تقرير سنوي: وادي السيلكون يواكب الاتجاهات مع انتشار الذكاء الاصطناعي في 2017

سان فرانسيسكو 31 ديسمبر 2017 / أصبح الذكاء الاصطناعي الكلمة الطنانة للعام 2017 بعد إقبال شركات التكنولوجيا، من الشركات الناشئة الواعدة إلى الشركات الكبرى مثل غوغل وفيس بوك، على هذه التقنية التي غيرت حياة الناس والعالم.

وتفوقت تقنية الذكاء الاصطناعي، التي شهدت تطورا سريعا في العقد الماضي، على الذكاء البشري في بعض المجالات لتنمو إلى " ذكاء اصطناعي خارق يفوق قدرة البشر".

وهزت القدرة المذهلة للذكاء الاصطناعي العالم بأكمله في العام الماضي عندما هزم برنامج "الفاغو"، الذي طورته شركة ((غوغل))، لي سيدول، اللاعب الأفضل في كوريا الجنوبية وبطل العالم 18 مرة في لعبة "الغو" بناء على قاعدة بيانات ضخمة وخوارزميات قوية.

لكن الإصدار الأخير "الفاغو زيرو"، الذي يطور نفسه بنفسه وتعلم كيف يلعب "الغو" بدون خلفية بشرية، ظهر أكثر قوة في الموهبة عندما هزم اللاعب الصيني المصنف الأول على العالم كه جيه بنتيجة 3-صفر وفريق آخر مكون من 5 أبطال في تحد جديد في لعبة "الغو" في مايو عام 2017.

وبالمثل، هزم برنامج "ليبراتوس" للذكاء الاصطناعي ، الذي صممته جامعة كارنيغي ميلون، أمهر لاعبي البوكر في العالم في بداية عام 2017 بواسطة التعلم عبر اللعب الذاتي دون الاستناد إلى بيانات بشرية للعبة.

وقال البروفيسور ديفيد سيلفا من فريق "ديب مايند" الذي اخترع "الفاغو زيرو" إن " فكرة الفاغو هي ... اكتشاف حقا ما يعني أن يفعل العلم-- من أجل برنامج قادر على تعليم نفسه ما هي المعرفة".

وقد أثبت الأداء الساحق لبرامج الذكاء الاصطناعي أن أفضل ذكاء اصطناعي هو أفضل من الذكاء البشري، ما يشير إلى أن معقل الذكاء الإنساني بدأ يستبدل بالذكاء الاصطناعي.

وكان وادي السيلكون، موطن العديد من أكبر شركات التكنولوجيا الفائقة في العالم والآلاف من الشركات المبتدئة، الأوفر حظا للابتكارات التكنولوجيا بما في ذلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وتستثمر شركات التكنولوجيا الموجودة في وادي السيلكون بكثافة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تعيد تحديد مستقبل كل صناعة.

وأنفقت غوغل أكثر من 500 مليون دولار أمريكي في 2016 للاستحواذ على "ديب مايند" ومقرها لندن، مبتكرة الفاغو التي تركز على تعليم الآلة.

كما أعلنت عن إقامة مركز أبحاث جديد للذكاء الاصطناعي في بكين، هو الأول من نوعه في آسيا.

وفي الوطن الأم، تستخدم غوغل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لكشف وحذف المحتويات والتعليقات المحرضة على الكراهية من على صفحات يوتيوب، أكبر موقع الكتروني في العالم لتشارك الفيديوهات.

كما تستخدم فيس بوك، العملاق الآخر في التكنولوجيا، تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تصفية وإزالة صور استغلال الأطفال من منصتها.

حتى أن الشركات الناشئة الحديثة حاضرة أيضا في الموجة الجديدة من الابتكار التكنولوجي.

وقالت شركة ((إيكوبوت إل إل سي)) من فرانسيسكو والتي أطلقت أول صندوق للمؤشرات المتداولة للذكاء الاصطناعي في بورصة نيويورك في أكتوبر، إن منتجها يستطيع أن يحاكي عمل محللي بحوث الأسهم ويعمل على مدار الساعة بعملية " مؤتمتة كليا تقريبا".

وقال المدير التنفيذي لـ((ايكوبوت)) تشيدا خاتوا لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة، " إننا ندرب نماذج الذكاء الاصطناعي لدينا لترى كيف ستستجيب السوق وكيف ستنظر نماذج الذكاء الاصطناعي إلى ذلك وترى كيف ستتصرف"، شارحا الطريقة التي تتخذ بها نماذج الذكاء الاصطناعي لقراراتها.

وتقوم شركة ((ايمبوديد انتليجينس))، وهي شركة مبتدئة أخرى، بتطوير خوارزميات تتيح للروبوتات تعلم المهام نفسها بنفسها.

وتنوي الشركة المدعومة بـ7 ملايين دولار كتمويل من شركة ((امبليفاي بارتنرز)) ومستثمرين آخرين، جلب مستوى جديد من الأتمتة الروبوتية إلى المستودعات والمصانع العالمية وربما المنازل أيضا.

وبالإضافة إلى المجال الصناعي تتمتع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتأثير بعيد المدى على حياة الإنسان وأنشطته اليومية.

وزُود الجيل الجديد من أجهزة أيفون أكس لشركة ((أبل)) بتكنولوجيا التعرف على الوجه القائمة على الذكاء الاصطناعي لفتح النظام وضمان سلامة الأجهزة.

وفي الشهر الماضي، قالت فيس بوك إنها طبقت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمسح مشاركات المستخدمين الذين يظهرون علامات على وجود أفكار انتحارية.

وقال المدير التنفيذي لفيس بوك مارك زوكيربرغ إنه يأمل في أن تذكر الأداة الناس بأن الذكاء الاصطناعي " يساعد على إنقاذ الأرواح اليوم".

كما يتقدم الذكاء الاصطناعي سريعا في مختلف القطاعات على نطاق غير مسبوق.

وأصبحت التقنية الثورية، التي تتمتع بآفاق واعدة، أكثر انتشارا ووجودا في الحياة اليومية. ويتوقع لها أن تطرق كل مجال من حياة الإنسان وتواصل تأثيرها في 2018.