الرباط 26 نوفمبر 2018 /يحظى معهد كونفوشيوس بالعاصمة المغربية الرباط بإقبال واسع، ويعد بالنسبة للقائمين عليه لبنة أساسية لتعزيز الروابط الثقافية بين المغرب والصين.
في حوار أجرته معها وكالة أنباء ((شينخوا))، قالت كريمة اليتريبي، المديرة المغربية لمعهد كونفوشيوس، إن المعهد يشكل جسرا لتمتين جسور التبادل الثقافي المغربي-الصيني.
وأبرزت اليتريبي أن حماس الطلاب المغاربة من أجل تعلم اللغة الصينية كبير، مشيرة إلى أن أعداد الراغبين في تعلم الصينية والتعرف على الثقافة الصينية، في ارتفاع مستمر.
وأوضحت أن معهد كونفوشيوس يحظى بإقبال المغاربة من مختلف الاعمار، مشيرة إلى أن أصغر طالب في المعهد هو في الثامنة من العمر، بينما الأكبر هو رجل متقدم في السن له أحفاد.
وأكدت اليتريبي أن الكثير من المنتسبين لمعهد كونفوشيوس هم طلاب مغاربة يطمحون لمواصلة دراستهم في الصين، وتوسيع آفاقهم من خلال اكتساب المعارف العلمية والتقنية.
وحول اختيارها الدراسة في معهد كونفوشيوس قبل أكثر من ثلاث سنوات، تقول حسناء ناوي، 19 سنة، إن القرار جاء بتشجيع من أختها ووالدتها، اللتين أوصتاها بتعلم اللغة الصينية لما تفتحه من آفاق واعدة، لاسيما في ظل التقارب المتزايد بين المغرب والصين.
وأضافت الطالبة في جامعة محمد الخامس بالرباط، في حديث مع ((شينخوا)) أنه "مع مرور الوقت في تعلم الصينية، بدأت أحب هذه اللغة أكثر، وزاد إعجابي بعراقة الثقافة الصينية. أشعر أن حياتي تغيرت كثيرا بعد تعلم الصينية".
وأوضحت أن فرحتها كانت كبيرة بعد المشاركة في مخيم صيفي بالصين من تنظيم معهد كونفوشيوس سنة 2017، قائلة "كنت متحمسة جدا للتعرف عن قرب عن التقاليد الصينية".
وأضافت، حاليا أنا أجتهد لتطوير مهاراتي اللغوية بغية اجتياز اختبار التمكن من الصينية، وذلك من أجل متابعة دراستي في الصين كما فعلت أختي من قبل.
وبالحماسة ذاتها تتحدث، لطيفة الخرواعي (21 سنة)، وهي طالبة بجامعة محمد الخامس، عن تجربتها في تعلم الصينية في معهد كونفوشيوس، وتقول "للثقافة الصينية سحر خاص، وأشعر بالاعتزاز للتمكن من اللغة الصينية".
وأضافت أن تعلم اللغة الصينية، التي تعد إحدى اللغات الرسمية للأمم المتحدة، يفتح آفاقا واعدة بالنسبة لي، خاصة في سياق العلاقات الجيدة التي تجمع بين المغرب والصين.
يذكر أن المغرب والصين يحتفلان هذه السنة بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وطيلة العقود الماضية توطدت العلاقات أكثر بين البلدين سواء في المجال الاقتصادي أو الثقافي.
وبحسب ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي الصيني من أجل التنمية، فإن المغاربة بدأوا في التعرف على الصين منذ القرن الرابع عشر من خلال مذكرات الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، ويواصل الشباب المغربي اليوم، في هذا المسار للتعرف أكثر على الصين.
وإلى جانب انجذابهم للثقافة الصينية، يرى بوشيبة أن الكثير من الشباب المغاربة يظهرون اهتماما كبيرا لتعلم الصينية حاليا، من أجل الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي للصين.
وأشار إلى أن معهد كونفوشيوس يتيح لهؤلاء الشباب اكتساب اللغة الصينية وفهم ثقافة هذا البلد، معتبرا أن ذلك يشكل أساسا متينا بالنسبة إليهم لمتابعة دراستهم في الصين.
وأمام الإقبال المتزايد للمغاربة على تعلم اللغة الصينية، تم إحداث ثلاثة معاهد كونفوشيوس في كل من العاصمة الرباط والدار البيضاء وسط المغرب، وطنجة في شمال المملكة. وتنتظم الدراسة في هذه المعاهد في عشرات القاعات وسط تسجيل الالاف من الطلاب كل سنة.