تونس 25 أبريل 2017 / أكد رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، اليوم (الثلاثاء) على وقع احتجاجات مناهضة للحكومة أن الاقتصاد التونسي سيبدأ باستعادة عافيته هذا العام، منددا بـ"موجة خطابات سياسية محبطة" في البلاد.
وقال الشاهد في تصريحات للصحفيين على هامش تدشينه مبنى "عمارة الوطن"، وهي التسمية الجديدة التي أطلقت على مقر "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحزب الحاكم في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، إن الاقتصاد التونسي "سيبدأ باستعادة عافيته هذا العام بدعم من انتعاش قطاع السياحة وعودة إنتاج الفوسفات بعد ست سنوات من نمو بطيء".
وأشار في هذا السياق إلى "وجود العديد من المؤشرات التي تعكس تعافي الاقتصاد التونسي هذا العام، على غرار عودة نسق إنتاج الفوسفات إلى مستويات هامة، مع توقعات بتحسن مردود قطاعي السياحة والفلاحة لهذا الموسم".
كما لفت إلى أن نسبة الاستثمار الخارجي ارتفعت بنسبة 16 % خلال الربع الأول من العام الجاري، معتبرا أن ذلك يعد مؤشرا إيجابيا من شأنه تعزيز ثقة المستثمر المحلي والأجنبي.
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة التونسية فيما ارتفعت الأصوات المُحذرة من انهيار الاقتصاد التونسي، على وقع تدهور قيمة الدينار، واتساع عجز الميزان التجاري، وتزايد الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتنمية والتشغيل، وخاصة في جنوب البلاد، حيث عمد مئات المحتجين إلى غلق بعض المناطق النفطية في محافظة تطاوين بأقصى الجنوب التونسي.
ودعت أحزاب ومنظمات وطنية وجمعيات بمحافظة تطاوين في بيان مشترك وزعته مساء أمس الإثنين الحكومة إلى إيجاد حلول عاجلة لتشغيل الشباب العاطل عن العمل، ووضع حد لحالة الاحتقان التي تعيشها المحافظة منذ أكثر من شهر للمطالبة بالتشغيل والتنمية.
وأعربت في بيانها عن مساندتها المطلقة لما وصفته بـ"الحراك الشبابي السلمي"، وطالبت في المقابل، الحكومة برسم رؤية متكاملة لدفع عجلة التنمية الشاملة في محافظة تطاوين.
وندد الشاهد بما وصفه بـ "موجة الخطابات المُحبطة لبعض السياسيين والخبراء"، قائلا إنها "ساهمت بشكل كبير في فقدان الثقة في الدولة".
وشدد رئيس الوزراء التونسي في المقابل على "ضرورة الخروج من خطابات التشاؤم وجلد الذات، والارتقاء بالخطاب السياسي إلى مواضيع هامة ترتقي إلى الإشكاليات التي يعيشها المواطن التونسي من تشغيل وغلاء معيشة ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة لها بتضافر كافة الجهود".