رابعا، التوظيف الفعال لدور الأوساط الدينية
تشجع الصين مختلف الأديان على مواكبة العصر، والتكيف مع المجتمع الاشتراكي، وتقديم المساهمات للتنمية الاقتصادية والانسجام الاجتماعي والازدهار الثقافي والوحدة القومية ووحدة الوطن الأم.
بذل جهد كبير في تقديم شروح للشرائع والتعاليم الدينية تتفق مع وضع البلاد ومتطلبات العصر. ظلت مختلف الأديان في الصين تتحلى بخصائص الاندماج مع الثقافة التقليدية الصينية الممتازة والتكيف مع المتطلبات الواقعية للتنمية الاجتماعية، أثناء عملية تطورها. وتتمسك الأوساط الدينية الصينية باتجاه تصيين الديانة، وتطبق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتُعظم التقاليد المجيدة للأمة الصينية، وتعمل بإيجابية على استكشاف الأفكار الدينية التي تتفق مع واقع الصين. وفي الوقت الذي تحافظ فيه على المعتقدات الأساسية والشرائع الجوهرية والطقوس والأنظمة، تمارس الأوساط البوذية والطاوية، نشاطات تبادل حول شرح الكتب الدينية، وتقوم الأوساط الإسلامية بأعمال "تفسير النصوص الدينية"، وتبذل الأوساط الكاثوليكية جهدا في دفع التعليم الديني الديمقراطي، وتعمل الأوساط البروتستانتية على بناء الأفكار اللاهوتية، سعيا لتقديم شروح للشرائع والتعاليم الدينية، تتفق مع واقع البلاد ومتطلبات العصر. وتربط الأوساط البوذية حب الوطن بحب الدين، وتولي اهتماما متزايدا لمسألة الحياة الدنيا، وتحرص حرصا بالغا على نشر التعاليم البوذية وإسعاد كل المخلوقات وتقديم الخدمات العامة والأعمال الخيرية والتبادلات الثقافية. وتركز الأوساط الطاوية جهودها في تحديث وتطوير المبادئ والتعاليم الدينية المتمثلة في احترام الطاوية وتعظيم الفضيلة، واتخاذ الطبيعة كقانون الطاوية، والسعي وراء الهدوء بدلا من الشهرة والمصلحة، والعودة إلى الطبيعة والذات وغيرها، وتبذل الجهود في متابعة الثقافة التقليدية الصينية الممتازة وتعظيمها. وتهتم الأوساط الإسلامية بشرح ما تحتوي عليه الشرائع الدينية من حب الوطن والسلام والتضامن والتسامح والوسطية وغير ذلك من الأفكار الأخرى، مما يلعب دورا إيجابيا في تبني الاعتقاد الصحيح، والتمييز بين الصواب والخطأ ومقاومة الانفصالية ومكافحة التطرف الديني. وتعمل الأوساط الكاثوليكية بنشاط على دفع توطين الكنائس، وتطبيق "إدارة الشؤون الدينية بطريقة ديمقراطية" في إدارة شؤون الكنائس وصنع قرارات للقضايا الهامة. وتمتص الأوساط البروتستانتية الغذاء من الثقافة الصينية الممتازة، لتعزيز الاحترام المتبادل والتعايش المنسجم بين البروتستانتيين ومعتنقي الأديان الأخرى، ودفع اندماج البروتستانتية بالمجتمع الصيني المعاصر على نحو أفضل.
ممارسة نشاطات الخدمات العامة والأعمال الخيرية بنشاط. منذ عام 2012، تقيم الأوساط الدينية فعاليات "الأسبوع الخيري الديني" كل سنة، بموجب ((الآراء حول تشجيع ومعايرة ممارسة الأوساط الدينية لنشاطات الخدمات العامة والأعمال الخيرية))، وقد تجاوزت القيمة الإجمالية للمبالغ المتبرع بها، مليار يوان. لقد أقامت نشاطات الصلاة بمختلف الأشكال من أجل المتضررين في المناطق المنكوبة بزلزال ونتشوان والحوادث والكوارث الجسيمة؛ وركزت الجهود في مساعدة محافظة ساندو الذاتية الحكم لقومية شوي بمقاطعة قويتشو في التخلص من الفقر؛ وقدمت مساعدة مالية للطلاب عبر سبل ووسائل متنوعة؛ وساعدت الأجهزة الطبية المحترفة في تسهيل خدمة التشخيص والعلاج الخيري للمرضى، وقدمت معونات مالية للجماهير التي تواجه صعوبات في تلقي العلاج الطبي؛ وأقامت أشكالا شتى من النشاطات الرامية لرعاية العجزة ومساعدة المعوقين، وأنشأت مؤسسات خاصة لرعاية المسنين ومحطات استعادة صحة المعوقين، وحسب الإحصاءات الأولية، فقد أنشأت الأوساط الدينية أكثر من 400 مؤسسة لرعاية المسنين ذات 29 ألف سرير؛ كما تدعو الأوساط البوذية والطاوية إلى مفهوم حماية البيئة الخضراء، وأطلقت نشاطات "تقديم البخور بشكل متحضر" و"إعادة الحرية للحيوانات الأسيرة بشكل منطقي"، وشيدت المعابد البوذية والطاوية الإيكولوجية.
مقاومة التطرف بوعي. في ظل مواجهة تحديات الأفكار الدينية المتطرفة للخط الأساسي الأخير المشترك للحضارة الإنسانية، ترسم الأوساط الدينية خطا فاصلا واضحا للتطرف، وتعارض بحزم نشاطات العنف والإرهاب والانفصال القومي التي تُمارس باسم الدين، وتدعو بقوة إلى الاعتقاد والسلوك السليمين. وفي يناير 2013، عقد كبار الرهبان والعلماء والخبراء من المذاهب البوذية الرئيسية الثلاثة - البوذية الصينية والبوذية التبتية والبوذية الجنوبية (تيراخانا) اجتماعا يناشد كل الشخصيات العاملة في الأوساط البوذية للعمل بنشاط، وشرح وجهات النظر البوذية الصحيحة إزاء الحياة للجم الغفير من المعتنقين، ومعارضة التصرفات المتطرفة التي تخالف التعاليم والوصايا البوذية، وتنفذ الاحتراق الذاتي أو تحرض الآخرين على تنفيذه. وفي مايو 2014، أصدرت الجمعية الإسلامية الصينية مبادرة ((التمسك بالوسطية والابتعاد عن التطرف))، وأطلقت الشخصيات المشهورة للأوساط الإسلامية في عموم البلاد، صوتا مشتركا، لاستنكار نشاطات العنف والإرهاب بشدة. وفي يوليو 2016، أقامت الجمعية الصينية لتبادل الثقافات الدينية، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية الصينية، ندوة دولية في أورومتشي، حول أفكار الإسلام الوسطية المعتدلة، بهدف الدعوة للأفكار الوسطية ومكافحة التطرف معا. وفي ديسمبر 2017، طرحت الجمعيات الدينية على المستوى الوطني في الصين، مبادرات مشتركة، تدعو الأوساط الدينية إلى تعزيز قدرة التمييز، والوقاية والحد من هجمات الطوائف الشريرة، والحفاظ على الانسجام والاستقرار الاجتماعيين .