مقالة : الصناعات التحويلية الذكية تدخل مسارا سريعا

ستعمل الاستراتيجية الصينية المتمثلة بتسريع عملية تطوير وتنمية الصناعات التحويلية الذكية على دعم هدف البلاد القاضي باعتلاء قمة سلسلة القيمة العالمية، وإطلاق العنان أمام حيوية السوق وتحفيز الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع .

وبحسب قرار تم اتخاذه خلال اجتماع تنفيذي لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) برئاسة لي كه تشيانغ انعقد يوم الأربعاء الماضي، فإن الصين ستركز على الصناعات التحويلية الذكية من خلال دمج استراتيجية صنع في الصين 2025" مع مبادرة "الإنترنت بلس" إلى جانب ريادة الأعمال والإبداع ، والعمل على ترقية كل من الصناعات التقليدية وتسريع إعادة الهيكلة الاقتصادية .

استراتيجية مُركزة

وقرر الاجتماع التركيز على الصناعات التحويلية الذكية ونشر المزيد من التكنولوجيات الجديدة مثل الإنترنت الصناعي لجعل قطاع الصناعات التحويلية أكثر ذكاء وصداقة للبيئة، حيث من شأن هذه الجهود أن تؤدي إلى توفير خدمات ومنتجات أفضل.

وتم الكشف عن استراتيجية "صنع في الصين 2025" لأول مرة في تقرير عمل الحكومة الذي تم تقديمه في شهر مارس من العام 2015، ليقوم مجلس الدولة الصيني بعد شهرين من ذلك بإصدار دليل إرشادي وتوجيهي ركّز من خلاله على خمسة مشاريع رئيسة من بينها الصناعات التحويلية الذكية، وعشرة ميادين رئيسة مثل المواد الجديدة.

وتوفر الصناعات التحويلية الذكية والصناعات التحويلية المتقدمة بمساعدة مراقبة الكومبيوتر والروبوتات الصناعية ميزات تطبيقية تتضمن إنترنت الأشياء ومعالجة البيانات الضخمة.

وفي هذا السياق قال مياو وي وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن قطاع الصناعات التحويلية الصينية يواجه تراجعا في النمو والتحويل الهيكلي وانخفاضا في محركات النمو.

وارتفع حجم الإنفاق الصين في مجال أبحاث التنمية والتطوير بنسبة 9.4 بالمئة في العام الماضي على أساس سنوي ليصل إلى 1.55 تريليون يوان ( نحو 226 مليار دولار أمريكي)، مسجلا نحو 2.08 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في العام 2016، وذلك بحسب نتائج بيانات رسمية أصدرتها مصلحة الدولة للإحصاء .

وحول ذلك قال مياو :" إن الصين باتت لاعبا رئيسا ليس في مجال الصناعات التحويلية فحسب، وإنما في مجال صناعة الإنترنت أيضا ، ما يعني أن إعطاء القوة والدعم الكاملين للقطاعين من شأنه أن يسرع عملية التصنيع الصيني".

شحذ القدرة التنافسية

وأشار القرار الصادر عن مجلس الدولة الصيني أيضا إلى أن التكنولوجيات الرئيسة ستكون على رأس الأجندة، بما فيها الأبحاث والتنمية المستقلة . كما أن التنمية الإبداعية والابتكارية في قطاعات أخرى مثل المواد الجديدة والروبوتات سيتم العمل على تسريعها، كما سيتم بذل المزيد من الجهود لتأسيس مناطق تجريبية حيث سيكون بإمكان الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التطور مع الشركات الكبيرة من أجل نمو تعاوني وتنافسية عالمية أكبر.

وحول ذلك قال لي بي قوانغ المسؤول البارز في وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات :" إن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الخبرات في المناطق التجريبية على الصعيد الوطني، وإطلاق العنان لحماس إبداع المستثمرين، وتعزيز تنافسية الصناعات التحويلية المميزة في مختلف المناطق ووفقا لظروفها المحلية".

وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من مراقبي الصناعة يحذرون من أن عملية شحذ القدرة التنافسية للصناعات التحويلية وتحويل الإبداع التكنولوجي إلى صناعات ناجحة سيكون طريقا وعرا، ولا سيما في ظل تمسك بعض الاقتصادات المتقدمة في البقاء ضمن الصفوف الأولى لهذا المجال.

وحول ذلك قال تشاو يون تشنغ، المسؤول البارز في مصلحة الدولة للإحصاء :" إن ترقية التصنيع وزيادة الإنتاجية سيحتاجان إلى سنوات عديدة من الإصلاح ، لأن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها".