بكين 15 مايو 2017 / رسم الرئيس الصيني شي جين بينغ، أحد المدافعين الدائمين عن العولمة، طريقا جديدا نحو السلام والرخاء المشتركين وسط تحديات عالمية، وذلك من خلال إحياء روح طريق الحرير.
اُختتم اليوم (الأثنين) منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الأول، في بكين، بنجاح كبير، كان من مظاهره توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون، مما يمثل خطوة ملموسة في سبيل إحياء طريق الحرير.
ووصف شي روح طريق الحرير بأنها "إرث عظيم للحضارة الإنسانية"، يمثل السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم والنفع المتبادلين، جوهر هذه الروح وأساسها، الأمر الذي يعد بالفعل نموذجا عالميا جديدا.
إن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي عام 2013، تمثل روح التناغم التي تضرب في جذور الثقافة الصينية التقليدية. فقد كانت الصين القلب النابض لنظام طريق الحرير القديم. وإحياء طريق الحرير يظهر حيوية متجددة للحضارة الصينية القديمة.
ورغم أن المبادرة تعكس الفلسفة الشرقية، فإنها تأخذ طابعا دوليا في تطبيقاتها، بالضبط مثل الورق والبارود والحرير.
وفي الوقت الذي تقدَّم فيه المصلحون في العالم الغربي بتحسينات وتعديلات على النمط الاقتصادي الواهن، ولم يسفر ذلك عن شيء، فإن شي يواجه التحديات العالمية مباشرة بنموذج جديد، نموذج من شأنه تحقيق الرخاء للجميع.
لدى العالم كافة الأسباب التي تدعوه للمضي قدما بهذا الإرث العظيم، في ظل مظاهر الفقر والتنمية المتباطئة والإرهاب والاضطراب التي تعصف بالبشرية.
إن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين يمثلان حلا جديدا للمشكلات الكبيرة في العالم المعاصر، وطريقة جديدة لتعزيز الارتباطية في السياسات والبينة الأساسية والتجارة والمالية والتبادلات الشعبية .
التناغم يمثل شيئا في صميم تلك المبادرة الشاملة والمفتوحة. فالعقلية الصفرية تفقد أرضاً بتلك المناورات الجيوسياسة التي عفا عليها الزمن، بينما تأمل المبادرة في خلق أسرة كبيرة يجمعها العيش المشترك المنسجم والتعاون متبادل النفع والتبادلات.
"التناغم دون التماثل" هو المَثَل الصيني التقليدي. فمن الطبيعي بالنسبة للبلدان ذات الثقافات المختلفة أن توجد بينها اختلافات، لكنها تستطيع في الوقت ذاته أن تقيم تعاونا متبادلا. وبعد كل شيء، فالبيانو لا يكرر عزف نفس النوتة الموسيقية مرة بعد مرة.
بدعم واسع متوفر بالفعل، تدعو الصين المزيد من البلدان إلى الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق وإلى التحرك باتجاه السلام والرخاء المشترك.
إن مستقبل البشرية أمر مشترك، لأنه مستقبل واحد للجميع.