دمشق 29 أبريل 2018 / يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية العنيفة ضد مقاتلي تنظيم (داعش) في جنوب العاصمة دمشق، منذ أكثر من 10 أيام، وتمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على عدة أحياء مهمة في تلك المنطقة بغية تضيق الخناق على تنظيم (داعش)، بحسب مصدر عسكري، ومرصد حقوقي.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأحد) إن وحدات من الجيش استعادت السيطرة على أحياء المأذنية والقدم والعسالي والجورة بريف دمشق الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع ارهابيي تنظيم (داعش)"، مشيرا إلى مواصلة عمليات الجيش في الحجر الأسود ومحيطه.
وأضاف المصدر العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "استعادة السيطرة من قبل الجيش السوري على تلك الاحياء الأربعة يكون الجيش السوري قد اقترب كثيرا من معقل تنظيم (داعش) الرئيس في الحجر الأسود ومخيم اليرموك".
وأكد المصدر العسكري أن الجيش السوري أسقط الأحياء الثلاثة ناريا بعد إحكام سيطرته الكاملة على حي المأذنية جنوب غرب الحجر الأسود، ما دفع الإرهابيين للانسحاب باتجاه عمق منطقة الحجر جراء التخبط الحاصل بين صفوفهم ومقتل العديد منهم بضربات الجيش المركزة.
وما يزال الطيران الحربي يحلق بكثافة فوق سماء العاصمة دمشق منذ ساعات الصباح مع سماع ودي عدة انفجارات قوية في أطراف دمشق الجنوبية، ومشاهدة سحب من الدخان الاسود الكثيف، بحسب مراسل وكالة ((شينخوا)).
وكان تنظيم داعش الإرهابي سيطر على حي القدم بعد خروج إرهابيي (جبهة النصرة) و (أجناد الشام) منه باتجاه إدلب في الـ 20 من شهر مارس مارس، حيث شهد الحي معارك عنيفة بين وحدات الجيش التي دخلت الحي والتنظيم الإرهابي أفضت إلى سيطرة الأخير على حي القدم.
وبتحرير أحياء المأذنية والقدم والعسالي والجورة يتقلص تواجد تنظيم (داعش) إلى منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي التضامن جنوب دمشق، فيما بات طريق دمشق – درعا القديم آمنا بشكل كبير.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن "القصف الصاروخي مستمر بعد منتصف ليل (السبت - الأحد) من قبل قوات النظام على أماكن في مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف التضامن، بالتزامن مع اشتباكات متواصلة بين تنظيم الدولة الإسلامية من جانب، وقوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم، تترافق مع قصف واستهدافات متبادلة".
وأشار المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض إلى أن قوات النظام قد حققت أهم تقدم لها منذ بدء عمليتها في الجنوب الدمشقي حيث تمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من مناطق المأذنية والعسالي والجورة التي تشكل معا حي القدم الدمشقي بالقسم الغربي من مناطق سيطرة التنظيم في جنوب العاصمة.
وفي سياق متصل، أفاد التلفزيون الرسمي السوري اليوم عن قرب التوصل لاتفاق بين الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية المسلحة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في جنوب شرق العاصمة دمشق، على ان يبدأ تنفيذ الاتفاق بعد انتهاء الترتيبات التنفيذية له.
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن "الاتفاق ينص على إخراج من يرغب بالخروج من الإرهابيين مع عوائلهم فيما يتم تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم".
وبعد الانتهاء من خروج المسلحين وعائلاتهم، تعود مؤسسات الدولة إلى المناطق المذكورة وتقدم خدماتها للمواطنين.
يشار إلى أن تلك البلدات الثلاث، شهدت مصالحة وطنية بينها وبين الدولة السورية منذ العام 2014، ولم تشهد بعدها اية أعمال عسكرية.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الجنرال الروسي المسئول عن ملف جنوب دمشق وريف دمشق الجنوبي، أكد للمجتمعين معه خلال الـ 24 ساعة الماضية، أن روسيا وافقت على قرار نقل الرافضين لاتفاق بلدات يلدا وبيت سحم وببيلا في ريف دمشق الجنوبي، قبل الانتهاء من ملف التنظيم ووجوده في جنوب العاصمة، على أن تنسق الفصائل المتواجدة فيها مع قوات النظام لتسليمها المواقع ونقاط التمركز بالتزامن مع عملية الخروج منعاً من هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة.
وأشار المرصد السوري إلى أنه ما تزال المعلومات متضاربة حول ما إذا كانت عملية سيجري تنفيذها في أعقاب الهجوم الذي جرى يوم أمس (السبت)، أم أنه سيتم تأجيلها، حيث أكد الروس أن عملية الخروج نحو الجنوب السوري ستكون لعدد محدود ودون سلاح.
ويأتي هذا الأمر بعد العمليات المكثفة التي يشنها الجيش السوري على مواقع تنظيمي (داعش) و (جبهة النصرة) منذ حوالي 10 أيام على مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم في جنوب دمشق، بهدف تأمين محيط العاصمة دمشق.
وكان الجيش السوري تمكن خلال الأسابيع الماضية من السيطرة على الغوطة الشرقية كاملة بموجب اتفاقات حدث لنقل مقاتلي فيلق الرحمن وجبهة النصرة وجيش الإسلام التي كانت تسيطر على معظم بلدات الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري.