الأمم المتحدة 24 إبريل 2018 / دعا مسؤولون بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء جمعا من قادة العالم وممثلين رفيعي المستوى للدول الأعضاء وممثلين آخرين إلى المساعدة في تعزيز نهج جديد للسلام المستدام، نهج يهدف إلى وضع المنع في صميم عمل الأمم المتحدة.
-- نهج جديد
فقد قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمام الاجتماع رفيع المستوى حول بناء السلام والسلام المستدام الذي يستمر حتى يوم الأربعاء في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "الخط الأول لميثاق الأمم المتحدة يلزمنا بإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب".
"وبطريقة ما، أوفينا بهذا الالتزام. ولم نشهد حربا عالمية أخرى. ولكن بطرق عديدة أخرى، لم نفعل ذلك"، حسبما ذكر لايتشاك، مشيرا إلى أن ثمة حاجة إلى نهج جديد لإنقاذ الناس في أماكن الصراعات التي لا تنتهي بما فيها سوريا وجنوب السودان واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان.
وذكر لايتشاك أن الأمم المتحدة قررت في عام 2016 إتباع نهج جديد يتمثل في أن الجمعية العامة ومجلس الأمن تبنيا ما يعرف الآن باسم "قرارات السلام المستدام"، وهو ما يجدد التزام هذه الهيئة العالمية بمنع نشوب الصراعات كما هو منصوص في ميثاق الأمم المتحدة.
وقال إنه بعد مرور عامين، ثمة تحديات تقف أمام جعل هذا النهج حقيقة واقعة، داعيا إلى زيادة الاهتمام الدولي بالحاجة إلى بذل جهود واسعة النطاق لمنع نشوب الصراعات وتحقيق التناسق داخل منظومة الأمم المتحدة وتوسيع الشراكات والتمويل والشمول.
-- الشراكة والوحدة
وقد سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، متفقا مع وجهة نظر لايتشاك، الضوء على الحاجة إلى تعزيز الشراكات في كل الجهود وفي كل مرحلة، بدءا من منع الصراعات وحلها وصولا إلى حفظ السلام وبناء السلام والتنمية طويلة الأجل.
وأضاف أن الشركاء الرئيسيين يشملون الحكومات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وشبه الإقليمية، والمؤسسات المالية الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني بما في ذلك جماعات النساء والشباب.
وقال إن "السلام المستدام لن يتحقق إلا من خلال الملكية الوطنية الملتزمة والشاملة التي تنظر في احتياجات الفئات المهمشة، بما في ذلك النساء والشباب والإقليات والأشخاص ذوى الإعاقة ".
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن عددا أكبر من الدول يشهد صراعات عنيفة مقارنة بأي وقت مضى منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وأن أعداد قياسية من الناس يتحركون ويهجرهم العنف والحرب والاضطهاد.
وأشار إلى أن "أوجه عدم المساواة تتزايد. وهناك مناطق ودول ومجتمعات بأكملها يمكن أن تجد نفسها معزولة عن التقدم ومتخلفة عن النمو. هذه كلها مؤشرات على أننا بحاجة إلى مزيد من الوحدة والشجاعة، لتخفيف مخاوف الناس الذين نخدمهم لنضع العالم على المسار نحو مستقبل أفضل وإرساء أسس لسلام وتنمية مستدامين".
-- إمكانات الشباب
ودعت جاياثما ويكراماناياكي مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشباب الدول الأعضاء إلى زيادة التمويل المخصص لأعمال إعادة بناء السلام التي يقودها الشباب والنظر إلى الشباب باعتبارهم شركاء في أجندة السلام المستدام.
وفي معرض تأكيدها على أهمية الاستفادة من إمكانات الشباب وقدرتهم الإبداعية ، لفتت إلى أن هناك 408 ملايين شاب يعيشون وسط صراعات عنيفة ومسلحة. ولابد من إعطاء دعم أكبر لأولئك الذين يعملون على إحلال السلام والاستقرار في مجتمعاتهم، وهم غالبا ما يعملون بقليل من التمويل أو الدعم وفي بعض الأحيان تحت تهديد شخصي.
وقالت إنه لابد من معالجة قضيتين رئيسيتين على الفور ألا وهما تزايد عدم الثقة بين الشباب في المؤسسات السياسية واستبعادهم من الحياة السياسية والاقتصادية.
وأضافت أن المشاركة الهادفة للشباب ساهمت في منع نشوب الصراعات، مشيرة إلى أن الشباب يطالب الأمم المتحدة منذ فترة طويلة بالذهاب إلى ما هو أبعد من الاحتياجات الفورية للبلدان التي مزقتها الحروب من خلال إيلاء مزيد من الاهتمام بالسلام المستدام.
وأكدت على "ضرورة زيادة التمويل المخصص لتحقيق السلام المستدام، بما في ذلك الأداة الشبابية لصندوق بناء السلام".
وفي الختام، قالت إنه يجب أن ينظر إلى الشباب باعتبارهم شركاء في بناء السلام وليسوا كمشكلة يجب التعامل معها وقامت بتذكير المندوبين بأن جيلا يعتمد عليهم في اتخاذ القرارات الصائبة.
-- المشاركة الكاملة للمرأة
وكان من بين المتحدثين في الجلسة الافتتاحية الممثلة ميشيل يوه سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ وإسماعيل بيه مناصر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للأطفال المتأثرين بالحرب.
وقالت يوه إن الأمم المتحدة بدأت في تحويل جهودها نحو المنع، لافتة إلى أن القرار أكد على أهمية المنع والدمج والدور الأساسي للمرأة في عملية بناء السلام.
وأضافت بقولها "في الواقع، يتطلب بناء سلام شامل ومستدام مشاركة كاملة من المرأة...وقد أسهمت المساواة بين الجنسين في تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة".
وذكرت أنه بالنظر إلى المستقبل، ثمة حاجة إلى الأموال للنهوض بالمساواة بين الجنسين وخاصة في سياقات بناء السلام .
وأردفت قائلة إن بناء السلام والعمل على استدامته يصبان في صلب عمل الأمم المتحدة، لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب
وأكدت على ضرورة تحقيق التنمية المستدامة والسلام المستدام معا.
وقالت إنه في ضوء ذلك، تحتاج الأمم المتحدة إلى الوقت والمكان والموارد لإتباع إستراتيجيات طويلة الأجل يكون من شأنها تحقيق نتائج طويلة الأجل.