محافظة دالي الرومانسية
السماء الزرقاء في الشتاء، والغيوم الثلجية الحُبلى بالصيف، البيئة المحيطة الخضراء وأزهار الأوركيد والكاميليا اليانعة والأعشاب بأروع الألوان بالربيع، والقمر المنير بالخريف، وبحيرة إرهاي النقية تلمع كالمرآة، وجبل كانغشان المَعلم الشامخ؛ والهواء النقي؛ إنها الرومانسية على أرض الواقع! وهي جنة سياحية رائعة فعلا!
تبلغ مساحة دالي 29500 كم2، 93.4% منها مناطق جبلية خضراء، و6.6% حوض مائي. عدد سكانها 3.57 مليون نسمة من 13 قومية صينية أبرزها قومية باي(مليون نسمة من عدد السكان)، وقوميات هان ويي وهوي المسلمة. تقع محافظة دالي في الغرب الأوسط من مقاطعة يوننان، ويلاحظ فيها كثرة المطاعم الإسلامية حيث تبرز لوحة الاسم باللون الأخضر، وتحمل عبارة أطعمة حلال أو طعام المسلمين، أو عبارة بسم الله الرحمن الرحيم. وفي شوارع المحافظة أو ببلدتها القديمة، يمكن رؤية النساء من العائلات الإسلامية، بثوب طويل وحجاب رأس، والرجال يلبسون طاقية الرأس البيضاء. في الحقيقة، كنا – أنا وعائلتي- سعداء برؤيتهم، وتبادلنا معهم السلام وبعض الحديث، وكانوا لطاف المظهر والمعشر!
دالي موطن الجوز واللوز والأرز والخضار والفواكه بأنواعها، لاسيما الدراق، ومنتجات الألبان، والتبغ، والأعشاب الطبية. تربتها الخصبة ومياهها الصافية وهواؤها النقي، مقدسة بالنسبة لسكانها؛ لذلك، هم أول من عزز حماية البيئة بعموم الصين، وانتهجوا أساليب التنمية المستدامة الصديقة للبيئة؛ فحظروا استخدام الأكياس البلاستيكية وعوّضوها بالقماشية ذات الاستخدام المتكرر، وحظروا أنواعا عديدة من الكيماويات بمساحيق التنظيف والغسيل حتى لا ينتهي صرفها بالأنهار وبالبحيرة الأم، بحيرة إرهاي. وبفضل هذه التربة، فإن كافة منتجاتهم عضوية أمينة تماما، والأرز المزروع عندهم مشهور بالصين وما حولها، ولحوم خرافهم وأبقارهم وكذلك دواجنهم، معروفة بمذاقها الطيب.