بيروت 17 يناير 2018 / حذر رئيس لجنة الحوار اللبناني/الفلسطيني الرسمية حسن منيمنة يوم الاربعاء من أن قرار الولايات المتحدة تجميد مبلغ 65 مليون دولار من قيمة مساعداتها لوكالة "الاونروا" سيقود إلى انفجار الأوضاع في المخيمات الفلسطينية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أمس (الثلاثاء) عن تقليص تمويل الوكالة الأممية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وأنها ستقدم 60 مليون دولار للوكالة من أصل 125 مليونا وتجمد 65 مليون دولار أخرى.
ودعا منيمنة في تصريح بعد اجتماعه مع مدير "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني الولايات المتحدة إلى العودة عن قرارها.
وقال إن للقرار "مضاعفات خطرة على أوضاع اللاجئين الانسانية وعلى الأمن والسلام في الدول المضيفة ولاسيما لبنان وسوريا ومجمل دول المنطقة والعالم".
واعتبر إن قرار الإدارة الاميركية تسديد مبلغ 60 مليون دولار فقط من قيمة مساهمتها "سيقود إلى انفجار الأوضاع في المخيمات جراء توقف التقديمات التعليمية والصحية لأبناء للاجئين في كل من لبنان والاردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة".
وقال إن "اتخاذ هذا القرار في هذا الوقت بالذات من شأنه شحن مناخات المنطقة بالمزيد من عناصر التفجير".
وأضاف أن "تجريد الوكالة الدولية من مهام العمل الانساني التي تتولاها وجذبها إلى ميدان الصراع السياسي وربط مصيرها بعملية الضغط المتصاعدة التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي على منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية".
واعتبر ان القرار "يعبر عن الانحياز الاميركي الكامل للقراءة والاقتراحات الاسرائيلية التي تعمل منذ فترة لتصفية أعمال وكالة الاونروا وإلحاق اللاجئين الفلسطينيين بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين".
ورأى إن "اشتراط الإدارة الاميركية صرف المبلغ المسدد من جانبها في الأردن والضفة والقطاع فقط وحرمان اللاجئين في كل من لبنان وسوريا منه هو مؤشر خطير للاستخفاف باستقرار لبنان وأمنه ومصير اللاجئين فيه من مدخل التضييق عليهم وعلى الحكومة اللبنانية".
وأكد على "موقف لبنان الثابت في دعم استمرار عمل الوكالة وشموله ميادين عملها كافة في لبنان خصوصا وأنه لا يستطيع تحمل أي أعباء إضافية".
وأشار إلى "أن القرار الأميركي ينعكس على تقديمات الوكالة التعليمية والصحية والحياتية ومساعداتها الغذائية للفئات الأكثر فقرا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية".
أضاف إن "إلقاء هذا العبء على لبنان الذي يعاني توترات سياسية وأوضاع اقتصادية متردية سيقود إلى تعزيز مناخات التطرف الأمر الذي ينعكس على الدول المضيفة وقد يتوسع نحو سواها".
وحض منيمنة الدول العربية والصديقة والمنظمات الدولية والأممية على "ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية المكثفة على الإدارة الاميركية للعودة عن قرارها".
وشدد منيمنة على أن "الاونروا ليست مسؤولة عن تسوية قضية اللاجئين من قريب أو من بعيد وأن مهامها محصورة في تقديم الخدمات وأن فشل الحل السياسي يقف خلفه اليوم من يحملها هذه المسؤولية".
يذكر أن وكالة الأونروا تقدم خدماتها التربوية والصحية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين لأكثر من 5.9 ملايين لاجيء فلسطيني مسجل لديها ولديها 711 مدرسة تضم 525 ألف تلميذ و143عيادة توفر الرعاية الصحية الأساسية وتقدم خدمات.