بكين أول مارس 2019 /أعلنت السعودية البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي في المراحل التعليمية بالمملكة وذلك خلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود إلى العاصمة الصينية بكين مؤخرا.
ورصدت صحيفة ((المواطن)) الإلكترونية السعودية في مقال بعنوان "يتحدثها أكثر من مليار شخص..إدراج اللغة الصينية في المناهج يفتح باب الاطلاع على الشرق العظيم"، رصدت رد الفعل قائلة إن "مواطنين ومقيمين رحبوا بهذه الخطوة الثقافية الكبيرة، خاصة وأن الصين ذات إرث عظيم، وإدراج هذه اللغة هو باب للاطلاع على الشرق العظيم، مشددين على أنها خطوة مميزة جدا ستنمي الجانب الثقافي لدى الطلبة، وستكون بداية خير وبركة".
وثمن ما شياو لين، الخبير الصيني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، اتجاه السعودية إلى البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية بالمملكة، قائلا إن اللغة تحمل قوتين "شاملة" و"ناعمة" للدولة وتعد أيضا بمثابة جسر مهم للتعاون بين البلدين.
وأشاد ما شياو لين بالسعودية، قائلا إنها تجسد نموذجا ممتازا ولديها رؤية بعيدة النظر في دفع التعاون الثنائي عبر اللغة "الناعمة"، وبخطوتها هذه تحفز "اتجاه تعليم اللغة الصينية" في الدول العربية.
من جانبه، رأي الدكتور حسام زمان مدير جامعة الطائف السعودية أن صعود الصين في العقود القليلة الماضية لفت الانتباه إلى أهمية تعليم اللغة الصينية على المستوى الدولي.
كما اعتبرت جريدة ((الشرق الأوسط)) إدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في السعودية "خطوة إستراتيجية نحو المستقبل الذي تطمح إليه السعودية في مجالات العلوم والصناعات التكنولوجية المتطورة، كما يعكس حالة استشراف حقيقية للمستقبل، باعتبار أن تعلم اللغة الصينية يعد أحد أهم المقومات اللازمة للتواصل مع قوة اقتصادية كبرى كالصين".
تجاه ذلك، قال تيان ون لين، الباحث الصيني في مجال العلاقات الدولية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن العديد من دول العالم تسعى إلى اغتنام "فرص تاريخية" من نمو الاقتصاد الصيني لتعزيز تطورها، في ضوء مجئ الصين في المرتبة الثانية اقتصاديا على مستوى العالم.
ورأي ما شياو لين أن الاتجاه إلى تعليم اللغة الصينية في السعودية يسلط الضوء على ميزة السياسة الجديدة في المملكة، والتي تتجسد في الإصلاح الشامل لتحسين التكيف مع أهداف التحديث الوطني والتنمية المستدامة للبلاد.
تعد السعودية من أوائل الدول التي استجابت لمبادرة "الحزام والطريق". وبالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة، تتكامل الصين والسعودية في الهياكل الصناعية كما أن لديهما نقاط التقاء تحقق المنفعة المتبادلة. وفي السنوات الأخيرة، شهد البلدان تعاونا معمقا وتنمية مستمرة في مجالات التجارة والقدرة الإنتاجية وتشييد البني التحتية. والأهم هو أن الجانبين يواصلان تعزيز الترابط بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030".
وفي الواقع، تعد خطة إدراج اللغة الصينية في المقرر التعليمي السعودي تعميقا لوعي التعاون بين البلدين وهو ما أشارت إليه مقالة نشرت في جريدة ((الشرق الأوسط)) تحت عنوان "إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية بالسعودية...تهدف لتعزيز علاقة الصداقة والتعاون بين الرياض وبكين"، حيث قالت إن "إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية السعودية سيسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد رؤية 2030".
كما شرحت المقالة أن ذلك "يمثل أيضا خطوة مهمة باتجاه فتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية المختلفة بالمملكة، باعتبار أن تعلم اللغة الصينية يعد جسرا بين الشعبين سيسهم في زيادة الروابط التجارية والثقافية، كما تتسم الخطوة بأهمية بالغة، وتعكس اهتمام المملكة في الانفتاح على لغات الدول المتقدمة تكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي".