اكتشاف ثاني أقدم تواجد بشري في العالم يعود لـ 2.4 مليون عام بالجزائر

الجزائر 30 نوفمبر 2018 /أعلن فريق بحث في الجزائر عن اكتشاف ثاني أقدم تواجد بشري في العالم يعود لـ 2.4 مليون عام بمنطقة عين الحنش بولاية سطيف (300 كم) شمال شرق العاصمة الجزائر، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية اليوم (الجمعة).

وذكرت الوكالة الحكومية أن باحثين في الآثار من الجزائر وإسبانيا وأستراليا وفرنسا أعلنوا عن اكتشاف أقدم أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات تحمل آثار جزارة بموقع عين بوشريط بمنطقة عين الحنش يعود تاريخها إلى مليونين وأربعمائة ألف عام.

وأفاد فريق البحث أن هذه الحفريات تؤكد أن هذا الموقع هو أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا وثاني أقدم تواجد بشري في العالم بعد موقع "قونا" في إثيوبيا الذي يعود تاريخه إلى مليونين وستمائة ألف سنة.

وتم هذا الإكتشاف في إطار مشروع بحث حول "أقدم تعمير بشري في شمال إفريقيا" تحت إشراف الباحث الجزائري محمد سحنوني إلى جانب باحثين من المركز الوطني الجزائري للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ والمركز الوطني الإسباني للبحث في تطور الإنسان .

وجرى ذلك بالتنسيق مع باحثين من جامعة "غريفيث" بأستراليا ومعهد الباليوايكولوجيا الانسانية والتطور الاجتماعي الإسباني والمتحف الوطني الإسباني للعلوم الطبيعية وجامعتي سطيف 2 والجزائر 2 بالإضافة إلى المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي.

وتتمثل الأدوات الحجرية المكتشفة في حصى مهيأة وكرويات ونويات ومكاشط وشظايا ذات حواف حادة استعملت في تقطيع الكتل الحيوانية بغرض استهلاكها حيث أنها تشبه الأدوات الحجرية المكتشفة بموقع "قونا" الأثيوبي في حين أن البقايا العظمية للحيوانات التي وجدت بجانب المجموعة الحجرية تعود لحيوانات منقرضة بالمنطقة كالفيلة وفرس النهر ووحيد القرن والزرافات.

وصرح الباحث محمد سحنوني بأن هذه الحفرية "تدل على أن أول تواجد للإنسان في شمال إفريقيا أقدم بكثير مما كان معتقدا سابقا"، مؤكدا في هذا السياق أن التواجد البشري بعين بوشريط "يعاصر تقريبا التواجد البشري في شرق إفريقيا (أثيوبيا)" الذي يعتبر الأقدم في العالم.

وأكد أن هذه النتائج تؤكد أيضا فرضية وجود أصول متعددة لبداية الحضارة الإنسانية تشمل شمال إفريقيا وشرقها معا.

وأشار سحنوني إلى أن هذا البحث الذي بدأ في التسعينيات من القرن الماضي شارك في إنجازه 12 باحثا جزائريا وأجنبيا من مختلف التخصصات العلمية من آثار وجيولوجيا وأنثروبولوجيا، متوقعا أن الإكتشاف سيفتح نوافذ أخرى لاكتشافات جديدة مستقبلا.