سول 5 يناير 2018 / وافقت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على عرض من كوريا الجنوبية إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الحكومتين تهدف إلى تحسين العلاقات بين الكوريتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الوحدة بيك تيه هيون، في مؤتمر صحفي إن بيونغ يانغ أرسلت رسالة إلى سول في حوالي الساعة 10:16 صباحا بالتوقيت المحلي 0116(بتوقيت غرينتش) عبر قناة الاتصال في قرية الهدنة بانمونجوم.
وأوضح أن بيونغ يانغ أكدت في الرسالة قبولها مقترح سول إجراء حوار رفيع المستوى يوم 9 يناير الحالي في قصر السلام بقرية الهدنة بانمونجوم المشددة الحراسة على الحدود البرية بين الكوريتين.
وأضاف أن الرسالة أرسلت باسم ري سون - كون، رئيس لجنة إعادة التوحيد السلمي لأرض الأجداد ، في كوريا الديمقراطية إلى وزير الوحدة الكوري الجنوبي، جو ميونغ- كيون.
وإذا جرى الحوار بحسب الاتفاق ، فسيكون أول حوار بين الكوريتين منذ تولي الرئيس مون جاي-إن منصبه في مايو العام الماضي. وانقطع الاتصال بين الحكومتين منذ أخر اتصال بينهما في ديسمبر عام 2015 بين مسؤولين على مستوى نائب وزير.
وأوضح المتحدث بيك أن أجندة الحوار ستتضمن مواضيع مثل تحسين العلاقات بين الكوريتين، وإرسال كوريا الديمقراطية وفدها للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية.
وأشار المتحدث إلى أن تشكيلة الوفود ومن سيمثلها في المحادثات الرفيعة المستوى، ستتم مناقشتها بتبادل الرسائل عبر الخط الساخن في بانمونجوم.
يذكر أن خط الاتصال الساخن في بانمونجوم هو خط حوار مباشر بين الجانبين، وقد أعيد فتحه في مطلع هذا الأسبوع لأول مرة بعد حوالي سنتين، وذلك بفضل إشارات متزايدة لبعض التطورات في العلاقات بين الكوريتين.
وكان زعيم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، كيم جونغ أون، قد قال في كلمته بمناسبة العام الجديد، إن بلاده ترغب في الحوار مع سول حول إمكانية المشاركة في الأولمبياد الشتوي 2018 في بيونغتشانغ.
وفي اليوم التالي، اقترحت سول على بيونغ يانغ إجراء حوار رفيع المستوى لبحث قضايا ذات اهتمام مشترك. واليوم (الجمعة) وافقت بيونغ يانغ على مقترح الحوار.
وليلة الخميس، اتفق الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على عدم إجراء مناوراتهما العسكرية السنوية لفصل الربيع، خلال فترة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 المقبلة في مدينة بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية.
وأدانت بيونغ يانغ المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والمعروفة باسم رمزي هو العزم الأساسي والنسر الفتي، حيث تراها بيونغ يانغ على أنها تمارين لغزو كوريا الديمقراطية.
في الوقت نفسه، قال مسؤول رفيع بالقصر الرئاسي الأزرق لكوريا الجنوبية للصحفيين المحليين إن القضايا الأخرى بين الجانبين، بما في ذلك إعادة لم شمل الأسر المشتتة والقضايا العسكرية، قد تناقش بعد الانتهاء من بحث مشاركة كوريا الديمقراطية في الأولمبياد الشتوي.
ونقل عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته قوله إن المناقشات بشأن تحسين العلاقات بين الكوريتين قد تأتي بعد الانتهاء من مناقشة مشاركة كوريا الديمقراطية في الألعاب الشتوية، بيد أن المسؤول أشار إلى أنه من المبكر جدا التكهن كيف ستسير المناقشات.
واقترح مون العام الماضي على بيونغ يانغ إجراء محادثات إنسانية حول لم شمل الأسر المشتتة عبر الجانبين وكذلك حوار بين السلطات العسكرية لتخفيف التوترات.
ويحظر على مواطني الجانبين الزيارة والاتصال ببعضهم البعض منذ الحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت بهدنة دون اتفاق سلام ، ما يعني أن شبه الجزيرة الكورية تبقى فنيا في حالة حرب.