أشاد مراقبون سياسيون وباحثون في السياسات وخبراء في الشئون الدولية، أشادوا عاليا بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في اللقاء الرفيع المستوى بين زعماء الصين وأفريقيا يوم الإثنين.
وعبروا عن اعتقادهم بأن الخطاب يوضح الاتجاه لمشاركة الدول الأفريقية في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، والعمل المشترك مع الصين لبناء مجتمع صيني-أفريقي أكثر قوة وذي مستقبل مشترك.
وفي خطابه الرئيسي المعنون "السير معا باتجاه الرخاء"، قال الرئيس شي إن الصين تقف مستعدة لتقوية التعاون الشامل مع الدول الأفريقية لبناء طريق يتميز بتنمية عالية المستوى، يلائم الأحوال الوطنية، ويكون شاملا وذا منفعة مشتركة للجميع.
قال البروفيسور كوستانتينو بيرهي تيسفو، الأستاذ في السياسة العامة بجامعة أديس أبابا الأثيوبية، إن بلاده تستفيد من التعاون الصيني-الأفريقي.
وأوضح قائلا إن بناء المناطق الصناعية في أثيوبيا، وأعمال التوسعة في مطار بولي الدولي في العاصمة الأثيوبية، تستفيد كلها من مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين.
وقال جيديون جالاتا، المدير التنفيذي لمركز التميز في الاستشارات الدولية، في أثيوبيا، إن مبادرة الحزام والطريق توفر للدول الأفريقية خيارات متنوعة على طريقها لتحقيق التنمية، وتوفر المزيد من الفرص لهذه الدول، فيما يتعلق برؤوس الأموال والتجارب، وتقوي الروابط بين أفريقيا والصين في مجالات التجارة والاستثمار.
أما بلاندينا كيلما، الباحثة البارزة في معهد سياسات التنمية في تنزانيا، فقالت إن هناك المزيد والمزيد من المؤسسات الصينية تأتي للاستثمار في تنزانيا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يخلق المزيد من فرص العمل للمحليين.
وأضافت أن التجربة التاريخية قد أثبتت أنه من المفيد لتنزانيا أن توطد تعاونها مع الصين.
من جانبه، قال المشرّع التنزاني دالالي كافومو، إن العامل الرئيسي لتعمق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا، هو أن الصين لا تضع شروطا سياسية على مساعداتها لأفريقيا.
ويرى أن التعزز المتزايد للعلاقات التجارية بين الصين وأفريقيا، سيحقق بالتأكيد المزيد من الفرص للدول الأفريقية.
وقال دينيس كودهي، المدير التنفيذي لمعهد الديمقراطية والقيادة في أفريقيا، وهو بيت خبرة كيني، إن بناء الترابط يساعد الدول الأفريقية على التخلص من الفقر والتقدم صوب التحديث، ويشجع في الوقت نفسه المؤسسات الصينية على التوجه للخارج.
وفي نفس الإطار، قال بيدسيزاي روهانيا، مدير معهد الديمقراطية في زيمبابوي، إن الصين تفهم حقيقة أن كل بلد له ظروفه الوطنية الخاصة، وله نظام سياسي خاص به، وهي تدرك جيدا بأنه لا يمكن لأي أحد أن يفرض نظامه السياسي الخاص به ونهجه التنموي، على الآخرين، وهو فهم تفتقده الدول الغربية.
وأضاف روهانيا أن الطريقة التي تستثمر بها الصين في أفريقيا وتعاونها معها، تحظى بالإشادة من الدول الأفريقية، وهي الطريقة الأفضل للمساعدة في تحسين الاقتصاد بهذه الدول، وتحقيق المنفعة للشعوب الأفريقية.
أما تشارليس اونوناغيو، مدير مركز الدراسات الصينية في العاصمة النيجيرية أبوجا، فقال إن شي يشجع الاستثمار الثنائي الاتجاه بين المؤسسات الصينية والأفريقية، وهو أمر رائع.
وأضاف أنه من المتوقع مع زيادة استثمارات الشركات الصينية في أفريقيا وجلب التقنيات وتجارب الإدارة للشركات المحلية، فستتمكن الشركات المحلية من تحقيق أكبر المنافع وخطوات التطور والنمو، بما يسمح بظهور المزيد من منتجات "صنع في أفريقيا" وتوجهها للأسواق العالمية.