القاهرة 9 أغسطس 2017 / شارك فنانين صينيين في نشر فن الخزف وطين الصلصال كفنون تقليدية، في إطار التبادل الثقافي الصيني-المصري.
واستضاف مركز الفسطاط للخزف ومركز طلعت حرب الثقافي ورشتي عمل في مجالي الخزف وطين الصلصال تستغرق أسبوعين بمشاركة عدد من المصريين.
وشارك عدد من الفنانين المصريين المهتمين بالخزف في الورشة التي استضافها مركز الفسطاط للخزف الواقع بمنطقة الفساط بالقاهرة التاريخية، أول عاصمة لمصر في العهد الإسلامية.
أعرب لي هونغ ليانغ فنان خزف صيني عن سعادته لزيارة مصر لمدة أسبوعين والمشاركة في ورشة العمل هذه، لإلقاء نحو 11 محاضرة حول فنون الخزف.
وأكد لي أن الصين تعد من أكثر الدول شهرة في مجال الخزف والفخار، مشيرا إلى أن مصر أيضا لديها تاريخ عريق في هذا المجال أيضا.
وأوضح أن هناك اختلاف بين الخزف والفخار المصري ونظيره الصيني من حيث درجة الحرارة حيث درجة الحرارة المستخدمة في مصر أقل من درجة الحرارة المستخدمة في الصين، كما أن هناك اختلافا مابين الخامات المستخدمة في البلدين.
وأشار إلى أنه نجح من خلال هذه الورشة في خلق تواصل مع الفنانين المصريين ومنهم أساتذة لديهم كفاءات عالية للغاية، لافتا إلى أن مثل هذه الدورات والورش لها تأثير عميق على العلاقات الثقافية مابين البلدين خاصة وأنهما يمتلكان تاريخ عريق في هذا المجال.
ونوه إلى أن هناك استجابة عالية من الفنانيين المصريين ومستواهم في الخزف والفخار جيد جدا، وبعضهم حاصل على منح للدراسة في أوربا، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في الخامات المستخدمة.
وأعرب لي عن أمله في أن يكون هناك تواصل أكثر مابين البلدين وأن يكون الفخار والخزف المصري أفضل من المستوى الحالي.
" بمجرد أن نما إلى علمي نبأ تنظيم هذه الورشة التي يشارك فيها فنانين متخصصين من الصين سارعت بالمشاركة فيها حيث أنني أقمت بالصين فترة بصحبة زوجي الدبلوماسي"، هكذا قالت ابتسام زكي عبدالرحمن فنانة تشكيلية مصرية ولكنها غير متخصصة في الخزف.
وقالت عبدالرحمن "أثناء وجودي بالصين بهرني الخزف الصيني القديم والحديث، وأدركت أن هناك تلاقي كبير جدا في تاريخنا، من أهم ملاحظتي على الخزف الصيني تمثل في اللون المستخدم في القطع القديمة معظمه أبيض وأزرق، وهي نفس الألوان التي كانت سائدة في صناعة الخزف الفرعوني والإسلامي وهناك تقارب كبير في الشكل العام وفي الألوان المستخدمة للخزف القديم الصيني والفرعوني والإسلامي".
وأضافت أن الفن الخزف الصيني راقي جدا، والفنانين الصينيين متقدمين بدرجة كبيرة في هذا الفن كطينة وألوان وفرش، والخامات الموجودة هناك حاليا تساعد على أن يخرج الإنتاج على أعلى مستوى.
وأوضحت أن الورشة التدريبية كانت فرصة رائعة لتعلم فن جديد تحبه بمصر وبخامات مصرية وعلى يد فنان صيني. أما في مركز طلعت حرب الثقافي كان الوضع مختلف، فقد كان جميع المشاركين فيه من الأطفال، نحو 30 طفلا وعلى مدار أسبوعين حرصا على حضور ورشة طين الصلصال، واكتساب مهارات فنية جديدة.
يقول الفنان الصيني دو شاو يون "لمست عن قرب اهتمام المصريين بهذه الزيارة، وهناك تعاون كبير خاصة من جانب الأطفال المصريين المشاركين بالورشة التدريبية".
وأكد دو لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الأطفال المصريين يتمتعون بقدرة عقلية كبيرة تؤهلهم للعمل في هذا المجال واكتساب المهارات، على عكس مما كان يعتقد قبل مجيئه لمصر.
وأضاف أنه تم تدريب الأطفال على استخدام الصلصال الخام، وتكوين أشكال مختلفة باستخدامه، ثم طلائها باللون الأبيض كبطانة ثم تلوينها بالألوان المختلفة كشكل نهائي.
وأشار إلى تنظيم هذه الأنشطة جاء انطلاقا من إيمان الحكومة الصينية بأهمية نشر الثقافة الصينية، وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية كبداية لنشر وزيادة التعريف بالثقافة الصينية في مصر والثقافة المصرية بالصين.
من جانبها، قالت الطفلة مريم محمد 11 عام، إن مركز طلعت حرب الثقافي أعلن عن ورشة للنحت بالطين من سن 10 سنوات، مشيرة إلى أنها لم تكن تعرف معنى النحت بالطين، إنها قررت المشاركة من باب العلم بالشيئ.
وأضافت محمد أنها استفادت للغاية من هذه الورشة، واكتشفت أن بداخلها إمكانيات وقدرات لم تكن تعرفها، مؤكدة أنها كانت ستخسر كثير لو لم تشارك فيها.
وأردفت "تعلمت خلال الورشة أشياء كثيرة، من تصميم الأشكال وتنفيذها خاصة أشكال الحيوانات مثل الباندا والأرنب والفأر، بطوط ميكي ماوس والفيل والجمل، وتمثال أبو الهول.
بدورها أكدت كريمة أحمد المشرف على مركز طلعت حرب الثقافي، على أهمية الورشة التي يستضيفها المركز للفنان الصيني دو شاو يون، وعلى سعادة الأطفال المشاركين فيها.
وأكدت أن الورشة فرصة ذهبية لاكتساب مهارة وثقافة جديدة في إطار التبادل الثقافي المصري-الصيني.
يشار إلى أن صناعة الخزف والفخار كانت أحد ابرز عناصر الحضارة المصرية القديمة والحضارة الصينية، وكانت قاسم مشترك في أغلب الاكتشافات الاثرية في الحضارتين.