رام الله 25 أبريل 2017 / دخل إضراب مئات الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل يومه التاسع اليوم (الثلاثاء)، وسط مساندة شعبية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وتحذيرات من تداعيات استمراره.
وتجاوز عدد الأسرى المضربين أكثر من 1500 أسير حاليا داخل كافة السجون الإسرائيلية، بحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع الذي قال، إن العدد مرشح للارتفاع.
وذكر قراقع لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن أفواجا جديدة من الأسرى بمختلف فئاتهم بما يشمل أسرى مرضى وكبار السن انضمت إلى الإضراب المفتوح عن الطعام خلال اليومين الماضيين.
وأوضح قراقع، أن الأسرى المضربين امتنعوا عن إجراء فحوصات طبية وعمدوا إلى مقاطعة عيادات السجون وأنهم لا يتناولون سوى الماء "وسط إرادة قوية جدا منهم لتحقيق مطالبهم الإنسانية والعادلة".
وبدأ إضراب الأسرى المفتوح داخل السجون الإسرائيلية منذ 17 من الشهر الجاري بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وأغلب المشاركين فيه هم من أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
ويطالب الأسرى المضربون، بوقف سياستي العزل والاعتقال الإداري داخل السجون، وتحسين أوضاعهم المعيشية بما في ذلك انتظام الزيارات لهم وتمكينهم من التواصل مع العالم الخارجي، إلى جانب تحسين الخدمات الصحية المقدمة لهم.
واعتبر قراقع، أن دخول أفواج جديدة من الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام هو "رسالة تحدي" لإجراءات مصلحة السجون الإسرائيلية العقابية بحق الأسرى مثل منع لقائهم بالمحامين وزيارات الأهالي لهم.
وأشار إلى أن الأسرى غير المضربين داخل السجون شرعوا بخطوات إسنادية لزملائهم المضربين بإرجاع وجبات الطعام لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، وهددوا بتصعيد خطواتهم في حال استمرار عدم الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين .
في الوقت ذاته حذر قراقع، من تفاقم تدهور الحالة الصحية للعشرات من الأسرى المضربين في ظل نقص الوزن لديهم من 8 إلى 10 كيلو جرامات، وعدم القدرة على الوقوف والحركة ومعاناتهم من ألام في المفاصل.
يأتي ذلك فيما يواصل محامو المؤسسات الفلسطينية العاملة في قضايا الأسرى مقاطعة المحاكم الإسرائيلية لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على منع إسرائيل لقاء المحامين بالأسرى المضربين.
ويحظى إضراب الأسرى بتصاعد في الفعاليات الشعبية المساندة له في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وسط دعوات لتحرك دولي للضغط على إسرائيل من أجل تلبية مطالبهم.
وشهدت المدن الفلسطينية إقامة خيام اعتصام ثابتة للتضامن مع الأسرى ووصول وفود شعبية متنوعة للمشاركة فيها على مدار الساعة.
وأعلنت كافة الفصائل الفلسطينية عن دعمها لإضراب الأسرى ودعت لمساندته شعبيا.
في هذه الأثناء دعت (اللجنة الوطنية الفلسطينية لمساندة إضراب الأسرى) في بيان صحفي لها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الفلسطينيين اليوم، إلى "مقاطعة شاملة" للبضائع والسلع الإسرائيلية طيلة مدة الإضراب.
وطالبت اللجنة التجار الفلسطينيين، بالتوقف فورا عن جلب البضائع الإسرائيلية وضخها في الأسواق الفلسطينية، وبجهد شعبي لمنع السيارات التي تحمل البضائع الإسرائيلية من دخول الأراضي الفلسطينية.
وكان النائب الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) الذي يتزعم إضراب الأسرى لدى إسرائيل دعا في رسالة وزعت يوم أمس الاثنين على أعضاء برلمانات العالم، إلى دعم إضرابه والأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وحث البرغوثي في رسالته التي قال إن وصولها لإعضاء البرلمانات العالمية تعني أنه وضع قيد العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية "على رفع صوتهم عاليا من أجل جميع من تحاول إسرائيل إسكاتهم، ومن أجل من تم الزج بهم في غياهب الزنازين ليتم نسيانهم عبر دعم المطالب العادلة لإضراب الأسرى".
وجاء نشر رسالة البرغوثي بعد تحذير نادي الأسير الفلسطيني من تدهور طرأ على حالة البرغوثي الصحية.
وبهذا الصدد قال قراقع، إن البرغوثي معتقل منذ 15 عاما وهو في الستينات من عمره ومن الطبيعي أن تشهد حالته الصحية تدهورا مستمرا كحال باقي الأسرى المضربين خاصة كبار السن منهم.
وحمل قراقع الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن حياة النائب الأسير البرغوثي، وعن حياة كل الأسرى المضربين الذين يواجهون "ضغوطا نفسية وحربا عدوانية على حقوقهم بعزلهم عن العالم وباتخاذ إجراءات لقمعهم".
من جهته اعتبر مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، أن أفعال الأسير البرغوثي "التي تقدس الموت والقتل لا تختلف عن افعال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذين يحاولون فرض رغبتهم بممارسة الإرهاب في جميع انحاء المعمورة".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن دانون كان يعقب بتصريحاته على رسالة البرغوثي لأعضاء برلمانات العالم التي وصف فيها الجهاز القضائي في إسرائيل بنظام الأبارتايد التمييزي العنصري.
وعلق قراقع على تصريحات المندوب الإسرائيلي، بأن "الاحتلال الإسرائيلي هو رأس الإرهاب في المنطقة ودولة إسرائيل العنصرية هي من تنتج الإرهاب والفاشية في منطقة الشرق الأوسط".
واعتبر قراقع، أن على المجتمع الدولي "العمل على محاكمة دانون وغيره من المسؤولين الإسرائيليين أمام محاكم القضاء الدولي بسبب ممارساتهم الجريمة المنظمة بحق الشعب الفلسطيني وأسراه".
وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية تعتقل إسرائيل ما يزيد عن 6500 أسير فلسطيني بينهم العشرات أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال.