لقى ثمانية أشخاص على الأقل مصرعهم مع استمرار الاحتجاجات في مدن إيرانية كبرى خلال الأيام الماضية ضد السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة بما فيها ارتفاع في الأسعار يلوح في الأفق.
فقد أفاد الإعلام المحلي يوم الأحد بأن سبعة مدنيين على الأقل وأحد أفراد شرطة الأمن لقوا مصرعهم جراء الاضطرابات التي تشهدها إيران حاليا.
وذكر سعيد شاهروخي نائب حاكم محافظة همدان لقناة(إيرين) التليفزيونية الحكومية الإيرانية أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة توسيركان الواقعة في إحدى المقاطعات غربي إيران.
وأفادت وكالة ((تسنيم)) للأنباء بأن شرطي أمن لقى مصرعه على أيدى عناصر الشغب في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان بوسط إيران فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح.
وأكد ما شاء الله نعمتي حاكم مدينة دورود في محافظة لرستان مقتل أربعة أشخاص في الاضطرابات التي شهدتها المدينة مؤخرا، مضيفا أن بعض المباني الحكومية والمصارف ودور العبادة قد لحقت بها تلفيات أو اشتعلت فيها النيران جراء أعمال العنف التي وقعت خلال الأيام الماضية.
قال إن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا أيضا بجروح جراء هذه الاضطرابات، لافتا إلى أن الشرطة لم تطلق النار على الناس ولكن شخصا يرتدي ملابس مدنية أطلق النار على قوات الشرطة ومراكز الشرطة وأصاب آخرين.
فقد اندلعت احتجاجات في مدن إيرانية كبرى يوم الخميس أو الجمعة احتجاجا على تحرك حكومي محتمل لرفع أسعار بعض السلع الأساسية بما فيها الوقود والخبز.
وفي العاصمة طهران ومدينتي مشهد وقم المقدستين وكذا مدينتي أصفهان وقزوين، نزل الناس إلى الشوارع احتجاجا على سوء إدارة الاقتصاد من قبل إدارة الرئيس حسن روحاني.
وذكر المسؤولون بالمحافظات أن هذه التجمعات غير قانونية، داعين الشرطة إلى "التعامل معها".
وفي كرمانشاه عاصمة محافظة كرمانشاه غربي إيران، اشتبك المتظاهرون مع الشرطة. وتظهر أشرطة الفيديو التي بثت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الشرطة وهي تحاول تفريق الحشود باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وقد حجبت الحكومة الإيرانية تطبيق الرسائل الشهير "تلجرام" الذي استخدمه المتظاهرون للتنسيق والتنظيم. كما تم خفض سرعة الإنترنت بشكل كبير وتعذر الدخول على المواقع التي تتواجد خوادمها خارج البلاد.
وانتقد روحاني يوم الأحد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعاطفه مع المحتجين الإيرانيين المناهضين للحكومة.
وقال روحاني إن "هذا الرجل (ترامب) الذي يحاول اليوم التعاطف مع شعبنا، نسى أنه وصف قبل أشهر قليلة الأمة الإيرانية بالإرهابية". واتهم معظم المسؤولين الإيرانيين وكالات مخابرات أجنبية بإثارة هذه الاحتجاجات.
وتشكل معدلات التضخم والبطالة التحدي الرئيسي أمام الإصلاحات الاقتصادية التي يجريها روحاني فوفقا لمركز الإحصاءات الإيراني، بلغ معدل البطالة 12.4 في المائة خلال العام المالي الحالي في إيران.
جدير بالذكر أن روحاني فاز في أغسطس الماضي بفترة ولاية ثانية في منصبه من خلال وعده بحل القضايا الاقتصادية الرئيسية بما فيها البطالة التي ألقى بالأئمة فيها على العقوبات الغربية القائمة منذ عقود.
وفي يوم الأربعاء، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الحكومة إلى معالجة المشكلات الاقتصادية للبلاد بكل جد.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية يوم الاثنين أن موسكو تأمل في ألا تتطور الاحتجاجات الجماهيرية الجارية حاليا في إيران إلى أعمال عنف شديدة. كما أكدت أن أي تدخل خارجي في الوضع غير مقبول.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الوزارة قوله "إنه شأن داخلي لإيران. ونأمل في ألا يتطور الوضع في ظل سيناريو العنف وإراقة الدماء".
وأكد المتحدث أن التدخل الخارجي الذي يزعزع استقرار الوضع غير مقبول.