مانيلا 14 نوفمبر 2017 / على الرغم من تصاعد المشاعر المناوئة للعولمة والحمائية التجارية في جميع أنحاء العالم، انحازت الصين إلى تحقيق تكامل اقتصادي أعمق وأكبر في شرق آسيا.
وحث رئيس مجلس الدولة الصين لي كه تشيانغ في كلمة ألقاها أمام الاجتماع الـ20 لقادة الآسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية (10+3) على دفع بناء مجموعة شرق آسيا الاقتصادية لتعزيز التكامل الإقليمي والتنمية المشتركة.
-- إقامة مجموعة اقتصادية في شرق آسيا
وقال لي إن آلية تعاون (10+3) تتحسن وتتوسع منذ تأسيسها قبل 20 عاما. وتعد اليوم واحدة من أكثر الآليات المتطورة والمثمرة في آسيا، وتسهم في خدمة السلام والاستقرار والتنمية والرخاء في شرق آسيا.
وأضاف رئيس مجلس الدولة إن الصين تأمل في أن يتمكن القادة من بناء توافق في الاجتماع ، وإظهار دعمهم القوي للتكامل الإقليمي، وبناء المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا، لتحقيق اقتصاد عالمي مفتوح.
وأشار إلى أن منطقة شرق آسيا، التي اجتازت أزمتين ماليتين، تعد الآن أكثر المناطق الواعدة وديناميكية في العالم من حيث التنمية. وقد أسهمت في العام الماضي بنسبة 44 بالمئة من النمو الاقتصادي العالمي.
واعتبر لي إقامة المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا هدفا إستراتيجيا لآلية تعاون (10+3) ويتفق مع المصالح الجوهرية طويلة الأمد للشعوب في هذه المنطقة.
وفي ضوء التصاعد في المشاعر المناوئة للعولمة، قال لي إن الوقت قد حان لبناء مجموعة اقتصادية في شرق آسيا لجعل المنطقة محركا هاما للانتعاش الاقتصادي العالمي.
وأكد رئيس مجلس الدولة أن مجموعة شرق آسيا الاقتصادية المتصورة يجب أن تبني في إطار مبدئين، إذ يجب أن تكون الآسيان في وضع محوري، ويتم اتباع " مسار الآسيان"، الذي يجسد التوافق من خلال التشاور والانفتاح والشمول، واستيعاب مستوى راحة كل طرف.
وقال لي أن آلية تعاون (10+3)هى القناة الرئيسية لتعزيز المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا.
وأضاف أن المجموعة يجب أن تقام على أساس آلية تعاون الآسيان مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية على الترتيب، وتكمل الأطر الإقليمية الفرعية الأخرى مثل آلية تعاون لانكانغ - ميكونغ ومنطقة النمو شرق الآسيان ( بيمب-اياجا).
--مقترح من 6 نقاط
ولبناء المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا، دعا لي إلى تعزيز التعاون في 6 مجالات : التجارة والاستثمار والقدرة الإنتاجية والبنية التحتية والمالية والتنمية المستدامة والتبادلات الشعبية.
وقال "يتعين علينا تحرير وتسهيل التجارة وصولا في النهاية إلى التحقيق التدريجي لهدف سوق موحدة"، داعيا إلى توسيع نطاق الانفتاح.
واقترح لي إقامة آلية تعاونية بشأن التخليص الجمركي في شرق آسيا لتعزيز التجارة الإلكترونية عبر الحدود.
وبالإضافة إلى الصناعات التقليدية مثل المنسوجات والأجهزة المنزلية ومواد البناء والمعادن، دعا لي إلى تعزيز التعاون الاستثماري في الصناعات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الذكي والاقتصاد الأخصر والاقتصاد التشاركي.
كما اقترح رئيس مجلس الدولة بناء تحالف (10+3) للخدمات بشكل مشترك من أجل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال لي إن "الصين تقف مستعدة لمواءمة مبادرة الحزام والطريق مع الخطة الرئيسية بشأن ترابط الآسيان 2025 وبحث وضع خطة رئيسية بشأن ترابط شرق آسيا".
واقترح إقامة نظام تعاون مالي إقليمي بشكل مشترك للحفاظ على الاستقرار المالي للمنطقة.
وقال إنه ينبغي أن تتقاسم جميع الدول ثمار المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا، مع مراعاة شواغل الدول الأقل نموا والمجموعات المحرومة.
وأكد أن الصين مستعدة لتقاسم خبراتها في خفض الفقر مع الدول الأخرى.
وعلاوة على ذلك، دعا لي إلى توسيع التبادلات الشعبية والثقافية لتعميق التفاهم المتبادل والصداقة وتعميق الاحساس بالمجتمع.
تشكيل منطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية
ودعا رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا إلى تسريع المفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وقال إن "الصين مستعدة للعمل مع الأطراف المعنية لتسريع وتيرة المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية والقيام بدور أكثر نشاطا في تعزيز المفاوضات حول الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة من أجل تحقيق الهدف طويل الأمد المتمثل فى إقامة منطقة تجارة حرة في منطقة آسيا والباسيفيك."
وانطلقت مفاوضات إتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في نوفمبر 2012. وعقدت الجولة الـ12 من المفاوضات في طوكيو في أبريل من العام الجاري.
وترأس اجتماع الثلاثاء الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرت بحضور عدد من القادة الإقليميين بينهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-آن.
وأكد القادة على أهمية آلية تعاون (10+3) في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة ورحبوا بمبادرات الصين بشأن تعزيز الآلية.
كما أعرب القادة عن استعدادهم لاغتنام الذكرى العشرين لإقامة آلية تعاون (10+3) كفرصة للتخطيط للمستقبل ودفع بناء المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا.
واتفقوا على نحو خاص على توسيع تعاونهم في البنية التحتية والتجارة والاستثمار والمالية والابتكار التكنولوجي والتبادلات الشعبية.
وصدر بيان حول التعاون في مجال الأمن العذائي من قبل القادة عقب الاجتماع باقتراح مشترك من الصين وتايلاند.
وكان رئيس مجلس الدولة قد وصل إلى الفلبين يوم الأحد في زيارة رسمية للبلاد ولحضور اجتماعات القادة بشأن التعاون فى شرق آسيا.
ok