تعليق: الصين والآسيان تقفان عند نقطة انطلاق جديدة من أجل بحر صين جنوبي ينعم بالسلام والرخاء

مانيلا 14 نوفمبر /تقف الصين ودول جنوب شرق آسيا الآن عند نقطة انطلاق جديدة للعمل معاً على بناء بحر من السلام والاستقرار والرخاء، بعد التقدم الكبير الذي أحرز في المشاورات حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، في الاجتماع الـ20 لقادة الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) هنا يوم الاثنين، إن الصين والآسيان ستبدآن المشاورات حول نص مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.

وكان قد تم اعتماد إطار مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي في أغسطس الماضي في اجتماع لوزراء خارجية الآسيان والصين.

ومن المعترف به على نطاق واسع أن الوضع في بحر الصين الجنوبي قد استقر بشكل كبير منذ العام الماضي ويمضى مرة أخرى على مسار إيجابي.

وتشمل التطورات الإيجابية إقامة خط ساخن بين وزارات الشؤون الخارجية للصين ودول الآسيان لإدارة حالات الطوارئ البحرية، وإجراء تدريبات على الإنقاذ البحري بين الصين والآسيان.

وقد تسنى تحقيق كل هذا التقدم بفضل الجهود المشتركة للصين ودول الآسيان، وهو ما يعكس قوة دفع إيجابية وتوافقاً على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.

وخلال الاجتماع الـ20 لقادة الآسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية (10+3)، ذكر لي أن الصين تتوقع العمل مع الآسيان على أساس المفاوضات الودية لتنفيذ إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي لدفع المشاورات حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.

وتعد المشاورات حول النص أهم جزء من العملية، حيث تنطوى على العديد من القضايا الحساسة والمعقدة.

وفي الوقت الذي تحافظ فيه الصين والآسيان على الثقة بشأن اعتماد مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي في نهاية المطاف، يتعين عليهما إظهار حكمة وشجاعة سياسيين في التعامل مع الصعوبات والتحديات المحتملة.

وقد أشارت الصين إلى الطريق نحو الخطوة التالية، إذ يتعين على الأطراف المعنية إتباع ثلاثة مبادئ خلال المشاورات المعنية بمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.

أولا، إتباع النهج ذي المسار المزدوج، حيث يتعين على البلدان المعنية بشكل مباشر حل النزاعات سلمياً عبر المفاوضات والمشاورات ودعم السلام والاستقرار في المنطقة بشكل مشترك.

ثانياً، مواصلة المشاورات المعنية بمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي والتعاون العملي البحري بشكل متزامن.

وثالثاً، عدم السماح بأي تدخل خارجي.

فتحسن الوضع في بحر الصين الجنوبي والتقدم في المشاورات المعنية بمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي يبرهن على أن الصين والآسيان قادرتان على التوصل إلى توافق حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، التي من شأنها إدارة النزاعات في المستقبل والحفاظ في الوقت نفسه على السلام والأمن في المنطقة.

فلا يمكن تحقيق تنمية المنطقة وازدهارها في المستقبل دون وجود بحر صين جنوبي ينعم بالسلام والاستقرار. وإذا ما تدهور الوضع، ستكون بلدان المنطقة هي الأكثر معاناة. ويتعين على الصين والآسيان أن تقوما متحدتين برفض محاولات بعض القوى الخارجية التدخل.

إن التحسن التي تحقق بشق الأنفس في بحر الصين الجنوبي لابد من الحرص عليه ومواصلته. ويتعين على الأطراف المعنية تهيئة مناخ إيجابي لتسهيل المشاورات المعنية بمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي في جهد مشترك لبناء بحر صين جنوبي ينعم بالسلام والاستقرار والرخاء.