داليان 27 أبريل 2017 / أطلقت الصين حاملة طائرات ثانية صباح يوم الأربعاء ، في حوض بناء السفن في مدينة داليان بمقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين.
وتم نقل الحاملة الجديدة، وهي الحاملة الأولى التي تصنع محليا في الصين، من الحوض الجاف إلى المياه خلال حفل إطلاق بدأ في حوالي الساعة 9 صباحا في حوض بناء السفن في داليان التابع لشركة صناعة بناء السفن الصينية.
يذكر أن حاملة الطائرات هذه هي الثانية من نوعها للصين، وتأتي بعد حاملة الطائرات "لياونينغ"، حاملة الطائرات المعدلة من صنع الاتحاد السوفيتي السابق ودخلت إلى طور الخدمة في القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني في عام 2012.
وبدأت الصين بناء حاملة الطائرات الثانية في نوفمبر 2013. فيما بدأ بناء حوض السفن في مارس 2015.
وتم إكمال بناء الجزء الرئيسي من حاملة الطائرات وتثبيت بعض معدات النظم الرئيسية بما في ذلك نظام الدفع والكهرباء .
ويذكر أن نقل حاملة الطائرات إلى المياه يرمز إلى التقدم الذي أحرزته الجهود الصينية لتصميم وبناء حاملة طائرات محلية.
وحضر مراسم الإطلاق فان تشانغ لونغ نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية وقادة القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني وشركة بناء السفن، وهو الحفل الذي تضمن على أداء النشيد الوطني وقطع الشرائط وكسر زجاجة الشمبانيا على القوس والصفارات البخارية من السفن القريبة.
وفي حقيقة الأمر ، لقد تأخرت هذه المراسم عن توقعات الصينيين، إذ أن اليوم الـ23 من الشهر الحالي صادف الذكرى الـ68 للقوات البحرية الصينية، وعليه؛ توقع الصينيون أن يقدم قطاع بناء السفن الصيني هدية خاصة للاحتفال . ولقد تم اطلاق أول حاملة طائرات صينية مصنوعة محليا باللكامل من حوض الميناء إلى البحر.
وأبرزت وسائل الاعلام المحلية تعبير "دخول تنين ضخم إلى البحر" خلال تسابقها في تغطية مراسم إطلاق حاملة الطائرات الجديدة للصين، نظرا لأن التنين الصيني يعد رمز القوة والسعادة في الحضارات التقليدية الصينية، وهو يعيش دائما في المياه والنيران.
وفيما يزداد شعور الصينيين بالفخر، تتزايد قدرات القوات البحرية الصينية على إجلاء المغتربين الصينيين في عموم العالم إلى بلادهم في حال حدوث أي مخاطر في الخارج، تماما مثلما نجحت في تنفيذ عمليات اجلاء الصينيين من اليمن في عام 2015 وليبيا في عام 2011.
غير أن الصين كانت قد تعرضت للفشل الأول أمام غزو المستعمرين الغربيين من خلال الحروب البحرية في الأربعينيات من القرن الـ19 ، ما أدى إلى وقف نمو الصين بشكل طبيعي، وتدهور الامبراطورية الصينية الأخيرة وتقلص سيادتها وأراضيها، وصولا إلى الانهيار النهائي بعد نحو 70 سنة.
وكان الصينيون يقولون إن المستعمرين لم يستخدموا سوى مدفع واحد على سواحل الصين، واستطاعوا كسب غنائم كثيرة من الحكومة الصينية القديمة الضعيفة.
وبع مرور أكثر من قرن، نجحت الصين في إنتاج أول حاملة طائرات بشكل مستقل بعد أن دخلت حاملة الطائرات "لياونينغ" الخدمة العسكرية الرسمية للقوات البحرية في سبتمبر 2012، لكن الصين لن تفعل ما فعله المستعمرون الغربيون.
وقال ما شياو قوانغ، المتحدث باسم البر الرئيسي الصيني لمكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني في مؤتمر صحفي في بكين يوم الأربعاء إنه فخور بالإنجاز العظيم الذي أحرزته الصين في تحديث قوات الدفاع الوطني والجيش.
وأضاف ما أن "هذه الخطوة سوف تساعد على تعزيز قدرات الصين على حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي ، وكذلك المصالح الرئيسية والأساسية ".
وفي الوقت نفسه، أكد قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على التزام الصين بالتنمية، مضيفا أن الصين تتبع سياسة دفاع وطنية ذات طبيعة دفاعية .
وقال قنغ في مؤتمر صحفي دوري إن هدف تطوير قوات الدفاع الوطني في الصين، بما في ذلك قواتها البحرية، يتمثل بحماية السيادة والأمن ومصالح التنمية في البلاد وحماية السلام العالمي.