بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 5 يوليو 2018 (شينخوا) أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أن الصين لا تبخل بالتعاون مع العرب في كافة المجالات، مشيدا بهذا التعاون كونه "غير مشروط سياسيا".
وقال زكي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) إن "الصين لا تبخل على الدول العربية بعلم أو بمشورة أو حتى بإمكانيات مالية ومادية في حدود ما يتوفر لها، فالصين تتعاون تماما مع الجانب العربي".
وتابع أن الدول العربية في المقابل راغبة في تعزيز هذا التعاون مع الصين.
وأضاف أن "الشيء المهم في هذا الأمر هو أن الصين لا تضع مشروطيات، قد يكون هناك مشروطيات اقتصادية وتجارية، ولكنها لا تضع مشروطيات سياسية، وهذا أمر طيب جدا ويقابل بارتياح لدى كل الأطراف العربية".
وأعرب وكي عن تقدير العرب الكامل للصين باعتبارها دولة عريقة وكبيرة وذات تأثير اقتصادي وسياسي، مثمنا حرص الصين التاريخي والتقليدي على دعم الحقوق والقضايا العربية.
وأكد أن مواقف الصين هي ما تجعل العرب يستشعرون أهمية أن يكون التواصل مع الصين على مستوى عال.
وأشاد المسؤول العربي بمنتدى التعاون الصيني - العربي، الذي سيعقد اجتماعه الوزاري الثامن في بكين الثلاثاء المقبل، مؤكدا أن المنتدى يقوم بعمل جيد للغاية ويحرص على دورية اللقاء بين الجانبين.
وأوضح أن المنتدى الصيني - العربي يمثل تجسيدا للعلاقات التاريخية القديمة والمتجذرة والمتشعبة بين الجانبين، وأنه بمثابة آلية جيدة تسمح بدورية اللقاء وتبادل الرأي والتقييم في كل الأمور والقضايا.
ووصف زكي المنتدى بأنه مظلة جيدة جدا للتعاون العربي - الصيني في كل المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو المعرفة وبالتأكيد في مجال التشاور السياسي.
وتأسس منتدى التعاون الصيني العربي في عام 2004، ويُعقد كل عامين بالتبادل بين بكين وإحدى العواصم العربية أو مقر الجامعة العربية بالقاهرة، بحضور وزراء الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وينطلق الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي في العاشر من يوليو الجاري في بكين، حيث يلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ، كلمة أمام الحفل الافتتاحي.
وحول أهم الموضوعات على طاولة الاجتماع الوزاري الثامن، قال زكي إن "الاجتماع الوزارى للمنتدى دائما ما يكون فرصة لكل دولة كي تطرح أراءها في مختلف الموضوعات ذات العلاقة، وخاصة موضوع التعاون العربي-الصيني".
وتابع قائلا "كما أن الموضوع الفلسطيني مطروح دائما على اجتماعات المنتدى، خاصة وأن الموقف الصيني فيه طيب جدا، ونقدر دائما للصين تأييدها للموقف الفلسطيني، بالإضافة لمجموعة من القضايا السياسية المطروحة وموضوعات تتعلق بالتعاون الاقتصادي وتكثيفه بين الجانبين".
وعن مدى تحقيق المنتدى للأهداف العربية المرجوة منه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية "لا نستطيع أن نقول أن الأهداف تم تحقيقها بالكامل، وإلا نكون قد وصلنا إلى نهاية الطريق، ولكن الأهداف دائما متجددة".
وأردف قائلا "أهدافنا الدائمة هو تحقيق المزيد من التواصل وتكثيف التعاون مع الجانب الصيني وتعزيز الاستفادة الاقتصادية المتبادلة وتبادل الرأي والتقييم السياسي في كل المسائل المهمة للطرفين".
ورأى زكي أن "آليات منتدى التعاون الصيني - العربي الموضوعة تسير بشكل طيب"، معربا عن اعتقاده بأن هذه الآليات مناسبة للأهداف المراد تحقيقها حاليا ومناسبة لهذه للمرحلة.
واستطرد قائلا "إذا كانت هناك طموحات أكبر وأكثر تشعبا، يمكننا حينها النظر في تطوير آليات منتدى التعاون الصيني - العربي بالشكل الملائم للأهداف الجديدة".
وأكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية قوة وتميز العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية، مشيرا إلى أن "الميزان التجاري بين الجانبين يقارب 192 مليار دولار، وهو رقم ضخم".
وأشار إلى أن هناك رغبة دائمة في تطوير وتحسين العلاقات التجارية والاقتصادية، لافتا إلى أن هذا الأمر مطروح دائما للنقاش في الاجتماعات بين الطرفين.
وتابع "من الواضح أن التبادل التجاري يميل بشكل شبه كامل لصالح الصين، وأتصور أنه يجب على الصين أن تساعدنا بعض الشيء في تخفيض هذا العجز في الميزان التجاري العربي مع الصين".
وأردف زكي قائلا "حجم وإمكانيات الصين يسمحان لها بمساعدة الدول العربية على تخفيض العجز في الموازين التجارية معها، وتحسين وتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، وهو أمر مهم جدا بالنسبة للدول العربية كافة".
وباتت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية. ففي عام 2004 كان حجم التجارة بين الصين والدول العربية 36.7 مليار دولار عند تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، إلا أنه ارتفع إلى 191.3 مليار دولار في عام 2017، بزيادة 11.9 بالمائة على أساس سنوي.
وفي عام 2017 نفسه، وصل حجم تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة للدول العربية 1.26 مليار دولار، في حين بلغت قيمة المشروعات الهندسية الصينية المتعاقد عليها حديثا مع الدول العربية 32.8 مليار دولار.
كما وقعت الصين اتفاقيات تعاون ثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع 22 دولة عربية ومجلس التعاون الخليجي.
ويعلق الجانبان أهمية على التعاون في بناء مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الدول العربية، لدفع بناء المجمع الصناعي الصيني في مدينة جازان الاقتصادية بالسعودية بشكل إيجابي، والمجمع الصناعي الصيني بالدُقم في عُمان، والحديقة النموذجية للتعاون في الطاقة الإنتاجية بالإمارات، ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، ومنطقة تنميةالتعاون الزراعي بين الصين السودان وغيرها.
وقال زكي في هذا السياق إن "الصين لديها تجربة مهمة ورائدة في مجال البنية الأساسية، ومعظم الدول العربية في حالة استكمال لبناها الأساسية من طرق وكهرباء ومياه وصرف، وهي مسألة مهمة للغاية حتى نستطيع أن ننطلق إلى المستقبل بشكل فيه ثقة".
وأعرب عن تطلعه لأن تساهم الصين مع الدول العربية في هذه المجالات، لافتا إلى أن هناك مجالات أخرى عديدة للتعاون المشترك.
وقال في هذا الإطار إن هناك مذكرة سيتم توقيعها خلال الاجتماع الوزاري الثامن خاصة بالتعاون في مجال إنتاج الطاقة.
وأعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية عن أمله في أن تبقى الصين صديقا مخلصا دائما للدول العربية، وأن تدعمهم سياسيا، وأن تكثف من تعاونها اقتصاديا من خلال فتح أسواقها للمنتجات العربية بشكل أكبر.
وأشار زكي إلى أن كثيرا من المنتجات العربية متميز وبجودة عالية جدا، وأن الأمر يتطلب قرارا بالسماح بنفاذ هذه المنتجات إلى السوق الصيني لتتاح أمام المستهلك، معربا عن اعتقاده بأن في ذلك مصلحة للطرفين العربي والصيني.