غزة 22 يناير 2018 / أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (الاثنين)، حملة تبرعات عالمية لدعم موازنتها لسد ما تواجه من عجز مالي وتحديات على أثر تقليص الدعم الأمريكي المقدم لها.
وقال مفوض عام أونروا بيير كرينبول في مؤتمر صحفي عقده في احدى مدارس الوكالة في مدينة غزة، إن إطلاق الحملة "يأتي بسبب التقليص الدراماتيكي الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في الدعم المقدم لأونروا".
وأضاف كرينبول "نواجه أزمة غير مسبوقة والقرار الأمريكي مفاجئ وضار لكننا مصممون على مواصلة الاتصال مع جميع المانحين والمؤسسات بما يشمل الفلسطينيون في الخارج للانضمام إلى أونروا والتبرع ماديا لها".
وحذر كرينبول من أن أونروا "تواجه لحظات حرجة للغاية ومن أجل ذلك تطلق هذه الحملة للتبرعات لأن الوكالة تقف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين وستواصل ذلك".
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا عن حجب مبلغ 65 مليون دولار أمريكي من إجمالي منحة بقيمة 125 مليون دولار كانت مقررة لأونروا، كما علقت واشنطن لاحقا مساعداتها الغذائية بقيمة 45 مليون دولار تعهدت الشهر الماضي بتقديمها لأونروا.
وجاء ذلك بعد أن هددت الإدارة الأمريكية بتقليص الدعم المالي المقدم للفلسطينيين حتى يوافقوا على العودة إلى طاولة مفاوضات السلام مع إسرائيل والمتوقفة منذ أربعة أعوام.
وأشار كرينبول إلى أنه بعد التقليص الأمريكي لدعم أونروا خاطبت الوكالة المانحين لتسريع تقديم مساعداتهم وهذا أمر سيساعدها مرحليا، كما أنها تعمل على توسيع دائرة الداعمين لها والبحث عن بدائل جديدة.
وأكد وجوب استمرار خدمات أونروا في مناطق عملياتها الخمسة (الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن) حتى يتم إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وخاطب مفوض أونروا اللاجئين الفلسطينيين بالقول "إن أونروا تقف إلى جانبكم كشهادة لقضيتكم الحية وتقف إلى جانب حقوقكم وكرامتكم وستبذل كل جهد من أجلكم".
وأضاف "نؤكد لكل اللاجئين الفلسطينيين أن مدارس أونروا وعياداتها الصحية ستبقي مفتوحة والخدمات ستستمر وهذا تحدي كبير لنا لكنه قضية ملحة ويجب استمرارها".
وقال إن "اللاجئين الفلسطينيين عانوا لمدة 70 عامًا من غياب حقوقهم بسبب غياب الحل السياسي"، مضيفًا أن "كل إنسان على وجه الأرض يجب أن يتم التعامل معه باحترام وكرامة، وهذا يشمل اللاجئين الفلسطينيين أيضًا".
وخلال المؤتمر قدم الطالب كريم أبو كويك رئيس البرلمان الطلابي المركزي لمدارس أونروا كلمة باسم 530 ألف طالب وطالبة في مدارس الوكالة دعا فيها إلى دعم عالمي للمنظمة الدولية.
وقال أبو كويك "تعليمنا في خطر ونحن طلاب طموحون وأصحاب إرادة ونريد من العالم أن يساندنا أن نصبح مواطنين في العالم ونحقق طموحاتنا وآمالنا ".
وأضاف أن "حملة الكرامة لا تقدر بثمن وهي حملتنا وندعو لأوسع دعم دولي لها لحماية حق التعليم للأطفال اللاجئين الفلسطينيين لأن التعليم هو مستقبلهم ".
وتعاني أونروا أصلا من مصاعب مالية حادة منذ عدة أعوام، واشتكت نهاية العام الماضي من عجز بموازنتها العامة بمبلغ 49 مليون دولار أمريكي كما يؤثر على مستوي خدماتها.