رام الله/ غزة 5 يونيو 2018 / أحيا الفلسطينيون الذكرى ال51 لحرب عام 1967 التي تصادف اليوم (الثلاثاء) بمظاهرات وفعاليات في الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكد تمسكهم بأرضهم التي احتلتها إسرائيل في ذلك الوقت وعدم التفريط بها.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية قبالة مقر الأمم المتحدة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "معاقبة إسرائيل على جرائمها مطلب شعبي"، "حق العودة وتقرير المصير والقدس عاصمة حق لا تنازل عنه".
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف في كلمة خلال المظاهرة، إن "الشعب الفلسطيني لن تُكسر إرادته وسيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته المتمثلة بحق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة".
وتابع ابو يوسف أن "إسرائيل تصعد عدوانها وجرائمها طوال السنوات الطويلة الماضية مستفيدة من الموقف الأمريكي المعادي للشعب الفلسطيني".
بدوره، قال عصام بكر منسق القوى في كلمته، إن "الشعب الفلسطيني يقف بعد 51 عاما على احتلال الأراضي العربية والفلسطينية وما تزال إسرائيل تمعن في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين العزل".
وطالب بكر "الأمم المتحدة بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني إلى حين إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
وسلم القائمون على الفعالية في نهايتها مدير مكتب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط مايك بروك، رسالة تطالب بتوفير حماية دولية وإرسال لجان تحقيق دولية مختصة والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، إن "التاريخ الطويل للاحتلال الاستعماري لفلسطين يجب أن يشكل حافزا للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والسياسية تجاه شعب لا يزال ينتظر تحقيق العدالة الإنسانية".
وأضاف عريقات في بيان بالمناسبة إنه "رغم رفض المجتمع الدولي للاحتلال إلا أنه استمر وتغول وتحول إلى استعمار، لذلك فإن المناسبة هي تذكير بأن البيانات لا تحل محل تطبيق القانون الدولي، الأفعال أعلى صوتا من الكلمات".
وأكد أن "أية قوة في العالم لن تتمكن من اقتلاع الشعب الفلسطيني مرة أخرى من أرضه، وهو باق ومتمسك بحقوقه المشروعة التي كفلتها له الشرائع الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير على أرضه وتجسيد سيادته في دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وحق العودة والإفراج عن جميع الأسرى".
ودعا "دول العالم إلى اتخاذ الإجراءات العملية لتصحيح الخطأ والظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال الذي لم يخضع يوما إلى القانون الدولي، والتدخل الرادع والمساءلة عملا بأحكام وقيم ومبادئ الشرعية الدولية".
وطالب عريقات ب"دعم الخطوات السياسية والقانونية والدبلوماسية الفلسطينية في الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال وصولا إلى إنهائه".
بدورها، اعتبرت حكومة الوفاق الفلسطينية أن "الإسراع في إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بمثابة النصر على هزيمة الخامس من حزيران ورد حقيقي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكدت الحكومة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي برئاسة رامي الحمد الله في مدينة رام الله، على "مسؤولية المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ووجوب انحيازها إلى جانب قيم الحق والعدالة الإنسانية من أجل حل قضية فلسطين حلاً عادلاً".
ويحيي الفلسطينيون في الخامس من يونيو في كل عام ذكرى حرب الأيام الستة التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، وانتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.
وفي قطاع غزة، عقدت الكتلة البرلمانية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، جلسة لها بالمناسبة في مخيم مسيرات العودة شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
وأكد النواب، بحسب بيان صدر عن الكتلة، إصرار الشعب الفلسطيني على حق العودة الفردي والجماعي دون تفريط.
وتحل الذكرى هذا العام مع تواصل فعاليات مسيرات العودة الشعبية الكبرى على حدود قطاع غزة مع إسرائيل منذ 30 مارس الماضي واندلاع مواجهات شبه يومية أدت إلى مقتل 120 فلسطينيا وإصابة أكثر من 13 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 300 لا يزالون بحاجة حرجة.
وفي السياق، تظاهر عشرات الفلسطينيين في مسيرة محمولة بالدراجات النارية من مفترق (السرايا) وسط مدينة غزة وصولا إلى حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في شمال القطاع بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "ليس منا من يفرط بشبر من تراب الوطن".
وأعلن هاني الثوابتة في كلمة باسم الهيئة قبالة الحاجز، "انطلاق مليونية القدس يوم الجمعة المقبل في مخيمات العودة الخمسة شرق قطاع غزة تزامنا مع فعاليات يوم القدس العالمي للتأكيد على الهوية الفلسطينية العربية للمدينة المقدسة".
وأكد الثوابتة أن "مسيرات العودة مستمرة ولا تراجع عنها مهما تواصلت الجرائم الإسرائيلية أمام المتظاهرين"، لافتا إلى أن "المسيرات السلمية كشفت وجه إسرائيل القبيح أمام العالم".
بدوره، قال صلاح عبد العاطي رئيس اللجنة القانونية في الهيئة، إن "إسرائيل ارتكبت جرائم ترقى لمستوى جرائم الحرب وعقوبات جماعية ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية يجب محاسبتها عليها".
وانطلقت مسيرات العودة بالتزامن مع حلول "يوم الأرض" الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل ستة فلسطينيين داخل الخط الأخضر برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976، احتجاجا على مصادرة الحكومة الإسرائيلية لأراض في شمال إسرائيل.
ويقوم على مسيرات العودة لجنة تنسيقية تضم فصائل فلسطينية وجهات حقوقية وأهلية تحت اسم الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار.
وتطالب "مسيرة العودة الكبرى" بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف عام 2007.