صنعاء 28 مايو 2018 / أعلن قادة عسكريون يمنيون اليوم (الإثنين) أن القوات الحكومية باتت على مشارف مدينة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن والخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ قرابة أربعة أعوام.
وأحرزت القوات الحكومية اليمنية اليوم تقدما في المعارك المستمرة ضد الحوثيين منذ مطلع العام 2017 بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية في الساحل الغربي لليمن ووصلت إلى مديرية الدريهمي المتاخمة للحديدة، حسب عسكريين يمنيين.
وقال سميح جرادة أركان حرب اللواء الثاني (عمالقة)، وهي قوات حكومية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القوات حققت تقدما كبيرا خلال الأيام الماضية في محافظة الحديدة ووصلت اليوم إلى مديرية الدريهمي المتاخمة لمدينة الحديدة عاصمة المحافظة الساحلية الاستراتيجية.
وأضاف جرادة أن "القوات باتت على مشارف مدينة الحديدة وعلى مقربة من مطار الحديدة الدولي".
ويشارك في العملية العسكرية بمديرية الدريهمي ضد الحوثيين وحدات عسكرية أبرزها تابعة لألوية العمالقة.
وتتقدم هذه الوحدات تحت غطاء جوي للطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف العربي، الذي تقوده السعودية.
وأكد القائد العسكري اليمني أن العمليات العسكرية مستمرة، وأن القوات تحقق تقدما كبيرا وسط انهيارات متسارعة في صفوف الحوثيين.
وتسيطر جماعة الحوثي على مدينة الحديدة وعدد من مديريات المحافظة منذ أكتوبر من العام 2014.
وتحدثت وسائل إعلام موالية للقوات الحكومية عن مقتل أكثر من 90 من عناصر فرقة متخصصة تابعة للحوثيين بقيادة يحيى الشامي في ضربة لطيران التحالف.
وتخوض القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية وبمشاركة كبيرة من دولة الإمارات، معارك ضد الحوثيين في الساحل الغربي منذ مطلع العام 2017.
وتمكنت القوات خلال الفترة الماضية من تحرير عدد من المديريات في محافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر.
وتضم مدينة الحديدة ميناء الحديدة أكبر ميناء يمني، ومطار الحديدة الدولي أحد اكبر المطارات المدنية في اليمن، بجانب عدد من القواعد العسكرية التابعة للبحرية اليمنية.
وقال العميد عبدالغني الصبيحي، قائد المحور الغربي في المنطقة العسكرية الرابعة، قائد اللواء الأول حزم (قوات حكومية) ل(شينخوا) إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واصلت عملياتها العسكرية في الساحل الغربي ووصلت اليوم إلى مديرية الدريهمي وتمركزت في عدة مناطق بها.
وأضاف الصبيحي أنه : "بدخول القوات إلى الدريهمي فإنها تكون قد وصلت إلى مشارف مدينة الحديدة وباتت قريبة من مطارها الدولي".
وأكد أنه "سيتم اقتحام المدينة من عدة محاور وفق خطط عسكرية محكمة"، مشيرا إلى أن القوات "مازالت تتقدم في مناطق جديدة بالدريهمي".
وتابع "أن الساعات والأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت العسكرية"، مؤكدا "أن الحوثيين في حالة انهيار تام والقوات تتقدم بشكل سريع تجاه مدينة الحديدة".
وإثر هذا التقدم، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قواته ببذل المزيد من الجهود لاستكمال تحرير الحديدة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تديرها الحكومة، في خبر اليوم أن الرئيس هادي يتابع "التطورات الميدانية والانتصارات المتسارعة، التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة (..) في جبهة الساحل الغربي وسير المواجهات على مشارف مدينة الحديدة".
وحث هادي خلال اتصال هاتفي بمحافظ الحديدة الحسن طاهر، القوات "على مزيد من الجهود والتنسيق لاستكمال التحرير".
وأشاد الرئيس اليمني بـ"الجهود المضاعفة التي تُبذل (..) في إلحاق الهزيمة بايران ومشروعها الدخيل في اليمن والمنطقة عبر أدواتها وأذرعها من المليشيا الحوثية الإيرانية".
بدوره، قال محافظ الحديدة إنها "أضحت على موعد قريب للتحرير وتطهير مناطقها كافة" من الحوثيين.
ويتهم اليمن والتحالف العربي بقيادة السعودية إيران بتقديم الدعم بالمال والسلاح، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.
وقال التحالف العربي أكثر من مرة إن "ميناء الحديدة أصبح نقطة لتهريب الصواريخ الباليستية وانطلاقا للأعمال العدائية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، ودعا مرارا إلى وضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما يتهم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس من العام 2015 لدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته، الحوثيين باستهداف الملاحة في البحر الأحمر وسفن تابعة له انطلاقا من ميناء الحديدة.
وأقرت جماعة الحوثي بتراجعها في الحديدة، مؤكدة أن ذلك يعود "لأسباب موضوعية" ولا يعني "نهاية المعركة".
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز الليلة الماضية، "إن معركة الساحل هي معركة أمريكية بامتياز جنودها مرتزقة.. مؤكدا أن الشعب اليمني معني بالدفاع عن تهامة (الحديدة) والوقوف بثبات وصمود للتصدي للعدوان في الساحل".
واعتبر أن "أي تراجع لأسباب موضوعية لا يعني نهاية المعركة، وسقوط بعض المحافظات في الجنوب أثبت ذلك".
وتابع قائلا : إن "العدو يستطيع أن يفتح معركة في الحديدة، لكن يستحيل عليه أن يحسمها، وإذا نجح بفعل الغطاء الجوي وقوته العسكرية أن يحدث اختراقا إلى منطقة هنا أو هناك يمكن أن يطوق وأن يواجه هذا الاختراق والسيطرة عليه".
وخاطب أنصاره قائلا : إن "أهم نقطة في هذا المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الإرباك، وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والتعاون من الجميع، هذا تكتيك العدوان في المناطق التي يحاول أن يعبر منها".
ووجه زعيم الحوثيين "الجيش واللجان الشعبية والقبائل في الاستمرار بالتدفق والنزل إلى الحديدة لتعزيز الوضع العسكري والتصدي لأي حالات اختراق".
والحديدة هي واحدة من أهم المدن اليمنية الساحلية، وتعد اخر منافذ الحوثيين إلى خارج الحدود اليمنية.
ومازال الحوثيون يسيطرون على صنعاء ومحافظات عدة في الشمال اليمني منذ سبتمبر من العام 2014.