تصاعدت حدة الضغوط السياسية الداخلية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تعيين مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت مولر كمدع خاص للإشراف على تحقيق فيدرالي حول علاقة حملته الانتخابية مع روسيا.
وفي يوم الخميس، قال ترامب إن التعيين، الذي قامت به وزارة العدل قبل ذلك بيوم، يعد جزءا من "مطاردة ساحرات" وأمرا "يقسم البلاد".
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس في البيت الأبيض "أحترم هذه الخطوة، ولكن الأمر برمته أصبح كمطاردة ساحرات، وليس هناك بالتأكيد تواطؤ بيني أو مع حملتي، ولكن يمكنني أن أتكلم فقط عن نفسي والروس. لا شيء هناك".
وكتب الرئيس الأمريكي تغريدة، نشرها صباح يوم الخميس، على موقع التدوين المصغر "تويتر"، يصف فيها التحقيق حول مزاعم التواطؤ الروسي مع حملته بأنه يمثل "أكبر عملية مطاردة ساحرات" في التاريخ السياسي.
وقال ترامب في وقت لاحق في مأدبة غداء مع مجموعة من مذيعي الأخبار التلفزيونية، "أعتقد أن ذلك يضر ببلدنا بشكل رهيب، لأنه يظهر إننا بلد مقسم ومضطرب وغير موحد".
غير أن تعيين مولر لاقى ترحيبا واسعا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس.
وقال نائب المدعي العام الأمريكي رود روزنشتاين في بيان يوم الأربعاء إن التعيين "كان ضروريا من أجل أن يضع الشعب الأمريكي ثقته الكاملة في النتيجة (الانتخابية) ".
وأضاف روزنشتاين، الذي يشرف على التحقيق الخاص بروسيا بعد نأي وزير العدل جيف سيشنز بنفسه عنه بسبب عدم كشفه عن لقاء سابق جمعه بالسفير الروسي سيرغي كيسلياك، إن "قراري لا يعني أن هناك جرائم ارتكبت أو أن هناك ملاحقات يجب أن تتم".
وسيتولى مولر، الذي شغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي من سبتمبر عام 2001 إلى سبتمبر عام 2013، سلطة التحقيق فيما إذا كانت الحكومة الروسية قد تواطأت مع أفراد مرتبطين بحملة ترامب وملاحقة الجرائم الفيدرالية التي يكشف عنها التحقيق.
وكان مشرعون ديمقراطيون قد طالبوا روزنشتاين بتعيين مدع خاص في أعقاب تقارير نشرت يوم الثلاثاء بأن جيمس كومي، الذي أقيل الأسبوع الماضي من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، أعد مذكرة توثق طلب ترامب منه بأن "ينهي" التحقيق حول مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الخميس، أجاب ترامب، حينما سئل عما إذا كان قد طلب من كومي إغلاق التحقيق حول فلين، "لا لا .. السؤال التالي".
إضافة إلى ذلك، رفض ترامب أيضا أي تلميحات حول تهم جنائية أو إقالة، قائلا "أعتقد أنه أمر مثير للسخرية تماما".
وعلى الرغم من أن تعيين مولر أشار بوضوح إلى المخاطر القانونية والسياسية التي تواجه ترامب، فإنه يُعتقد على نطاق واسع بأنه ليس من المرجح أن يتم توجيه اتهامات للرئيس على خلفية الاضطرابات السياسية الحالية.
وقال جون يو، وهو أستاذ في القانون بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، "خلافا لما هو الحال في قضية ووترغيت، فإنه لا يوجد دليل على أن الرئيس أمر الشهود بالكذب أو تدمير أدلة أو محاولة منع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي من القيام بعملهم".
وفي وقت سابق، قالت صحيفة ((واشنطن بوست)) في تقرير نشرته يوم الاثنين إن بعض المشرعين الجمهوريين بدؤوا ينأون بأنفسهم عن ترامب وسط مزاعم بأنه شارك معلومات استخباراتية حساسة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع جمع بينهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض.
وقوبل هذا الاتهام برفض شديد من جانب ترامب وكذلك لافروف.
وفي يوم الخميس، قال لافروف، خلال زيارة عمل إلى قبرص، إن ما أخبره به ترامب فعلا هو أن إرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قادرون على وضع متفجرات لا يمكن كشفها في أجهزة كمبيوتر محمولة.
وصرح لافروف للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك في نيقوسيا "بحسب ما أستطيع أن أتذكر، ربما منذ شهر أو شهرين، فرضت إدارة ترامب حظرا رسميا على أجهزة الكمبيوتر المحمول على الرحلات الجوية القادمة من سبع دول في الشرق الأوسط ... لذلك إذا كان هذا ما تتحدثون عنه، لا أرى أية أسرار في ذلك."
وكانت هذه أولى تصريحات لافروف حول هذه القضية منذ اجتماعه مع ترامب، وبعد إدعاءات أدلى بها مسؤولون أمريكيون يوم 15 مايو مفادها أن ترامب كشف أسرارا أمام لافروف تتعلق بعمليات مخطط لها ضد "داعش".