة العجوز الطيبة حاملة إلى كتاباً عن التقاليد والعادات الصينية ، وأهدته إلى رافضة تقاضي ثمنه قائلة: ولكن لماذا عن الصين؟ فقلت لها: لا أدري ولكن شيئاً ما بداخلي دفعني إلى السؤال عن الصين، فقالت لي: أنت شاب طيًب وسوف يكون لك مستقبل رائع هناك....

وسارت الأيام وكنت غالباً ما أقرأ هذا الكتاب مجدداً وأعتبرة بَركة وذكرى طيبة من تلك السيدة الفاضلة، إلى أن جاء عام 2004 وكنت أعمل لدى تاجر مجوهرات معروف عالمياً، عندما أخبرني رب عملي أنه يريد تأسيس مصنع للمجوهرات في مدينة تشوهاي، حيث أن لديهم منطقة تجارية حرة ولا توجد أي ضرائب جمركية على المواد الأولية المستوردة لصناعة المجوهرات والمخصصة لإعادة التصدير إلى خارج الأراضي الصينية، وإنه يريدني أن أكون المسؤول المالي لهذا المصنع.

لم أكن أعرف إين تقع مدينة تشوهاي ولا في إي بلد، ولم أجرأ على سؤال رب عملي السابق هذا السؤال، ولكن بعد ذلك بحثت في خريطة العالم، وأكتشفت إن مدينة تشوهاي هي في جنوب الصين.

لم أتمالك نفسي من التعجب والفرح في نفس الوقت، حيث أحسست أن قدري يرسم لي شيئاً ما هناك، فتذكرت نبوءة تلك المرأة العجوز عام 1987.

أول مرة تطأ قدماي أرض الصين كان في أواخر عام 2004، عندما أوفدني رب عملي السابق بمهمة إستكشاف ولتعلم الإجراءات بهدف تأسيس مصنع مجوهرات في المنطقة التجارية الحرة لمدينة تشوهاي. أمضيت حوالي عشرة أيام وعدت بإنطباع رائع عن مستوى التقدم التي تتمتع به هذه المدينة الهادئة وخصوصاً أهلها الطيبون وحبهم للمساعدة في شتى الوسائل المتاحة، والذي ينم عن كرم الضيافة وحسن إستقبال الوافدين بضحكة من القلب وتصل إلى..... القلب.

بعد أن تم تأسيس مصنع المجوهرات الخاص برب عملي السابق، ونظراً لفرص العمل العديدة المتاحة في السوق التجاري الصيني، إرتئيت أن أبدء بتأسيس مكتب تجاري خاص بي للإستيراد والتصدير.

إن السلطات الصينية تشجع الإستثمارات الأجنبية وخصوصاً تلك التي تحترم الأنظمة وتلتزم بكافة إجراءات الأمان والقوانين المرعية الإجراء، وبالمقابل فإن هذه السلطات تضمن حقوق المستثمر على جميع الأصعدة وفي شتى المجالات.

 

ما هي أهم التحديات التي واجهتها في أول فترات وصولك إلى الصين؟

كان عامل اللغة هو العائق الأكبر، والذي يمثل التحدي لأي زائر أجنبي إلى الصين، ولكن مع مرور الوقت، بنيت العديد من الصداقات، وكما ذكرت آنفاً، فإن روح المبادرة وحب المساعدة الموجودة في العديد من أهل الصين، فإنها تسهل المهمات وتجعل كل صعوبة أو تحدي يصل إلى الحل المنشود.

أذكر مرة، قبل التعرف على زوجتي الصينية، كنت أعاني من ألم في الحنجرة، وكان الوقت بعد منتصف الليل، فذهبت إلى إحدى الصيدليات لشراء دواء، ولكن عامل اللغة كان عائقاً لذلك، فإتصلت بأحد الأصدقاء الذي سهًل لي هذه المهمة عبر التكلم عبر الهاتف مع موظف الصيدلية، ولكنه بعد ذلك، أصر على الحضور شخصياً إلى منزلي للإطمئنان علي، وكان لهذه المبادرة الصدى الإيجابي في نفسي وأفضل من أي دواء.


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×