دمشق 4 أبريل 2017 / اتهمت المعارضة السورية اليوم (الثلاثاء) الجيش السوري بقصف مدينة خان شيخون بريف محافظة ادلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرتها بغاز سام، في حين نفى الجيش السوري "نفيا قاطعا" استخدام الغاز السام في خان شيخون اوغيرها، بحسب الاعلام الرسمي ومرصد حقوقي.
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسئول في وزارة الخارجية السورية قوله إن " سوريا تنفي نفيا قاطعا قيامها باستخدام الغازات السامة في خان شيخون أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى ، وتؤكد أن الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا ولا يسعى إلى حيازتها أصلا ".
وأضاف المصدر في تصريح صحفي إن " المجموعات الإرهابية المسلحة الناشطة في منطقة خان شيخون والجهات الإقليمية والغربية التي تقوم بتشغيلها وأجهزة الإعلام التابعة لها تداولت أنباء عن هجوم بالغازات السامة على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب وكما جرت العادة فقد وجهت هذه الجهات الاتهامات المزورة التي اعتادت عليها طيلة السنوات الأربع الماضية إلى قوات الجيش السوري ".
وبين المصدر أن سوريا تؤكد أنها قامت بتنفيذ جميع التزاماتها تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية منذ انضمامها إلى هذه الاتفاقية في عام 2013 وتوضح أن المنظمات الإرهابية المسلحة ومشغليها هم الذين قاموا بافتعال هذه الأحداث وغيرها لاتهام الدولة السورية بها لاحقا.
وقال المصدر إن " استنفار جوقة الدول المشغلة للإرهابيين الفوري هذا اليوم لشن حملة جديدة على سوريا بما في ذلك من قبل رئيس النظام التركي ووزراء خارجية بعض الدول الأوروبية المعادية لسوريا ( ...) يدل على خطة مبيتة من قبل هذه الجهات لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء لإعادة تفعيل ما يسمى الملف الكيميائي السوري والعودة به إلى نقطة الصفر وذلك للتغطية على جرائم المجموعات الإرهابية وغياب جديتها إزاء المباحثات التي تمت في أستانا وجنيف والتي أظهرت عدم وجود أي رغبة حقيقية لديها في التوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا" .
وادانت سوريا الجريمة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة في خان شيخون والتي تندرج أيضا في إطار الكسب السياسي الرخيص على حساب أرواح الأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري وتؤكد أنها ترفض استخدام هذه المواد السامة من قبل أي كان وفي أي مكان كان وتحت أي ظرف ولأي سبب كان.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري نفت أيضا في وقت سابق المزاعم والادعاءات التي تناقلتها وسائل الإعلام الناطقة بلسان المعارضة السورية حول استخدام الجيش السوري مواد كيماوية في بلدة خان شيخون بريف إدلب.
كما نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون القاذفات الروسية أغارت على بلدة خان شيخون في سوريا، واصفة تلك الأخبار بالمزيفة.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن " حصيلة الشهداء جراء قصف الطائرات الحربية بالغاز السام ، والتي يرجح انها تابعة للنظام السوري ، والتي استهدفت مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب (شمال غرب سوريا) ، ارتفعت لتصل إلى 58 شهيدا بينهم 11 طفلا على الأقل " .
وقال الائتلاف السوري المعارض في بيان له اليوم إن قصف مدينة خان شيخون جنوب إدلب بالسلاح الكيميائي اليوم أسفر عن مقتل 70 شخصا وإصابة 200، وطالب مجلس الأمن بالتحرك.
وأضاف الائتلاف السوري إن "طائرات نظام بشار الحربية شنت فجر اليوم غارات على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراض من أصيب بغازها مع أعراض الإصابة بغاز السارين".
وأضاف أن "الصور الأولى القادمة من هناك (خان شيخون)، تؤكد وقوع جريمة مروِعة تتشابه من حيث الطبيعة، مع الجريمة التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق صيف عام 2013 ".
واتهم البيان دمشق بتكرار استخدام الغازات الكيميائية وارتكاب جرائم حرب وقصف مناطق مدنية، في خرق لميثاق جنيف وقرارات مجلس الأمن.
وطالب الائتلاف المعارض مجلس الأمن بفتح تحقيق فوري وفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ووصف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم (الثلاثاء)، في مؤتمر صحفي مشترك مع منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، الهجوم بالـ "الغاز السام" بريف إدلب بـ"المروع"، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع لتحديد المسؤوليات بهذا الخصوص.
وفي السياق ذاته، دعت فرنسا اليوم إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد هجوم وصفته بالـ"شائن" بالغاز على إدلب، في حين أكدت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، أن الأسد يتحمل "المسئولية الرئيسة" عن الهجوم.
وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طرحت في فبراير الماضي، مشروع قرار لفرض عقوبات تستهدف مسئولي النظام بشأن اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حذر اليوم الثلاثاء، من أن الهجوم بالكيماوي على ريف ادلب يمثل "خطرا على عملية أستانا الخاصة بتعزيز الهدنة في سوريا".
وتسيطر هيئة تحرير الشام والتي تضم جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" مع فصائل موالية لها على كامل محافظة إدلب وغالبا ما تتعرض لغارات سورية وروسية ومن التحالف الدولي بقيادة واشنطن تستهدف قياديين تابعين لتنظيم (داعش) و (النصرة) في المحافظة.