الرياض أول سبتمبر 2018 /أعرب التحالف العربي الذي تقوده السعودية اليوم (السبت) عن "أسفه" إزاء "الأخطاء"، التي وقعت خلال هجوم طال حافلة قبل ثلاثة أسابيع في مدينة صعدة معقل مسلحي جماعة الحوثي شمالي اليمن، وتعهد بمحاسبة "كل من ثبت ارتكابهم أخطاء".
وقتل 50 شخصا غالبيتهم من الأطفال وأصيب 77 اخرون بجروح في هجوم وقع في التاسع من أغسطس الماضي وطال حافلة في سوق ضحيان شمالي محافظة صعدة معقل مسلحي جماعة الحوثي في شمالي اليمن، حسب ما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأقر التحالف العربي في بيان في ذلك الوقت باستهداف محافظة صعدة، ردا على إطلاق صاروخ على مدينة جازان السعودية خلف قتيلا و11 جريحا.
لكنه سرعان ما عاد وأعلن أنه سيجري تحقيقا في "ظروف وإجراءات" الهجوم، بعد دعوات أممية ودولية بإجراء "تحقيق مستقل وفوري" في هجوم صعدة.
وأعلن الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن التابع للتحالف العربي اليوم نتائج التحقيق في هجوم صعدة، حيث أظهرت "وجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك" الجوية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الفريق منصور المنصور في مؤتمر صحفي اليوم إن الهجوم تم بقنبلة واحدة بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأن "الحافلة كانت تقل قيادات من ميليشيا الحوثي المسلحة، وهو يعتبر طبقا للقانون الدولي الإنساني والقواعد العرفية هدفا عسكريا مشروعا".
لكنه أكد أن الهدف "لم يكن يشكل خطرا على قوات التحالف وكان من الأولى إصدار أمر إلقاء القصف في وقت كاف أو تعليق القصف (..) لعدم إيقاع خسائر في المدنيين لا مبرر لها في هذه العملية العسكرية".
وعدد المنصور بعضا من الأخطاء في الهجوم، قائلا إنه "كان هناك تأخير واضح في تجهيز الطائرة المقاتلة في الموقع والوقت المناسبين للاستهداف، وهو ما فوت استهداف هذه الحافلة باعتبارها هدفا عسكريا في منطقة خالية ومكشوفة".
وأشار كذلك إلى "التأخر في إصدار قرار إلغاء عملية الاستهداف في هذا الموقع"، مشيرا إلى أنه "كان الأولى انتظار خروج الهدف إلى منطقة خالية تقليلا لوقوع أضرار جانبية".
وطالب المنصور قوات التحالف "باتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبة المتسببين في وقوع هذه الأخطاء".
وفي وقت لاحق، أعلن التحالف العربي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) "قبوله بالنتائج".
وأعرب "عن أسفه لتلك الأخطاء"، وقدم "تعازيه لأهالي الضحايا وتضامنه معهم وتمنى للمصابين الشفاء العاجل".
وقال التحالف "إنه فور حصوله على تلك النتائج بشكل رسمي سيتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث".
وتابع أنه "سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتعاون مع الحكومة اليمنية لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك".
وأكد التحالف العربي أنه "سيستمر في الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والاتفاقيات ذات الصلة مع تطبيق قواعد الاشتباك وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين".
وسبق أن أقر التحالف العربي بارتكاب أخطاء في هجمات في اليمن، لكنه أيضا أعلن "سلامة الإجراءات"، التي اتخذها في سلسلة ضربات جوية في اليمن تحدثت تقارير حقوقية عن مقتل مدنيين فيها.
وتقود السعودية تحالفا عربيا ينفذ عملية عسكرية في اليمن منذ مارس من العام 2015 دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وحكومته في مواجهة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ويسعون للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد.