أقيم حفل وضع حجر الاساس لمنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة مؤخرا تحت اشراف شركة هندسة البناء الصينية مؤخرا، وهو مقدمة لافتتاح العاصمة الادارية الجديدة لمصر.
العاصمة الادارية الجديدة لمصر أكبر مشروع للمؤسسات الصينية في مصر
اوضح رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل خلال الحفل أن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، تضم 20 برجاً، ومشاريع بلدية، ومنها أعلى برج في إفريقيا، بارتفاع نحو 385 مترًا. مضيفا الى أن المشروع سيوفر الآلاف من فرص العمل لمصر، كما أن استكمال المشروع سيعطي تجربة حية مختلفة للمصريين.
يعتبر مشروع العاصمة الادارية الجديدة لمصر المشروع الرئيسي الاول الذي تنفذه الحكومة المصرية حاليا، تبلغ مساحته 700 كيلومتر مربع. من بينها، تقع منطقة الأعمال المركزية التي تبنيها شركة هندسة البناء الصينية كمقاول عام في قلب المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، بمساحة اجمالية 505 ألف متر مربع، بما في ذلك اعلى مبنى في افريقيا و12 مبنى تجاري مرتفع، و5 مباني سكنية شاهقة وفندقان راقيان، ما مجموعه 20 وحدة بناء شاهقة ومشاريع بلدية ضرورية، بمساحة البناء الاجمالية 1.7 مليون متر مربع، وقيمة العقد 3 مليارات دولار أمريكي، ومدة العقد 43 شهرا.
وعلقت صحيفة " الاخبار " المصرية عن المشروع بأنه أكبر مشروع تنفذه الشركات الصينية في السوق المصرية، وللمشروع اهمية كبيرة في تخفيف الضغوط المرورية على القاهرة، والتخفيف في الكثافة السكانية وتحسين تلوث الهواء وغيرها، ويمكن وصف المشروع بانه عظيم.
أكد مصطفى كمال مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن تنفيذ المرافق الإدارية الأخرى لعاصمة الإدارية الجديدة لمصر تجري بطريقة منظمة، وأن الوزارات الوطنية ذات الصلة تعتزم إعادة التوطين وفقا للخطة.
وقال أحمد زكي محمد حسن عابدين، وزير التنمية المحلية المصري السابق أن العاصمة الإدارية الجديدة ليست بحاجة لجمع موارد ومواهب مصرية خاصة، وانما بحاجة أكثر الى مزيد من التعاون الدولي الفعال، والاستفادة من خبرة الصين الغنية في انشاء مناطق جديدة ومشاريع كبرى، وسيساعد على انهاء المشروع في الموقع المحدد.
تنفيذ شامل لمفهوم "التشاور المشترك والبناء المشترك والمنفعة المشتركة"
أكد تشنغ شوي شوان نائب المدير العام لشركة هندسة البناء الصينية أن تنفيذ مفهوم "التشاور المشترك والبناء المشترك والمنفعة المشترك" ساعد بشكل كبير على أن سير مشروع انشاء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر بطريقة منظمة منذ توقيع العقد.
وأوضح تشنغ شوي شوان أن الجانب المصري خطط على ان العاصمة الإدارية الجديدة تولي وظيفة إدارية وحيدة لتحمل الإدارات الحكومية المنتقلة من وسط القاهرة دون وظيفة اقتصادية. وخلال تقييم المشروع، وجدت شركة هندسة البناء الصينية وغيرها من الشركات البناء الصينية الأخرى صعوبة الفصل التام بين الوظائف الإدارية والتجارية، لذلك، اقترح الجانب الصيني على مسؤولين مصريين بناء مرافق تجارية داعمة، وحصلت على اعتماد أخيرا. ووفقا للخطة المنقحة، اعادت شركة هندسة البناء الصينية تصميم بناء مرافق المكاتب الحكومية كمنطقة تجارية مركزية.
ينعكس "البناء المشترك" في التمويل المشترك بين الصين ومصر، ومشاركة الموظفين، وتعاون الحكومة المحلية مع الاطراف الثلاثة بشكل وثيق.وقال تشنغ شوي شوان أن تكاليف المشروع والفائدة والمخاطر وغيرها تشترك في تحملها الصين ومصر، وتتماشى جميع العمليات مع المعايير الدولية.
واتفق الجانبان على أن 90 ٪ من مهندسين وعمال المشروع محليين، مما سيلعب دورا هاما في التوظيف المحلي. وقال عبده مهندس بشركة هندسة البناء الصينية، أن الشركة تدفع للمهندسين المصريين أجور عالية بمقارنة مع شركته السابقة، وتهتم الشركات الصينية بمصالح الموظفين والضمان الاجتماعي واحترام التقاليد الدينية المحلية، والتعاون بشكل جيد مع زملائه الصينين. مضيفا، تختار الشركة الصينية خبراء تقنيين صينين ذوي خبرة البناء في الخارج من اجل تعزيز المهارات المهنية للمهندسين المصريين، ويصل عدد فريق عمل الى 10 مهندسين من الجانبين. وقد اكتسب خبرة كبيرة وأموال وافرة خلال نصف عام من العمل. وقال مهندس صيني كان يعمل في الجزائر وأماكن أخرى إنه يمكن لمهندسي الجانبين اكمال بعضهما البعض خلال تبادل الأعمال بفضل مستوى اللغة الإنجليزية الممتاز للمهندسين المصريين وحبهم للدراسة.
كما لا يمكن فصل سير المشروع بسلاسة عن التعاون الوثيق مع الحكومة المصرية. وأشار وائل موسى المستشار الفني بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الى أن بناء البنية التحتية الداعمة للنقل والاتصالات في العاصمة الإدارية الجديدة تجري بطريقة منظمة، مضيفا، اعترفت الحكومة المصرية بأهمية النقل بالسكك الحديدة في مدينة جديدة بعد تجربة بناء مدينة 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة وغيرها من المدن الجديدة الأخرى، وتشير التقديرات الى أنه بحلول عام 2020، تمر سكك حديدية بين المدن في العاصمة الإدارية الجديدة، وخط مترو الانفاق وسط المدينة، وسيتم الانتهاء من تمديد السكك الحديدية الخفيفة، جنبا الى جنب مع اتساع الطريق السريع الذي يتم الانتهاء من انشائه خلال نفس الفترة، ضمان التدفق السلس لحركة المرور في العاصمة الإداري الجديدة. وليس ذلك فحسب، سيتم بناء "مدينة ذكية" في العاصمة الإدارية الجديدة، وستصبح الألياف البصرية الجديدة بمثابة دهم هام للبنية التحتية للمعلومات.
تنعكس "المنفعة المشتركة" بشكل رئيسي في الفوائد بعد اكتمال المشروع. ووفقا لاتفاق بين الصين ومصر، سيستمر المستثمرون الصينيون والمصريون في تقاسم نسبة الدخل بعد الانتهاء من منطقة الاعمال المركزية. وقال سونغ آي قوه السفير الصيني لدى مصر، أن الشركات الصينية بنت مباني تاريخية في قلب العاصمة الادارية الجديدة لمصر، اهميتها اعلى من المستوى الاقتصادي، لن تكون معيارا هاما للتعاون في القدرة الإنتاجية بين الصين ومصر فحسب، وإنما علامة مهمة في " الحزام والطريق"، كما ترمز الى الصداقة الطويلة بين الصين ومصر، الصين وافريقيا. وعلق مصطفى كمال مدبولي قائلا:" انجاز المشروع سيخلق بيئة استثمارية جيدة للعاصمة الإدارية الجديدة، وتمكين التنمية الاقتصادية في المناطق المجاورة، وتعزيز خطة الإنعاش الوطني الذي اقترحها السيسي.
إطلاق مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لم يجذب اهتمام الاعلام المصري المحلي فحسب، وإنما شهد مناقشات ساخنة في وسائل الاعلام في الشرق الأوسط. ونشرت صحيفة " باب العرب" على موقعها الالكتروني تعليقا ذكرت فيه ان بناء الشركات الصينية عاصمة مصر الجديدة يسلط الضوء على وتيرة جديدة من تدويل الشركات الصينية، ويشير الى أن ما حققه التعاون الودي بين الصين ومصر من إنجازات جديدة.