دمشق 13 فبراير 2017 /انتقدت بعض قوى المعارضة السورية في الداخل السوري اليوم ( الاثنين ) الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية ، إقصائها من تشكيلة الوفد الذي سيحضر مفاوضات جنيف 4 والتي ستنعقد في 20 من الشهر الجاري ، مؤكدين أن المؤتمر لن يخرج بنتائج في حال لم تشارك المعارضة السورية في الداخل .
وأعلنت المعارضة السورية، يوم أمس "الأحد" ، عن قائمة بأسماء وفدها للمشاركة في مفاوضات جنيف المزمع عقدها في 20 من فبراير الحالي.
وضمت القائمة 21 عضواً من بينهم رئيس الوفد نصر الحريري من الائتلاف المعارض، وأليس مفرج نائبة للرئيس، عن "هيئة التنسيق"، كما ضم الوفد كلا من، محمد الشمالي من "الائتلاف التركماني"، وفؤاد عليكو من "الائتلاف التركي".
وقامت "الهيئة العليا للمفاوضات" بتشكيل وفد جديد نصف أعضائه ممثلين عن القوى العسكرية إضافة إلى ممثلين عن المكونات السياسية في الهيئة العليا للمفاوضات.
كما يضم الوفد المفاوض للمرة الأولى ممثلين عن "منصة موسكو" التي تضم شخصيات مقربة من روسيا على رأسها نائب رئيس الوزراء سابقا قدري جميل، وكذلك ممثلين عن "منصة القاهرة" التي تضم شخصيات بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.
ومن بين الفصائل الممثلة "فيلق الرحمن"، فصيل اسلامي قرب دمشق، و"لواء السلطان مراد" القريب من تركيا والناشط في شمال سوريا، إضافة إلى فصائل معتدلة في شمال وجنوب سوريا، وسط غياب ممثلي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام".
ويرافق الوفد المفاوض وفدا تقنيا يضم 20 مستشاراً قانونياً وسياسياً وعسكرياً.
وحمل ماهر مرهج الأمين العام لحزب الشباب الوطني السوري المعارض في الداخل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا المسؤولية لعدم مشاركة كافة أطياف المعارضة في الوفد الذي سيحضر في جنيف 4 .
وقال مرهج والذي يمثل مع قوى وتيارات معارضة أخرى منصة تسمى منصة مطار حميميم ، في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم إن " الوفد الذي شكل وأعلن عنه لا نرى فيه أي تمثيل حقيقي لأحزاب المعارضة الداخلية التي تأسست في عام 2012 " ، مشيرا بذات الوقت إلى أن مشاركة الفصائل المسلحة في وفد المعارضة الذي سيحضر في جنيف " مفيد " لانهم يسيطرون على الأرض .
وانتقد المعارض السوري الهيئة العليا للمفاوضات لاختيارها شخصيات معارضة لا يوجد عليها توافق داخلي بين منصات المعارضة السورية .
وأضاف مرهج أن " تسويق الأسماء يتم بشكل بعيد عن توافق المعارضة " ، مؤكدا أن الوفد المعلن عنه مدعوم من قبل دول إقليمية محددة ، متسائلا كيف تم تجاهل وضع أسماء من معارضة الداخل ، داعيا إلى ضرورة تشكيل الوفد على أساس عادل أي ثلث للمعارضة الخارجية وثلث للمعارضة الوطنية في الداخل ، وثلث للمعارضة المسلحة .
وأعرب مرهج عن تفاؤله بانعقاد مؤتمر جنيف 4 ، مؤكدا أن هذا المؤتمر لترتيب الأوراق السياسية ، سيما وأن مؤتمر الاستانة بجولتيه عمل على تثبيت وقف إطلاق النار بين بعض الفصائل المسلحة والسلطة .
وأشار إلى أن الحل السياسي سيتم مناقشته بشكل هادئ ، مؤكدا أن جنيف 4 " لن يكون هو نهاية المطاف " .
ومن جانبه اعتبر محمود مرعي الأمين العام لهيئة العمل الوطني الديمقراطي السورية المعارضة في الداخل السوري أن تشكيل الوفد المعارض الى مفاوضات جنيف من قبل الهيئة العليا للمفاوضات " لا يعتد به ، ومخالف لقرار مجلس الامن الدولي 2254 الذي ينص على تمثيل أوسع طيف من أطياف المعارضة السورية ".
وقال مرعي لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق إن " التشكيل الذي أعلن مؤخرا هو تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة ، وليس دعوة من قبل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا " ، مؤكدا أن " هذا التشكيل غير رسمي وغير مقبول من قبل منصة مطار حميميم ، ولا منصة موسكو ، ولا منصة القاهرة ، لذلك لا يعتد به".
وأكد أن " هذا التشكيل لايمكن أن تقبل به باقي المنصات لأنه تشكيل يمثل أهواء دول إقليمية عدة وغربية .
واعتبر مرعي أنه في حال تم إقصاء المعارضة الوطنية في الداخل فإن " مباحثات جنيف سوف تفشل وستكون نسخة مكررة ، ولا يمكن لممثلين دول واجندات إقليمية ودولية أن يحلوا الأزمة السورية إلا وفقا لإهواء واجندات تلك الدول التي هم موجودون فيها مثل الرياض وتركيا وقطر والدول الغربية " .
وأكد مرعي في حال تم تعديل التمثيل " ممكن أن يكون جنيف 4 بداية لحل الأزمة السورية " .
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إرجاء المفاوضات السورية-السورية، من 8 فبراير إلى 20 منه ، طالبا من المعارضة السورية تشكيل وفدها الموحد مهدداً بقيامه بتشكيل هذا الوفد بنفسه مالم تقم المعارضة بذلك.