قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الثلاثاء) إن الصين ترغب فى الانضمام إلى الدول الإقليمية فى كتابة فصل جديد عن التعاون فى شرق آسيا.
وفى خطابه خلال القمة الـ12 لشرق آسيا التى عقدت فى العاصمة الفلبينية مانيلا، حث لي بلدان شرق آسيا على تعزيز بناء مجموعة اقتصادية شرق آسيوية.
وقد استضاف الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي القمة وحضرها قادة الدول الأعضاء فى رابطة دول جنوب شرق آسيا(الآسيان) إلى جانب قادة من كوريا الجنوبية وروسيا واليابان والهند واستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.
الحفاظ على السلام فى بحر الصين الجنوبى عن طريق الحوار
أشار لي فى كلمته إلى أن الوضع فى بحر الصين الجنوبي يستقر كما شهد قوة دافعة إيجابية للتنمية بفضل الجهود المشتركة من جانب الصين ودول الآسيان.
وأشاد بعودة الدول المعنية بقضية بحر الصين الجنوبي إلى المسار الصحيح للمفاوضات والمشاورات واستمرار التحسن فى العلاقات بينهم .
ومشيرا إلى أن الصين والآسيان بدأتا مشاورات بشأن نص مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبي، قال لي إن النص يمثل تماما الإرادة المشتركة للدول الإقليمية بأنه ينبغي أن تتعامل مع الخلافات بطريقة ملائمة عن طريق الحوارات والمفاوضات وحماية السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي.
وقال رئيس مجلس الدولة "انه يظهر أيضا ثقة الدول الاقليمية وحكمتها وقدرتها على تسوية قضية بحر الصين الجنوبي بطريقة ملائمة من أجل جعله بحرا للسلام والصداقة والتعاون".
كما أشار قادة آخرون فى أثناء القمة إلى أن الوضع فى بحر الصين الجنوبي يتحرر من التوتر وان العلاقات بين بعض الدول المعنية تتحسن بينما يمضى التعاون البحرى إلى الأمام.
وأشادوا بدور الصين الفعال في تلك القضايا، ورحبوا ببدء مشاورات بين الصين والآسيان حول نص مدونة قواعد السلوك، معبرين عن أملهم في ان تعمل الأطراف ذات الصلة سويا من اجل حماية السلام والاستقرار الإقليميين.
مجموعة اقتصادية شرق آسيوية
كما قال لي خلال القمة، إن السلام والاستقرار ما زالا يمثلان موضوع العصر، ولكنه حذر أيضا من عدم استقرار وشكوك بارزة. وأضاف ان تعافي الاقتصاد العالمي ليس راسخا، ومشكلات المناطق الساخنة الإقليمية تتدفق وتنحسر، والمخاطر الأمنية غير التقليدية بما فيها الإرهاب مستمرة في الانتشار.
وقال لي انه وفقا لتلك الأحوال فإن تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية وعملية التكامل في شرق آسيا هى مهمة صعبة، وبالتالي فإنه ينبغي الاعتزاز بكل تلك الإنجازات.
وفي إشارته إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد الشهر الماضي في بكين، قال لي ان المؤتمر أوضح أن الصين متمسكة بمسار التنمية السلمية، وتشجيع بناء نمط جديد من العلاقات الدولية وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال إن تنمية الصين لن تجلب إلا فرصا للتنمية والازدهار لشرق آسيا والعالم بأسره، ولن تشكل تهديدا لأحد.
وتابع لي أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الدول الحاضرة في قمة شرق آسيا من أجل أن تعزز بنشاط بناء مجموعة اقتصادية شرق آسيوية وفتح فصل جديد للتعاون.
وعبر الزعماء الآخرون في القمة أيضا عن رغبتهم فى تعزيز الثقة المتبادلة وتشجيع الانفتاح علاوة على تحرير وتيسير التجارة والاستثمار وتعزيز الترابط.
مقترح لي ذو النقاط الست
خلال خطابه في القمة، قدم لي مقترحا من 6 نقاط تتعلق بالتكامل الإقليمي والتنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي والاستجابة المشتركة للتهديدات الأمنية غير التقليدية، وابتكار مفاهيم أمنية، وتحسين إطار الأمن الاقليمي سعيا لدفع التعاون فى إطار قمة شرق آسيا.
وقال إن من المهم المضي قدما في الربط بين مبادرة الحزام والطريق وبين الخطة الكبرى لترابط الآسيان 2025، والتحرك بشكل أسرع في تنفيذ منطقة التجارة الحرة المحدثة بين الصين والآسيان، والسعي بقوة نحو الانتهاء المبكر من مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية وبروتوكول الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية .
وقال لي انه ينبغي تشجيع التنمية المستدامة. وقد أصدرت الصين والفلبين ولاوس إعلانا مشتركا حول مكافحة الفقر. وسوف تستضيف الصين حلقة دراسية عن إدارة الموارد البيئية وتواصل عقد منتديات حول الطاقة الجديدة والنظيفة. والصين مستعدة لتعزيز الحوارات البحرية والتعاون مع الآخرين فى إطار القمة.
وأوضح لي ان الصين تولي أهمية كبرى للتعاون في الصحة والتعليم مع جميع الأطراف. وتدرس الصين مشروعات بشأن منع وعلاج مرض السرطان علاوة على مراقبة سلامة الأغذية الخاصة. وسوف يستمر التعليم والتدريب متعدد الفنون كجزء من التبادلات الثقافية والشعبية.
وقال لي ان الصين تدعم تصريحات قادة القمة حول مكافحة الإرهاب وترغب فى تعزيز الحوار حول مكافحة الإرهاب والتعاون مع جميع الأطراف لحماية السلام في المنطقة.
وأضاف أنه ينبغي تبني رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للحفاظ على الأمن، مضيفا ان على جميع الأطراف ان تتعامل مع القضايا الحساسة على نحو مناسب وتحل الخلافات عن طريق الحوارات والمشاورات.
وقال لي إنه ينبغي تحسين الإدارة الأمنية الإقليمية لتحقيق اختراقات في التعامل مع القضايا الأمنية الصعبة. وتقترح الصين أن تجرى الدول في المنطقة بحوثا حول تحسين إطار الأمن لمنطقة آسيا- الباسيفيك.
وكان رئيس مجلس الدولة قد وصل إلى الفلبين يوم الأحد في زيارة رسمية للبلاد ولحضور اجتماعات القادة بشأن التعاون فى شرق آسيا.