16 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ من هن أجمل النساء في تاريخ الصين؟ هناك إجابة متوافق عليها بين جميع الصينيين، وهن "الحسناوات الأربع" المشهورات: سيشي(西施)، دياو تشان(貂蝉)، وانغ تشاو جين(王昭君)، ويانغ يوي هوان(杨玉环). وقد تحدثت عنهن الأساطير الصينية، وروي عن جمالهن ققصا شهيرة: مثل قصة "إغراق السمكة"، "إسقاط البجعة"، "إخجال القمر"، و"استحياء الزهور". عاشت أميرات الجمال الأربعة في فترات مختلفة، لكنهن تقاسمن نفس المصير.
1 سيشي: الأنوثة المذهبة للعقل
ولدت سيشي في فترة الربيع والخريف للممالك المتحاربة (2500 ق.م) بدولة يوي(越国). وقد كانت حسناء صارخة الجمال ومعذبة قلوب الرجال، وشغلت الكثير من روايات الأساطير الصينية. حيث تقول احدى الأساطير التي تحدثت عن جمالها، أن سمكة كانت تنط في النهر، وحينما وقع بصرها على سيشي التي كانت تغسل ثيابها على الحافة، أصابها الذهول وسقطت مغشيا عليها في قعر النهر. ولهذا يوصف جمالها بـ "الجمال الذي أغرق السمكة". لكن كما تحدثت العديد من كتب التاريخ والأساطير، أن المرأة تصبح أحيانا ضحية جمالها، خاصة اذاما ألقامصيرها بين رجال السياسة الماكرين. فقد كانت لسيشي مغامرة محفوفة بالمخاطر في غياهب السياسة، بسبب صراع دولة يوي مع دولة وو. إذبعدما خسرت دولة يوي حربها مع عدوتها يوي، أقسم ملك دولة يوي قوجيان(勾践) أن ينتقم من ملك دولة وو فوتشاي(夫差). ولأنه أحيانا ما تكون المرأة الجميلة طعما للرجل الذي لايحسن التحكم في غرائزه، أراد قوجيان الذي يعلم شدة تعلق ملك دولة وو بالنساء، أن يسقي عدوه "جرعة من السمّ في كوب من العسل"، فقرر أن يهديه سيشي. ورغم أن سيشي كانت تحب فانلي(范蠡) وزير دولة يوي، لكنها وافقت على تنفيذ المهمة.
لم يكن مصير ملك دولة وو أفضل من مصير السمكة، فقد غرق هو أيضا في بحر حب سيشي، وهام بها هياما شديدا، وانصرف عن ادارة شؤون الحكم والرعية، حتى فسدت دولته وضعفت وفتك بها الأعداء. وعرفانا بتضحيات سيشي، بنت لها مملكة يوي قصرا يخلد إسمها، وأسمته "قصر سيشي".
2- وانغ تشاو جين: جمال "أسقط بجعة من السماء" وخدم السلام
وانغ تشاو جين، عاشت في أسرة هان، ولدت في عائلة بسيطة من عامة الشعب، لكن جمالها أدخلها قصر الإمبراطور، وهذا دليل آخر على أنه بين السياسة والنساء الجميلات، لغزا لا نستطيع تفسيره إلى الآن. لكن على العموم، كان حظ وانغ تشاو جين أفضل بكثير من حظ سيشي في مغامرتها السياسية. فحينما جاء زعيم قبيلة شيونغ نو(匈奴) إلى العاصمة تشانغ آن في عام 33 ق م وأبدى رغبته في مصاهرة الصين. أعربت وانغ تشاو جين للإمبراطور عن رغبتها في الزواج من زعيم القبيلة الزائر. لكن في طريقها الى تشيونغ نو، شعرت وانغ تشاو جين بحزن شديد لفراقها موطنها، فبدأت تغني أغنية وداع حزينة وتعزف على العود الصيني. وحينما سمعتها بجعة طائرة ونظرت إليها، نسيت أن تحرك جناحيها حتى سقطت من السماء. وهذا هو مصدر قصة "إسقاط البجعة". بعد أن استقرت وانغ تشاو جين في أرض شيونغ نو، حرصت دائما على إقناع زعيم القبيلة بعدم شن الحروب على الصين، كما نقلت العديد من مظاهر الثقافة الصينية إلى البدو. فاستقرت العلاقة بين الصين وقبيلة شيونغ نو، ولم تندلع بينهما أي حرب على امتداد 60 سنة.
3- دياو تشان: جمال إستحى منه القمر، لكنه جمال شجاع
دياو تشان، هي ربيبة وزير أسرة هان الشرقية وانغ يون(王允). يُحكى أنه في احدى الليالي المقمرة، خرجت دياو تشان للتفسح في الحديقة، ثم وقفت تنظر إلى القمر. فلما رآها القمر بطلعة أجمل منه، شعر بالخجل واختبأ وراء السحاب. لكن لسائل أن يسأل، ماذا فعل هذ الجمال الذي أخجل القمر في قلوب البشر؟ خاصة حينما يقع في حباله الرجال الطامحون إلى السلطة؟
في نهاية أسرة هان الغربية، وقعت الدولة تحت سيطرة الوزير الخائن دونغ تشو (董卓). وللتخلّص منه وإنقاذ البلاد، قام وانغ يون بتدبير مكيدة لعبت فيها دياو تشان دور البطولة. حيث أخذ دياو تشاو إلى الجنرال ليه بو(吕布)، وفي ذات الوقت أعلن على الملأ عن تزويجها للوزير دونغ تشو، مثيرا بذلك فتنة بين الجنرال ليه بو والوزير دونغ تشو، في الأثناء حرّض وانغ يون الجنرال ليه بو على قتل الوزير دونغ تشو، وفي النهاية كان له ما أراد.
4- يانغ يوي هوان: الجمال الفاتن سيف ذو حدّين، يوما جانٍ ويوما ضحية
يانغ يوي هوان محظية الإمبراطور شوان زونغ لأسرة تهانغ. وتقول الأسطورة عنها، بأنها حينما كانت تتأمل الزهور، إستحت من جمالها زهرة وطأطأت لها رأسها. وقد عرفت يانغ يوي هوان بإتقانها الرقص والعزف، فشُغف بحبها الإمبراطور الذي كان محبا للموسيقى، حتى إنغمس في اللهو وترك شؤون السياسة والحكم. وفي عام 755 م عصفت بالإمبراطورية إضطرابات عارمة، فأخذ الإمبراطور يانغ يوي هوا وترك القصر إلى ملجأه. فرأى الجنود بأن يانغ يوي هوان قد أغوت الإمبراطور وأفقدته رشده، وطلبوا منه أن يقتلها. وبعد تردد طويل أمر الإمبراطور بقتل محظيته، ليتفرغ مجددا لشؤون الحكم وإعادة الإستقرار للدولة.
فما رأيكم أصدقائنا القراء: هل صحيح أن بعض النساء يصبحن ضحية لجمالهن؟ وهل تعرفون قصصا مشابهة؟