السفير الصيني لدى السودان:العلاقات الصينية السودانية تعزف سمفونية جديدة

لي ليان خه سفير الصين لدى السودان

خلال 4 سنوات من العيش في السودان الشاسعة، شعرت بحماسة وبساطة الشعب السوداني، شاهدت تطور السودان والمتغيرات في العلاقات الصينية ـ السودانية.

تعود الصداقة بين الصين والسودان إلى عهد قديم، ومنذ ان اقامت العلاقات الدبلوماسية في عام 1959، تطورت العلاقات الودية في مختلف المجالات بشكل مطرد وصحي. وأن الفهم المتبادل المتسق، والتعاون مع بعضنا البعض، والدعم الدائم لبعضنا البعض في القضايا التي تنطوي على المصالح الأساسية والمخاوف الرئيسية جعلت العلاقة بين البلدين نموذجا للتعاون بين الجنوب والجنوب. وقد قدمت الصين منذ فترة طويلة أفضل ما لديها من قدرات لمساعدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسودان، وساهمت الصين في سلسلة من المشاريع المعروفة في السودان، بما في ذلك قاعة الصداقة المشهورة، وبناء مستشفى والمدرسة والطرق والجسور، ومشاريع الجراحة لإعادة نور عين مرضى الكاتاراكت وغيرها من مشاريع اقتصادية ومعيشية.

في عام 2015، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس السوداني عمر البشير بشكل مشترك اقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، معلنان دخول العلاقات الثنائية مرحلة تاريخية جديدة. وفي عام 2017، واصلت الصين الحفاظ على مكانتها كأكبر شريك تجاري للسودان، وبلغ حجم التجارة بين البلدين 2.8 مليارات دولار أمريكي، وتمثل 21% من اجمالي واردات وصادرات السودان خلال نفس الفترة. وأجرى الجانبان التعاون المثمر في مختلف المجالات مثل النفط والزراعة والتعدين. حيث ساعد الجانب الصيني على السودان في انشاء سلسلة كاملة لصناعة النفط وعمليات التنقيب عن النفط والغاز وتطوريها وانتاجها والمواد الكيمائية والمبيعات، كما أن هذا التعاون ساعد الشركات الصينية على نمو ايضا، وجلب فوائد ملموسة للشعبين. وفي مجال العلوم الانسانية، أصبح معهد كونفوشيوس و" عيد الربيع الصيني" ورقة عمل للثقافة الصينية في السودان، كما لا تزال حمى "دراسة اللغة الصينية" مستمرة في السودان، وفاز محمد اسمه الصيني زهاو زيزينغ طالب بالقسم الصيني بجامعة الخرطوم في سودان بالبطولة العالمية في مسابقة الجسر الصيني للجامعة الصينية الـ 16، ما زادت حماسة الشعب السوداني لتعلم اللغة الصينية، وتعزيز التبادلات الودية بين الشعبين.

يوفر بناء "الحزام والطريق" فرصة نادرة لتقوية التعاون بين الصين والسودان. وقد كان السودان اول من استجاب لمبادرة " الحزام والطريق"، واحد الدول التي وقعت اتفاقية " الحزام والطريق" مع الصين، ومن المتوقع أن يربط بناء " الحزام والطريق" باستراتيجية التنمية الوطنية، وتحقيق تنمية أكبر. 

تتميز الصداقة التقليدية الصينية ـ السودانية باستراتيجية متناسقة، والتكامل الاقتصادي القوي، وأساس الراي العام الصلب، ويتواجه التعاون البراغماتي بين الجانبين فرصا تاريخية جديدة. والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مرة أخرى ببكين بنظيره السوداني عمر البشير الذي حضر قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي لعام 2018، لرسم خطة جميلة للعلاقات بين الصين والسودان في العصر الجديد. ومن المتوقع أن تعزف الشراكة الاستراتيجية بين البلدين سمفونية جديدة.