بكين أول يوليو 2018 / ستحتضن العاصمة الصينية بكين فعاليات الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم 10 يوليو الجاري والتي ستنتج عنها توافقات أكبر بين الجانبين بشأن تعزيز التعاون على مختلف الأصعدة.
ويتحلى هذا الاجتماع الوجيز بأهمية بالغة لكلا الجانبين الصيني العربي على ضوء ازدياد حالة عدم اليقين للمعادلة الاقتصادية العالمية. ولا ريب أنه سيتيح فرصة أكبر لبعضهما بعض. فبالنسبة إلى الدول العربية، ستستورد الصين منها أكثر فأكثر.
ومن المعلوم أن العام الجاري يصادف الذكرى السنوية الأربعين لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، حيث وجهت الصين للعالم رسالة واضحة مفادها أن البلاد ستواصل الانفتاح بوتيرة أكبر خصوصا من خلال زيادة الاستيراد من كافة أرجاء العالم. فاعتبارا من اليوم الأول من يوليو الجاري، بدأت الصين في خفض معدل الرسوم الجمركية على واردات السيارات وقطع غيارها بشكل كبير، كما أنها قد خفضت الرسوم الجمركية على بعض الواردات ومن ضمنها جميع أدوية السرطان اعتبارا من الأول من مايو.
وعلى النقيض من ذلك، شهد نمط نمو الاقتصاد الصيني تحسنا متزايدا حيث ساهم الاستهلاك النهائي بنسبة 58.8% من اجمالي حجم النمو الاقتصادي المحلي البالغ 82.7 تريليون يوان في 2017. الأمر الذي سيخلق فرصة أكبر للسلع الأجنبية بما فيها العربية لتحتل مكانة أبرز في السوق الصيني.
فحسب البيانات الجمركية الصينية، استوردت الصين بقيمة 31.93 مليار دولار امريكي من افريقيا في الفترة من يناير إلى ابريل من عام 2018 بزيادة 30.8% على أساس سنوي. وسجلت الصين بذلك 250 مليون دولار أمريكي من العجز التجاري مع افريقيا، كما أنه في شهر ابريل وحده، بلغ هذا العجز التجاري 800 مليون دولار أمريكي.
وطبقا للبيانات الصينية، بلغ إجمالي واردات الصين من الدول العربية 92.8 مليار دولار أمريكي في عام 2017، بزيادة 32 بالمائة على أساس سنوي، متجاوزة وتيرة نمو الواردات الصينية من العالم البالغة 20.9% في ذات العام. وفي هذا الصدد، بلغت قيمة الواردات الصينية من الكويت 8.93 مليار دولار أمريكي بزيادة 40.1 بالمائة على أساس سنوي في 2017، بينما ارتفعت قيمة الورادات الصينية من مصر إلى 1.3 مليار دولار أمريكي بزيادة 142.59% على أساس سنوي، حيث أضحى البرتقال والفواكه الأخرى نقطة بارزة بين البضائع التي استوردتها الصين من مصر.
وبعد ازدياد الإقبال الصيني على المنتجات العربية في 2017، سجل حجم الوارادات الصينية من الدول العربية وتيرة نمو متسارعة في العام 2018 حيث استوردت الصين، بصفتها أكبر شريك تجاري للبنان بقيمة 4.47 مليون دولار أمريكي من الأخير في الشهرين الأولين، بزيادة 110.6 بالمائة على أساس سنوي. وعلى صعيد متصل، بلغ حجم الواردات الصينية من مصر 447 مليون دولار أمريكي، بزيادة 47.74 بالمائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري.
واليوم بإمكان المستهلكين الصينيين ايجاد أنواع متزايدة من المنتجات العربية على منصات التسوق المحلية على الانترنت. فعلى سبيل المثال، تتاح لهم الفرصة لشراء بعض المنتجات العربية مثل البرتقال وبخاخات للأنف من مصر والتمور من الإمارات.
إلا أن صراحةً لا تزال تعاني المنتجات العربية من ضعف التسويق وقلة تنوع اصنافها في السوق الصيني الذي يزخر بعدد من المنتجات الأمريكية والأوروبية والأوقيانوسية والبضائع الواردة من وسط وجنوب شرق آسيا. ولهذا على الدول العربية تعزيز ترويج منتجاتها المميزة خاصة من خلال الدورة الأولى لمعرض الاستيراد الصيني الدولي التي سينطلق في نوفمبر المقبل وتعد فرصة سانحة لتدفق مزيد من تلك المنتجات الى السوق الصيني.