بكين 10 يوليو 2018 / ألقى الرئيس الصينى شي جين بينغ خطابا فى حفل افتتاح الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي صباح اليوم (الثلاثاء) فى قاعة الشعب الكبرى فى بكين .
وأعلن شي أن الصين والدول العربية اتفقتا على إقامة "شراكة صينية عربية استراتيجية موجهة إلى المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة " .
ولدى وصفه الدول العربية بأنها شريك طبيعي للصين في التعاون فى مبادرة الحزام والطريق، قال شي إن التعاون بعث النشاط في كل أبعاد العلاقات الصينية العربية ودفع التعاون الصيني العربي الشامل إلى مرحلة جديدة .
وقال شي إن الصين على استعداد للعمل مع الجانب العربي لتنسيق استراتيجيات التنمية وإجراءاتها.
وأضاف شي أنه" يجب أن نسعى جاهدين لدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وحماية النزاهة والعدل وتعزيز التنمية المشتركة والتعلم بعضنا من بعض كما يفعل الأصدقاء " .
وقال شي إن الصين والدول العربية بحاجة إلى تعزيز الثقة الاستراتيجية وأن تظلا ملتزمتين بالحوار والتشاور وتدعيم مبدأ السيادة ومناصرة المصالحة الشاملة ومكافحة الإرهاب.
وشدد شي على أنه، فيما يتعلق بمساعدة الصين والدول العربية بعضهما بعضا على تحقيق أحلام النهضة، يجب أن تواصلا التركيز على الترابط، وأن التعاون فى مجال الطاقة يحتاج إلى أن يكون مدفوعا بكل من النفط والغاز والطاقة منخفضة الكربون كما يجب أن يسير التعاون المالى جنبا إلى جنب مع التعاون فى التكنولوجيا الجديدة والفائقة .
وأعلن شي أن الصين سوف تقيم اتحادا مصرفيا بين الصين والدول العربية .
كما اقترح شي على الجانبين أن يحققا نتائج مربحة لهما، مشيرا إلى أن الصين تلتزم بتعميق الإصلاحات فى جميع الجوانب، وتواصل سياستها الأساسية للانفتاح وتتابع التنمية مع سياسة الباب المفتوح .
وقال " إن الصين تتطلع إلى مشاركة الدول العربية فى معرض الصين الدولي الاول للاستيراد في مدينة شانغهاى فى شهر نوفمبر " .
ومع الاحتياج لتعزيز الشمول والتعلم المتبادل، أعلن شي عن سلسلة من السياسات لتعزيز التفاهم المشترك بين الشعب الصينى والشعوب العربية وإطلاق مركز صحفي صيني عربي رسميا.
وقال شى إن الصين والدول العربية باعتبارهما من الجهات الفاعلة على الساحة السياسية الدولية، ينبغي عليهما بذل جهود متناغمة لإيجاد طريق جديد نحو النهضة الكاملة للشرق الأوسط .
وأكد شي على أهمية احترام الظروف الوطنية المختلفة لدول المنطقة واختياراتها المستقلة وتدعيم مبادىء معاملة كل منها الأخرى على قدم المساوة والسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا .
وقال " يجب علينا سويا اتباع أمن مشترك وشامل وتعاونى ومستدام " .
وأعرب عن أمله أن تتمسك الأطراف المعنية جميعها بالتوافق الدولي وبمعالجة القضايا المتعلقة بفلسطين بطريقة متجردة .
وقال شى " إنه لمن الضروري البناء على حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وإخراج محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل من الطريق المسدود بأسرع ما يمكن " .
كما دعا شي الجانبين إلى العمل دون كلل باتجاه أهداف النهوض بالأمتين العظيمتين وبناء مجتمع صيني- عربي بمصالح متقاربة ومستقبل مشترك .
وعقب خطاب شي، ألقى كل من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ووزير الخارجية السعودى عادل بن أحمد الجبير والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خطابا .
ولدى الإشادة بالصداقة التقليدية وإمكانات التعاون، قالوا إن الدول العربية سوف تشارك بشكل جماعى فى مبادرة الحزام والطريق وأعربوا عن الموافقة على فكرة شي بشأن "بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للصين والدول العربية وكذلك للبشرية " .
وفى معرض وصف الصين بأنها شريك جدير بالثقة، فإنهم أشادوا بتمسك الصين بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها ودورها المهم في الشئون الدولية .
وفى الوقت الذى يواجه فيه الشرق الأوسط تحديات شديدة في السلام والاستقرار، فإن الجانب العربي يتوقع تعزيز الاتصالات والتنسيق مع الصين من أجل التعزيز المشترك للسلام والاستقرار فضلا عن التنمية والرخاء فى المنطقة .
تجدر الاشارة إلى أن الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي جمع ما يقرب من 300 مشارك من الصين والدول الأعضاء فى الجامعة العربية .