بكين 5 ديسمبر 2018 /قال عزيز مكوار السفير المغربي لدى بكين إن العلاقات المغربية-الصينية شهدت تطورا كبيرا منذ تأسيسها قبل ستة عقود، معربا عن تطلعه إلى مستقبل أفضل لتلك العلاقات مع تحوّل القوة الكامنة إلى تعاون وتبادل على نطاق أوسع وأعمق بين البلدين.
وذكر مكوار لوكالة أنباء شينخوا أن المغرب يعتبر من أوائل الدول الإفريقية التي أسست علاقات دبلوماسية مع الصين، مشيرا إلى أن هذه العلاقات الثنائية تطورت إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الملك محمد السادس إلى الصين عام 2016، ما ساهم بتعزيز وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية وفتح آفاقا جديدة لتعاون البلدين.
وأوضح مكوار أنه رغم روعة العلاقات الثنائية خلال السنوات الـ60 الماضية، إلا أنها لم تبلغ بعد المستوى الذي يليق بها.
ولفت مكوار إلى أن إمكانيات التعاون بين البلدين كبيرة جدا نظرًا لموقع المغرب الجغرافي الاستراتيجي الهام، وعلاقاته الجيدة مع دول أوروبا وإفريقيا وأمريكا، ما يشكل فرصة للمزيد من الشركات الصينية للقدوم والاستثمار في المغرب، وخاصة بعد انضمام المغرب إلى مبادرة "الحزام والطريق" في العام الماضي.
وتابع قائلا إن الفرص ستنعكس على زيادة الصادرات الصينية إلى المغرب وغيرها من الدول الإفريقية من حيث البضائع والرساميل والتكنولوجيا وغيرها في المستقبل، مؤكدا: "مهمتي هنا تتمثل بالاجتهاد لرفع مستوى العلاقات المغربية-الصينية إلى مستوى يليق بها، أو بدء زيادة التبادلات بين البلدين في كافة المجالات بشكل ملحوظ."
ولتحقيق ذلك، قال مكوار إن أولويته تتمثل بالتركيز على تعزيز التبادل الثقافي، لافتا إلى أن المغرب يشهد المزيد من وفود السياح والطلبة الصينيين، فيما نمت أعداد السياح الصينيين إلى المغرب بنسبة 240 بالمائة منذ إعفاء المغرب المواطنين الصينيين من الحصول على تأشيرة دخول البلاد في عام 2016.
وفي هذا السياق، يجدر بالذكر أن أول معهد كونفوشيوس في المغرب تأسس في حرم جامعة محمد الخامس بالتعاون مع جامعة الدراسات الدولية ببكين في عام 2009. أما الآن فيحتضن المغرب ثلاثة معاهد كونفوشيوس وسط إقبال كبير من الشباب المغربي على تعلم ثقافة الصين ولغتها.
وثمة توقعات بافتتاح مركز الثقافة الصينية في الرباط في وقت قريب قبل نهاية العام الجاري، ما سيعد خطوة مهمة لتعزيز التبادل الثقافي والتقارب الشعبي بين البلدين اللذين تجمعمها الكثير من أوجه التشابه في مختلف النواحي، حسبما ذكر مكوار.
وإلى جانب الثقافة، قال مكوار إنه يعمل على تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية بين شركات البلدين وجذب الاستثمارات الصناعية الصينية إلى المغرب باعتباره مقصدا جيدا للاستثمار الأجنبي يتمتع بالموقع الممتاز وبيئة سوق مثالية وأيدٍ عاملة منافسة، مشيرا إلى أن الشركات الصينية بدأت تدرك ميزة السوق المغربية وتشترك في المشاريع الرئيسية مثل مشروع مدينة محمد السادس طنجة-تيك الذي سيضم قطاعات فائقة التكنولوجيا في مجالات صناعة الأدوية والسيارات والطائرات وغيرها.
وذكر مكوار أن الصين أصبحت رابع أكبر شريك اقتصادي للمغرب في الوقت الراهن، وشهدت الاستثمارات نموا بنسبة 60 بالمائة وزيادة في التبادلات التجارية بنسبة 30 بالمائة منذ الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس للصين في عام 2016 حيث تم توقيع 30 اتفاقية في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، كشف مكوار أن صادرات المغرب إلى الصين في السابق كانت تركز على الموارد الطبيعية مثل النحاس والزنك والمعادن النفيسة الأخرى إلى جانب المنتجات السمكية، مشيرا إلى أن الوضع سيتحول الآن نحو المنتجات التي تعتمد على التكنولوجيا مثل الدوائر المتكاملة وقطع غيار الطائرات.
وأضاف أن مستوى الاستثمار والتبادل التجاري لم يحقق بعد الإمكانات التي يوفرها البلدان ويبقى دون طموحاتهما، مؤكدا وجود قوة كامنة كبيرة في عدة قطاعات وخاصة قطاع الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة التي تهدف إلى التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بمبادرة "الحزام والطريق" التي اعتبرها مكوار "مبادرة رائعة"، قال إن المغرب وقع مذكرة تفاهم لدعم مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2017، ما يجعل المغرب أول دولة مغاربية توقع على مثل هذه الوثيقة.
وأكد مكوار ثقة المغرب بأن الربط المعزز الذي ستولده مبادرة "الحزام والطريق" سيكون مفيدًا جدًا لجميع البلدان التي تشارك فيه وأيضا للتجارة الدولية، مشيرا إلى أن التعاون المغربي الصيني في إطار المبادرة سيكون نموذجا لدول العالم.