人民网 2018:04:16.16:33:16
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الضربة الجوية على سوريا .. هل ستنخرط أمريكا في كابوس الحرب مرة أخرى؟

2018:04:16.16:36    حجم الخط    اطبع

بقلم/ دياو دا مينغ، باحث في المعهد الاستراتيجية والتنمية الوطنية بجامعة الشعب الصينية، واستاذ مشارك في معهد العلاقات الدولية

بعد بضعة أيام من التصريحات المتضاربة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن أخيرا عن استخدام القوة ضد سوريا مرة أخرى، ليوجه بعد ذلك التحالف الأمريكي، البريطاني والفرنسي ضربة دقيقة على الأهداف السورية الثلاث.

قال وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس ان الضربات الجوية على أهداف في سوريا ضربة واحدة فقط، ويمكن وصفها بانها نفس الضربات الجوية التي تم فيها إطلاق 59 صاروخا من طراز "توماهوك" ضد سوريا في ابريل من العام الماضي. وتشترك الضربتان في عدة وجهات، مثل التذرع باستخدام ما يسمى" الأسلحة الكيميائية"، ومتجاوزة مجلس الامن، وانتهاك الاعمال الانفرادية" ميثاق الأمم المتحدة" ومبادئ القانون الدولي، كما انها مليئة بالاعتبارات المتعددة لإدارة ترامب في ظل الاستراتيجية الجيوسياسية والتفاعل السياسي الداخلي. بالطبع، بالمقارنة مع الضربات الجوية التي مر عليها سنة فإن هذا الإجراء بمثابة مقدمة لسلسة من الإجراءات، حتى لا نستبعد إمكانية تجميع الأطراف سريعا، وتتسبب في جولة جديدة من " حرب بالوكالة" في الشرق الأوسط.

من الناحية الموضوعية، يمكن القول إن استخدام الولايات المتحدة القوة ضد سوريا مرة اخرى امرا غير مستغربا. ومن حيث البيانات الاستراتيجية المختلفة، فإن ادارة ترامب تهدف الى خلق المزيد من المساحة والفرص من خلال اعداد جداول اعمال مختلفة لاستعادة نفوذها في الشرق الاوسط. 

وفي ظل الخطة الاستراتيجية المستقرة نسبيا، فإن قرار ادارة ترامب بتنفيذ الهجمات الجوية الاخيرة ضد سوريا يأتي استجابة لضغوطات التغيرات السياسية الداخلية. حيث أصبح الجو السياسي في واشنطن منذ فبراير من هذا العام غير مواتي لإدارة ترامب وحزبه الجمهورية. وبالإضافة الى الضغوطات الملحة على الانتخابات النصفية، فإن التعديلات الرئيسية لفريق ترامب والتمديد المستمر للتحقيق عن علاقاته مع روسيا، وتسيس قضايا ترامب الخصوصية والتحقيق مع محامين ترامب الخاصين، يدفع بترامب الى الاندفاع للقيام بأشياء والحرص على تحفيز الناخبين.

ويمكن تفسير هذا النوع من التغيير الفاضح بمنطق إعلان ترامب في منتصف مارس الماضي بسحب قواته من سوريا، متطلعا الى سحب القوات من اجل الوفاء بوعود الانتخابات وارضاء الناخبين. لكن التطورات اللاحقة ورفض المسؤول عن القوات العسكرية في الشرق الأوسط بالبيت الأبيض قرار ترامب، والتلميح الى زيادة الوجود العسكري، غير ترامب مساره في نهاية المطاف في مواجهة الضغوط المتعددة من الجيش والجمهوريين التقليديين والحلفاء، وحتى تحت إقناع بولتون مساعد الرئيس الجديد في الشؤون الامنية والداعم للحرب.

في حين ان طبيعة هذا التغيير في الحقيقة هو التنسيق والتوازن بين أهداف سياسية وعسكرية شخصية لترامب، وبين اهداف الجيش والجمهوريين التقليديين والحلفاء الاوروبيين. لأنه بالنسبة له، ضرب سوريا وخاصة ما يسمى " ضربة دقيقة"، يمكن كسب الدعم العام، وتحقيق كسب تأييد محلي ايضا. 

بعد يوم واحد من الهجوم، لم يتنظر ترامب للإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي بانه " انجاز مهم". قبل 15 سنة، أعلن الرئيس الجمهوري السابق جورج دبلو بوش أيضا على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن بثقة كاملة "انجاز مهم "، ومع ذلك، فإن الحقيقة أن الاعلان كان بداية لكابوس حرب العراق. واليوم، لا نعرف إذا كان سيعاد التاريخ مرة اخرى.

ما يمكن تأكيده، هو عدم ظهور بوادر اطفاء نار الحرب في سوريا التي طالت سبع سنوات، بدلا من ذلك، ستصبح المشاركة العسكرية للقوات الامريكية والقوى الخارجية الاخرى نقطة انفجار الفوضى في الشرق الاوسط. ومن المؤكد سينهار معدل التأييد في استطلاع الرأي الامريكي مرة اخرى عندما تقع في مستنقع الحرب التي كانت من المفترض ان تكون قابلة للتحكم. لذلك، تصرفات ادارة ترامب تشبه شرب السم لإطفاء العطش، ما سيلحق الضرر بالضوء الضئيل من الأمل في الشرق الاوسط. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×