قطر تؤكد مجددا جاهزيتها للحوار لحل الأزمة الخليجية

الدوحة 4 مارس 2019 / أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم (الإثنين) مجددا جاهزية بلاده للدخول في "حوار عقلاني بناء" مع دول المقاطعة لحل الأزمة الخليجية.

وقال الشيخ محمد في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي الزائر سيرغي لافروف، إنه لا يوجد أي تحركات جديدة في إطار الأزمة الخليجية سوى جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لإجراء حوار، إضافة إلى الجهود الأمريكية لوضع حد لهذه الأزمة.

وأضاف أنه لا يوجد إلى الآن خطوات عملية أو أي تغييرات تثبت تغيير نهج وسلوك "دول الحصار" منذ بداية الأزمة حتى الآن، إذ مازال نفس الخطاب ونفس المنهجة ونفس الأسلوب متبع، على حد تعبيره.

وجدد التأكيد على موقف بلاده من الأزمة، قائلا إن "قطر وضحت موقفها من البداية، نحن جاهزون متى ما كانت دول الحصار جاهزة للدخول في حوار عقلاني إيجابي بناء".

واعتبر أن "استمرار هذه المنهجية وهذه السياسة (من قبل دول المقاطعة) فلا تدعو إلى أي مؤشرات حل".

من جانبه، ذكر لافروف أنه تبادل مع نظيره القطري الآراء بشأن الأوضاع في منطقة الخليج والأزمة الخليجية خلال محادثاتهما في الدوحة.

وقال الوزير الروسي "إننا في روسيا ندعو إلى تهدئة الأمور في كل المجالات".

ونوه في هذا السياق إلى أهمية أخذ المبادرة الروسية المطروحة سابقا بعين الاعتبار والقائمة على رؤية موسكو بشأن الأمن المشترك في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وكان لافروف قد دعا في فبراير من العام الماضي خلال منتدى "فالداي" حول الشرق الأوسط في موسكو إلى إقامة منظومة أمنية متكاملة في منطقة الخليج، بمشاركة دول المنطقة وإيران للتصدي للتحديات والتهديدات القائمة.

واقترح أن يتم تقديم دعم خارجي لهذه المبادرة من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وسبق أن دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال مؤتمر ميونخ للأمن العام الماضي، إلى اتفاقية أمنية جامعة لدول الشرق الأوسط بهدف إنهاء الاضطرابات في المنطقة.

وتعيش منطقة الخليج على وقع أزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى منذ قطع الدول الثلاث ومصر علاقاتها مع الدوحة في يونيو العام 2017 على خلفية اتهام الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه قطر بشدة.

ومع تطور الأزمة، طرحت دول المقاطعة 13 مطلبا كشروط مسبقة للحوار، لكن الدوحة أصرت على رفضها لأنها تتصل بـ"السيادة"، لتبقى الأزمة قائمة مع تمسك كل طرف بموقفه رغم جهود الوساطة الكويتية والأمريكية ودعوات الحل الإقليمية والدولية.

ويزور لافروف الدوحة في إطار جولة في المنطقة خلال الفترة ما بين 3-7 مارس الجاري، تشمل الكويت والسعودية والإمارات، يبحث خلالها العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات التجارة والطاقة، والقضايا الإقليمية وفي صدارتها الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا إلى جانب التسوية الفلسطينية -الإسرائيلية.