قطر تقول إن قرار شراء أي منظومة أسلحة "سيادي لا علاقة للسعودية به"

الدوحة 5 يونيو 2018 / أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن قرار بلاده شراء أي منظومة عسكرية هو قرار "سيادي لا علاقة لأي دولة به"، وذلك بعد تقارير عن اعتراض السعودية على سعي الدوحة للحصول على منظومات "إس-400" الروسية.

وقال الشيخ محمد في مقابلة مع قناة ((الجزيرة)) القطرية نشرت مقتطفات منها اليوم (الثلاثاء) ويُبث لاحقا، "إن قرار قطر شراء أي منظومة دفاعية أو عسكرية هو قرار سيادي لا علاقة للسعودية ولا لأي دولة أخرى به".

وتابع معلقا على صفقة صواريخ "إس 400 الروسية" وما نشرته صحف غربية عن الموقف السعودي منها، إن بلاده تنتظر ردا من فرنسا بشأن ما جاء في صحيفة ((لوموند)) عن تخوف سعودي من صفقة الصواريخ.

وكانت صحيفة ((لوموند)) الفرنسية قد ذكرت في مطلع يونيو الجاري أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طلب فيها الضغط على قطر ومنعها من الحصول على منظومات "إس-400" الروسية.

وذكرت صحيفة ((لوفيغارو)) الفرنسية في التوقيت نفسه أن قادة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تلقوا رسالة مماثلة من العاهل السعودي هدد فيها باستخدام القوة العسكرية ضد الدوحة إذا حصلت على المنظومة الروسية.

وقال وزير الخارجية القطري ردا على ذلك إنه لا يعتقد أن التهديد السعودي خطير، لكنه اتهم المملكة باستخدام الرسالة لمحاولة إثارة اضطراب في منطقة يهزها الخلاف الذي بدأ قبل عام بين بلاده وقوى إقليمية أخرى، بحسب ((الجزيرة)).

وتأتي تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريحات مماثلة أدلى بها رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله آل محمود، أمس الإثنين في موسكو.

وقال آل محمود أمس إن هناك مفاوضات تجري بين بلاده وروسيا لشراء منظومة الصواريخ التي تعد من أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم، مشددا على أن الرياض " لاحق" لها بالتدخل في هذا الأمر.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن آل محمود قوله أثناء لقائه مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين "لا حق لهم بالتدخل في شؤوننا أو شؤون دولة عظمى مثل روسيا، وذلك حقكم السيادي"، مضيفا أن بلاده ستتخذ القرار الذي يخدم مصالحها ولن تستأذن أحدا.

وكان السفير القطري لدى موسكو فهد العطية، قد أعلن في 25 يناير أن بلاده مهتمة بشراء منظومات دفاع جوي روسية وأن المفاوضات بشأنها وصلت إلى مراحل متقدمة، إلى جانب "تكنولوجيا للقوات البرية" القطرية.

وتتزامن هذه التطورات مع مرور عام على الأزمة الخليجية، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو عام 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها إجراءات عقابية من بينها مقاطعتها اقتصاديا وإغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية معها بدعوى دعمها للإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

ومنذ اندلاع الأزمة سعت قطر إلى توسيع شبكة تحالفاتها العسكرية مع عدد من البلدان وإبرام عدة صفقات تسليح كان من بينها صفقة بقيمة 5 مليارات يورو مع إيطاليا لشراء 7 سفن تابعة للبحرية وشراء 12 مقاتلة "رافال" فرنسية مع خيار شراء 36 مقاتلة أخرى إلى جانب صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز "تايفون" بقيمة 8 مليارات دولار.