الجزائر 6 إبريل 2017 /وقعت الجزائر وفرنسا اليوم (الخميس) على 10 اتفاقيات تعاون في عدة مجالات ضمن تعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين الذي شهد تراجعا في السنوات الأخيرة، فيما أكد البلدان على ضرورة توحيد وتنسيق الجهود وتعزيز التعاون بشأن القضايا الإقليمية الشائكة.
وجرى التوقيع على الإتفاقيات بالعاصمة الجزائر بحضور رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال ونظيره الفرنسي برنار كازانوف.
ويتعلق الأمر بقطاعات الطاقة والطاقات المتجددة والصناعة الغذائية والتكوين المهني والتعليم العالي، ومنها بروتوكول اتفاق لإنشاء وحدة لصناعة المولدات الكهربائية ذات الضغط المتوسط والمنخفض وخزانات حماية أنظمة التحكم ومذكرة اتفاق في مجال الصناعة الميكانيكية لإنجاز مشاريع حافلات كهربائية، و3 اتفاقيات في مجال الصناعات الغذائية وبروتوكول لإنشاء مصنع للإنتاج الصناعي والتسويق في الجزائر وفي الخارج منتجات علامة لوسيور الفرنسية واتفاقية مساعدة لإنشاء مصنع لتحويل حبوب الصوجا.
كما تم التوقيع على اتفاقية تمويل بين وزارة المالية والوكالة الفرنسية للتنمية من أجل إعادة تمويل صندوق الدراسات وتعزيز الطاقات بمبلغ 1.5 مليون يورو من أجل تمويل البحوث والتحضيرات الخاصة بالمشاريع اللازمة لتطوير النموذج الاقتصادي للنمو خاصة في ميادين تحويل الطاقة والنقل.
وقد تم التوقيع أيضا بالأحرف الأولى على رسالة نوايا بين مركز تطوير الطاقات المتجددة والمفوضية الفرنسية للطاقة الذرية والطاقات البديلة لتطوير تعاون دائم بين الهيئتين.
وطمأن رئيس الوزراء الجزائري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي عقب التوقيع على الإتفاقيات بأن التعاون الإقتصادي بين البلدين سيشهد دفعا جديدا بعد إزالة الخلافات الموجودة.
وأعرب سلال عن قلقه إزاء تراجع الإستثمارات الفرنسية في بلاده قائلا " تجدر الإشارة إلى أن المنحنى التنازلي لمستوى الاستثمارات الفرنسية في الجزائر خلال الثلاث سنوات الأخيرة مقلق، مما يعاكس طموحاتنا المشتركة في الشراكة الإستراتيجية، خاصة في القطاع الصناعي".
وأكد على أن بلاده "تعول كثيرا على الشركات الفرنسية" بشأن تطوير الصناعة النفطية بالخصوص البتروكيمياء والطاقات المتجددة.
وقال "إن غالبية الخلافات التي كانت تعرقل العلاقات الاقتصادية الثنائية تم تسويتها" ، مشيرا إلى أنه تم تسوية "عدد كبير" من النزاعات بين شركة النفط الوطنية (سوناطراك) والشركات الفرنسية (انجي) و(توتال) أمس (الأربعاء).
وأكد على أن "هناك دفعة جديدة في التعاون المشترك في إطار السياسة الوطنية للتنويع الاقتصادي".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصنع شركة (بيجو) الفرنسية في الجزائر سينجز العام الجاري.
وفي المقابل فإن الحكومة تقوم بشأن مشاريع التركيب والتجميع للسيارات الأجنبية "بتحليل وضعية صناعة السيارات".
وقال "لا يكفي جلب سيارات وقطع غيار وتركيبها هنا لإغراق السوق، نريد إعادة تقويم السوق والوقوف على ما يمكننا استهلاكه محليا وما يمكننا تصديره نحو إفريقيا خاصة وأن الطريق العابر للصحراء (بين الجزائر والدول الإفريقية) قد أوشك على الانتهاء".
من ناحية أخرى، أعرب سلال عن ارتياحه لنوعية التعاون بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال "اسمحوا لي أن أعرب عن ارتياحي لنوعية تعاوننا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك منها تلك المتعلقة بالسلم والأمن خاصة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".
وأكد سلال على"إرادة الجزائر في توحيد جهود البلدين للتصدي لمختلف التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان"، مشيرا إلى أن الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين "بلغ كثافة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض المسائل الدولية لاسيما التهديدات التي تواجهها منطقتنا".
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة أن "نضاعف من يقظتنا وتجندنا أكثر من أي وقت مضى على المستوى الوطني والإقليمي بهدف التصدي لجميع هذه التحديات التي تهدد استقرار عدد كبير من بلدان منطقتنا وأمن بلداننا ومنطقتنا لا سيما الجزء الأورومتوسطي منها".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفرنسي على أن "العلاقات الفرنسية الجزائرية أضحت أكثر قوة وكثافة وثقة خلال هذه الفترة".
وقال إن العلاقات بين البلدين "تعززت كثيرا" منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012 وبعد الزيارة الثانية في 2015.
وأشار إلى أن "هناك مشاريع تم إنجازها خلال (فترة رئاسة أولاند) وأخرى قيد الدراسة وستتم مباشرتها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة" خاصة في "القطاعات الاقتصادية الهامة على غرار صناعة السيارات والصناعة الغذائية والطاقات المستقبلية".
وبشأن الوضع الإقليمي، قال رئيس الوزراء الفرنسي إنه بحث مع سلال الأزمات الإقليمية "الكبرى" مثل ليبيا ومالي "والسبل الضرورية لتعزيز التعاون الأمني قصد محاربة الإرهاب وشبكاته".
وقال "إننا نواجه في هذا المجال نفس التحديات والتهديدات" ، منوها بنوعية العلاقات الجزائرية الفرنسية في هذا المجال.
وأكد بخصوص الانتخابات الرئاسية الفرنسية أنه أيا كانت نتائج الانتخابات فإن التعاون مع الجزائر "سيتواصل في جميع الميادين التي قررنا العمل سويا من أجلها".
وبهذا الشأن قال سلال إن "الجزائر طبقا لمبادئها لا تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى...هذه سياستنا لا نحب التدخل في شؤون الآخرين".
وأضاف "الجزائر تعمل دائما مع من ينتخبه الشعب الفرنسي رئيسا له...المهم هو تحسين العلاقات بين البلدين أيا كان الرئيس المنتخب حتى وإن كنا نأمل في أن يكون الأكثر قربا منا".