كان لطريق الحرير القديم تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة بما فيها الحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية ودفع التبادلات التجارية بين الجانبين. وقد شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية مزيدا من التطورات في العصر الجديد منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي.
لقد مرت أربعة عشر عاما فقط على تأسيس المنتدى في عام 2004، وهي فترة زمنية قصيرة جدا مقارنة بالتاريخ العريق والطويل الذي يربط الدول العربية بالصين والذي يمتد إلى آلاف السنين. لكن هذه الأعوام القليلة من عُمُر المنتدى كانت حافلة بالإنجازات.
وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية. ففي عام 2004 كان حجم التجارة بين الصين والدول العربية 36.7 مليار دولار أمريكي عند تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، إلا أنه ارتفع إلى 191.3 مليار دولار أمريكي في عام 2017، بزيادة 11.9 بالمائة على أساس سنوي.
وفي عام 2017 نفسه، وصل حجم تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة للدول العربية 1.26 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت قيمة المشروعات الهندسية الصينية المتعاقد عليها حديثا مع الدول العربية 32.8 مليار دولار أمريكي.
كما وقعت الصين اتفاقيات تعاون ثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع 22 دولة عربية ومجلس التعاون الخليجي.
ويعلق الجانبان أهمية على التعاون في بناء مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري في الدول العربية، لدفع بناء المجمع الصناعي الصيني في مدينة جازان الاقتصادية بالسعودية بشكل إيجابي، والمجمع الصناعي الصيني بالدُقم في عُمان، والحديقة النموذجية للتعاون في الطاقة الإنتاجية بالإمارات، ومنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، ومنطقة تنمية التعاون الزراعي بين الصين السودان وغيرها.
وفيما يتعلق بالمرافق، تشارك الشركات الصينية على نطاق واسع في السعودية والإمارات ومصر والجزائر وجيبوتي وبلدان أخرى، في تشييد الموانئ والطرق وخطوط السكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط وشبكات إمداد المياه وغيرها من المشاريع.
ومن جهة أخرى، تتعاون شركات الاتصالات الصينية مع الإمارات والسعودية ومصر وقطر ودول أخرى في خدمة التجوال الدولي والخدمات الدولية بعيدة المدى وخدمات البيانات الدولية وغيرها، وتعمل شركات صينية مثل هواوي و زي تي اي، مع شركات الاتصالات في ما يقرب من 20 دولة عربية لتطوير الشبكات الثابتة والشبكات اللاسلكية والمحطات الذكية وغيرها.
كما أطلقت الصين رحلات جوية مباشرة مع عدة دول مثل الإمارات والجزائر والسعودية وعمان ومصر وقطر لخدمة تبادل الأفراد وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وفي إطار عملية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، يولي الجانبان أهمية كبيرة لبناء آليات التعاون متعددة الأطراف، والتي لم تساهم في تحسين كفاءة التعاون العملي فحسب، بل أيضا تعزيز مواصلة التبادلات الثنائية بين الجانبين.
كما أقامت الصين مجالس أعمال ثنائية مع مصر والمغرب وتونس والإمارات. ومنذ عام 2005، تم عقد سبع دورات لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في المدن الصينية والعربية.
ومنذ عام 2010، عقدت وزارة التجارة والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، بالتعاون مع حكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي، ثلاث دورات للمنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني العربي، وثلاث دورات للمعرض الصيني العربي.