نيو أورلينز، الولايات المتحدة 3 سبتمبر 2018 /في أعماق سانت جيمس باريش بولاية لويزيانا جنوبي الولايات المتحدة، ينهمك المئات من عمال البناء في تركيب معدات كيميائية.
ووسط المساحة الشاسعة من حقول قصب السكر، يعد هذا الموقع فريدا من نوعه من حيث المظهر والهوية.
فشركة يوهوانغ للصناعات الكيميائية، وهي أحد فروع شركة يوهوانغ الصينية للكيماويات بشاندونغ، تقوم ببناء منشأة لإنتاج الميثانويل تكلفتها 1.85 مليار دولار هنا على نهر المسيسيبي.
ويعد هذا حتى الآن أكبر استثمار صيني في الصناعة التحويلية للكيماويات بولاية لويزيانا.
وقد بدأت شركة يوهوانغ للصناعات الكيميائية في تسوية الأرض في موقعها الذي تبلغ مساحته 1300 أكر في يناير 2017، وهو ما مهد الطريق للمرحلة الأولى من مراحل البناء الثلاثة لمصنع الميثانول. ودخل المشروع المرحلة الرئيسية من البناء هذه الأيام.
وقال تشارلي ياو الرئيس التنفيذي لشركة يوهوانغ للصناعات الكيميائية (ميثانول وان)، الذي بدا متحمسا وهو يتحدث عن التقدم الذي أحرزته المشروع مؤخرا، "سوف نضع تدريجيا معظم المعدات الكبيرة في منطقة الأساسات، ونخطو نحو مرحلة التجميع".
وأشاد الكثيرون بالمصنع باعتباره علامة على تقوية العلاقات التجارية بين الصين ولويزيانا.
وقال شيوي تشن رئيس غرفة التجارة العامة الصينية، التي تمثل أكثر من 1500 شركة صينية وأمريكية، إن "مشروع يوهوانغ للميثانول يمضى قدما وسط صعوبات وتحديات. وهذا يشير إلى أن الصين والولايات المتحدة متكاملتان إلى حد كبير في الهيكل الاقتصادي والتجارة"، مضيفا أن "المشروع يساعد أيضا على تسهيل التعاون بين الولايات المتحدة والصين".
ومن المتوقع أن يولد المصنع قرابة ألفي فرصة عمل في مجال البناء عندما يبلغ أوجه و100 فرصة عمل مباشرة على الأقل عند تشغيله.
وانضم رون غروس، وهو مواطن من لويزيانا، للعمل في مشروع يوهوانغ للميثانول في أوائل عام 2017. ومع ثراء خبرته في مجال صناعة الكيماويات بالولايات المتحدة، اعتبر غروس عمله في شركة صينية ناشئة بأنه "فرصة جيدة لحياته المهنية".
"إنها لتجربة عمل جيدة أن تأتي من البداية لمشاهدة مصنع للكيماويات أثناء عملية إنشائه من الألف إلى الياء"، هكذا قال غروس.
وذكر ياو إن موقع يوهوانغ على ضفاف النهر "موقع إستراتيجي" و"متبادل المنفعة"، حيث تستفيد المنشأة من توافر خادم تغذية من الغاز الطبيعي وبنية تحتية مرتبطة به. ومن ناحية أخرى، فإن إنشائه يوفر فرص عمل وإيرادات ضريبية للمجتمعات المحلية ويساعد في تعزيز صناعة الموانئ.
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج التجاري في منتصف عام 2020 بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.7 مليون طن متري من الميثانول سنويا.
يستخدم الميثانول في تصنع عدد لا يحصى من المنتجات اليومية بما في ذلك الخشب الرقائقي والسجاد والوقود والبلاستيك. وسيتم نقل غالبية الميثانول المنتج في الموقع عبر البوارج والسكك الحديدية في أمريكا الشمالية، فيما سيتم تصدير الباقي إلى الصين وأوروبا عبر السفن العابرة للمحيطات، حسبما أفادت الشركة.
وذكر بول أوكوين المدير التنفيذي لميناء جنوب لوزيانا أن العديد من الشركات الأجنبية بما فيها تلك القادمة من الصين تتطلع إلى استثمارات طويلة الأجل في لويزيانا وهذا يبشر بالخير لمستقبل من يعيشون في المنطقة.
وقد أصبحت الاستثمارات الأجنبية المباشرة جزءا أساسيا من النمو الاقتصادي في لويزيانا وتعد الصين من بين أسرع مصادر الاستثمارات الأجنبية نموا في الولاية، وفقا لما ذكرته هيئة التنمية الاقتصادية المحلية.